تشغيل إيران لمحرّكات الصواريخ مع افتتاح «العشرين» جعل تصريحات أوباما متناقضة … سؤال واحد للديبلوماسيين العرب والأجانب : كيف سيتصرّف حزب الله ومتى سيتحدّث نصرالله؟
صحيفة الديار اللبنانية ـ
رضوان الذيب:
الرسالة الايرانية الواضحة والصريحة بتشغيل محركات الصواريخ الايرانية بكافة انواعها واحجامها وتصويبها عبر مسارات متعددة ومحددة لكن معظمها باتجاه اسرائيل و«البحار» مع بدء اعمال «قمة العشرين» في بطرسبورغ مساء الخميس الماضي، حيث طغى هذا الاجراء على جلسة افتتاح القمة والمناقشات بعد اعلام الرئيس الاميركي اوباما فورا بهذا التطور والاجراء الايراني، واستدعى ذلك اجتماعا عاجلا بين لافروف وكيري ونقاشات داخل اروقة الاجتماعات، فيما عقدت الحكومة الاسرائيلية اجتماعا عاجلا وقامت بسلسلة اتصالات ديبلوماسية على مستوى قادة دول العشرين وغيرهم، حيث كانت الرسالة الايرانية واضحة للمجتمعين واستغلها بوتين بوجه المؤيدين للضربة على سوريا، وبأن الامور تبدأ بطلقة لكن لا احد يعرف كيف ستنتهي وتتدحرج الى الاسوأ والحرب الشاملة، وخصوصا ان الموقف الايراني الذي ابلغ لقادة العالم عبر فيلتمان والسلطان قابوس ما زال على ثوابته الميدانية ويتلخص بالاتي: «اذا كنتم تريدون حربا محدودة سنرد بحرب محدودة، واذا كنتم تريدون تغيير موازين القوى على الارض سنقاتل للاحتفاظ بالموازين الحالية واذا كنتم تريدون الحرب الشاملة فنحن مستعدون لها، لكن لن نسمح بإسقاط سوريا».
وتقول المعلومات ان وهج وحركة قائد سرايا القدس الجنرال قاسم سليماني يقلقن الاميركيين والاسرائيليين، مع المعلومات عن وصوله الى دمشق ووضع كل الامكانيات بتصرف القيادة السورية، وبالتالي فإن تأجيل الضربة الاميركية يعود اولا وثانيا وثالثا الى الموقف الايراني الحازم بالقتال مع سوريا وليس مرتبطا بقرار الكونغرس مطلقا، وخصوصا ان الدستور الاميركي يسمح للرئيس بدعوة الكونغرس في اي لحظة وخلال ساعات اذا كان الامر متعلقا بالامن القومي الاميركي، واتخاذ القرار الذي يريده، ولكن التردد الاميركي مرده الى الموقف الايراني الصلب وهذا ما قاله بصراحة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو «انه لا يمكن اللعب بمصير منطقة الخليج وتفجير النفط لان ذلك سيترك اثارا مدمرة على العالم لعقود وعقود اذا «فلتت» الامور وذهبت باتجاه الحرب الشاملة في هذه المنطقة».
اما الامر الثاني الذي يقلق الاميركيين، تقول مصادر سياسية متابعة، فيعود الى الموقف الروسي الصلب والجذري والمتطور باتجاه دعم سوريا، وقد رفع الروس من «حيلهم» بعدما لاحظوا صلابة الموقف الايراني، حتى انهم احتفظوا بكامل جهوزيتهم عبر خبرائهم في سوريا، ويصل عدد المواطنين الروس الى اكثر من 17 الف مواطناً لم يغادر واحد منهم، واكثر ما فاجأ الاميركيين والاسرائيليين هو التعامل الروسي مع التجربة الصاروخية المشتركة الاميركية – الاسرائيلية في البحر المتوسط، حيث ابلغ الروس السوريين وبعد ثوان من انطلاق الصاروخ بهذا الامر، واعطوهم «لحظة بلحظة» كيفية اتجاهه ومساره ومكان سقوطه، وهذا ما يشير الى درجة التنسيق، حتى ان هناك من يقول ان رادارات الرصد الروسية والايرانية «مربوطة» بالرادارات السورية، وهذا ما يعرفه الاميركيون والاسرائيليون.
