تزايد ظاهرة “الانتحار” في ظل استمرار تردي الأوضاع المعيشية
وكالة أنباء آسيا-
رزان الحاج:
يتزايد بشكل واضح معدل الانتحار في عموم المناطق السورية وعلى اختلاف جهات السيطرة العسكرية، حيث تسجل شهرياً العديد من حالات الانتحار لمواطنين من جميع الفئات، ويعود السبب الرئيس لذلك التردي الكبير في الأوضاع المعيشية والاقتصادية وغلاء الأسعار وعدم توفر فرص عمل، وما ينتج عن ذلك من صغوطات نفسية.
و منذ مطلع شهر آذار الجاري، سجلت 3 حالات انتحار في عموم المناطق السورية، ففي 22 آذار، عثر أهالي على جثة طفلة تبلغ من العمر 12 عام انتحرت عبر شنق نفسها بمنزلها في قرية الظاهرية (خراب باجار) التابعة لبلدة الجوادية بريف القامشلي، والأسباب غامضة.
وفي الـ 23 آذار، أقدم شاب على الانتحار، بسبب خلاف حصل بينه وبين والديه، في منطقة الزبداني بريف دمشق.
ومنذ يومين، عثر أهالي على جثة رجل 38 عام مشنوقا بحبل، بعد غيابه ثلاثة أيام عن ذويه، حيث وجد في منزل بشارع خالد بن الوليد في العاصمة دمشق، دون معرفة الأسباب والدوافع.
ولعبت الضغوطات النفسية الناجمة عن طول أمد الأحداث الجارية في سوريا واستمرار حالة النزوح لمئات الآلاف، إضافة للأوضاع المعيشية القاسية والفقر المنتشر على دفع الكثيرين للتفكير بالانتحار هرباً من الواقع المعاش وتخلصاً من الضغط النفسي.
وقد تصاعد معدل الانتحار في سوريا منذ السنوات الأولى للحرب بعد أن تضاعفت معاناة المواطنين والأزمات المعيشية والاقتصادية اضافة الى عدم وجود حلول جذرية لتحسين الواقع المعيشي والخدمي.
وأصبحت الحياة اليومية للنساء والرجال والأطفال السوريين أكثر صعوبة وخطورة من أي وقت مضى، حيث يعاني 12 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي ويحتاج عدد غير مسبوق من السكان وهو 14.6 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية.
وتتفاقم الحالة الاقتصادية التي تدعو إلى اليأس بشكل متزايد بسبب الانتهاكات المرتكبة لتحقيق مكاسب نقدية. ويشمل ذلك أخذ الرهائن طلباً للفدية والابتزاز والحجز على الممتلكات لمصادرتها أو لحصاد المحاصيل وبيعها. وترتكب هذه الانتهاكات بشكل شبه يومي في مناطق سيطرة الفصائل الموالية لأنقرة.
وتواجه سوريا اليوم أسوأ موجة جفاف شهدتها منذ عقود. ويستمر التضخم، الذي قارب 140 في المائة في بداية العام، في الخروج عن نطاق السيطرة.