اما الامر الثالث الذي يقلق الاميركيين، تضيف المعلومات، فيعود الى صلابة الموقف السوري والقرار بالقتال، ورغم كل الرسائل الاميركية بأن «الضربة» محدودة ولن تقصم ظهر النظام، فإن قرار القيادة السورية بالقتال والرد متخذ وسينفذ فورا، مهما كانت الاعتبارات والنتائج، فالقرار بالقتال لا لبس فيه وواضح والصواريخ حاضرة، وفي هذا الاطار تقول المعلومات، ان طيارا سوريا نفذ عملية انتحارية في طائرته ضد اكبر قاعدة للنصرة والمسلحين في دير الزور وسقط عدد كبير منهم وبدلت هذه العملية مسار الامور على الارض، لجهة ما خلفه انفجار الطائرة من اضرار في دائرة فاقت عشرات الكيلومترات.
اما الامر الرابع للتردد الاميركي فيعود ايضا الى الموقف الصيني الذي يرسل بوارج عسكرية قريبة الى الحدود السورية لاول مرة في تاريخ هذا البلد.
اما الامر الخامس فيعود الى خوف القيادة الاميركية من «تدحرج» الامور نحو الاسوأ وبالتالي «الغرق» في الوحول السورية بشكل مباشر وما سيتركه ذلك على الاقتصاد الاميركي والشعب الاميركي الرافض لاي مشاركة عسكرية في سوريا وبنسبة تفوق الـ80%، رغم محاولة اوباما اللعب على عواطف الاميركيين ومخاطبتهم عشية تفجيرات 11 ايلول الارهابية والتركيز على أن ضرب سوريا يستهدف الارهاب وحماية الامن القومي الاميركي.
اما الامر السادس والاساسي الذي يقلق الاميركيين، تقول المصادر، فيعود الى «الغموض» الذي يكتنف موقف «حزب الله»، وعدم حصولهم على اي معلومة في هذا الاطار، وكيف سيتصرف الحزب؟ وما هو موقفه؟ وبالتالي لا سؤال للديبلوماسيين الاجانب والعرب في بيروت لاصدقائهم في 8 و14 اذار، الا عن حزب الله، وكيف سيتعامل مع الحدث السوري؟ وهل سيرد من لبنان ويفجر جبهة الجنوب؟ ام سيدافع من الاراضي السورية؟ وكيف سيتعامل مع اليونيفيل؟ وهل صحيح ما يسرب عن اتجاه لضرب المصالح الاميركية والاجنبية في لبنان والقيام بعمليات خطف، واستنساخ مرحلة ما بين 1983 و1991 وما شهدته من حلقات جنون في لبنان؟ كما يسألون متى سيتحدث السيد حسن نصرالله؟ ومتى سيعلن موقف الحزب؟ وهل اتخذ القرار؟ كلها اسئلة يطرحها الديبلوماسيون الاجانب والعرب على الشخصيات التي يلتقونها ويدفعون الملايين على اي «معلومة» في هذا الشأن، حيث يتبرع الكثير من اصدقائهم اللبنانيين على تجنيد انفسهم لاعطاء المعلومات من اجل حفنة من «الدولارات» حيث يسيل «لعاب» الكثيرين على التطوع لهذه المهمة «القذرة» لكن السفراء الاجانب ومن يحركهم من داخل السفارات «يأكلون الضرب» دائما، لان كل ما يصلهم من «معلومات» يتبين انه «غير صحيح» مطلقا. وهذا التردد والغموض ظهرا في موقف وزيري خارجية اميركا وفرنسا خلال مؤتمرهما الصحافي وتطرقهما الى الملف اللبناني بشكل كشف «نقصاً» في المعلومات عن كيفية مسار الامور في لبنان، وماذا يخبئ حزب الله من «مفاجآت»، خصوصا ان «مفاجآته» في حرب تموز والقصير «أذهلت العالم» وبدلت «الموازين» على الارض حيث لا يمكن في اي حرب اميركية مقبلة «القفز» فوق موقف حزب الله وحركة بوصلته التي هي بيد الامين العام للحزب سماحة السيد حسن نصرالله و«الحلقة الضيقة» وهذا «الغموض» يشكل «ورقة قوة» للحزب لن يكشفها الا عندما يطل الامين العام السيد حسن نصرالله على اللبنانيين والعرب والعالم ليعلن موقف الحزب ورده على «الهجمة» الكونية على محور المقاومة وسيقول حتما «كما وعدتكم بالنصر دائما أعدكم بالنصر مجددا».