تزامناً مع العاصفة الجوع والبرد يتسابقان إلى سكان إدلب
وكالة أنباء آسيا-
عمر قدور:
يتزامن دخول فصل الشتاء مع معاناة الناس في الشمال السوري حيث تزداد الاوضاع المعيشية صعوبة، وسط غلاء جنوني في الأسعار، اما سكان المخيمات فهؤلاء الأكثر خوفا من سيناريو السماء الملبدة والرياح الباردة في ظل غياب ظروف الدفء والشبع.
زمهرير الاسعار يحرق سكان ادلب
يسابق ارتفاع الأسعار في ادلب برودة الطقس وسوءها، فيما يعيش السكان هموم تأمين مواد التدفئة لأطفالهم، يقول أبو احمد لمراسل آسيا في الشمال: لانرى الا شعارات التدين ومظاهره لكنها مجرد قشور، اذ لا يلقي مسؤولوا الهيئة بالا لمعاناة اطفالنا في البرد على حد قوله.
فيما اوضح أحد العاملين في منظمة اغاثية امتعاضه لوكالة آسيا قائلا: هناك حملة ممنهجة ضد العديد من منظمات الغاثة من قبل تنظيم تحرير الشام دون اسباب تذكر، مضيفا: لقد تم اعتقال بعض زملائنا وتم ملاحقة عدة منظمات وتغريمها ماليا، كل ما نفعله هو مساعدة الناس في الحصول على بعض الدفء من خلال توزيع ملابس شتوية وبعض الاحطاب والقليل من مادة المازوت، على مايبدو فان المادة الاخيرة هي ما ازعجت التنظيم الذي يحرص على عدم وجودها في يد منظمات وجهات اخرى.
ولدى سؤال مراسل آسيا لذلك المصدر عن الجهة التي يحصلون منها على المازوت اجاب: انها من ريف حلب وتأتي من تركيا.
في سياق متصل رفعت شركة وتد المملوكة لتنظيم تحرير الشام أسعار المحروقات في إدلب إلى مستويات عالية، لمرتين خلال 24 ساعة، الأمر الذي زاد من معاناة الناس، حيث وصل سعر ليتر البنزين المستورد إلى 12.5 ليرة تركية، وسعر ليتر المازوت المستورد إلى 11.21 ليرة، و ارتفع سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 168 ليرة تركية، عوضا عن 157 ليرة.
وبرّرت الشركة رفع الأسعار إلى مستويات عالية بانخفاض سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، حيث تشهد أسعار المحروقات في إدلب تغييرا يوميا، الأمر الذي أثار غضب الأهالي لعدم استقرار الأسعار.
تعليقا على ذلك قال مصدر مقرب مما تسمى حكومة الانقاذ لآسيا نيوز: للناس الحق بالانزعاج والغضب، لكن واقع الانخفاض المستمر لسعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار يفرض نفسه، والشركة مضطرة لرفع سعره وفق قوله، خاتما بالقول: نخشى ان تصل الليرة التركية لادنى مستوى لان ذلك سيؤثر على الجميع.
في حين اكدت مصادر اهلية لمراسل آسيا بأن هناك مجاعة تقترب بسبب تدني الاجور وازدياد نسب البطالة وتواضع الخدمات واستشراء الفساد بين قياديي تحرير الشام وحكومة الانقاذ على حد رأيهم.
الطقس يهدد ساكني الخيام
انطلقت تحذيرات عدة من قبل الدفاع المدني من اشتداد سرعة الرياح ، شمال غربي سورية وتحولها إلى رياح عاصفة هوائية.
ودعا الدفاع المدني أهالي المخيمات بضرورة تثبيت الخيام بشكل جيد والابتعاد عن مجاري السيول وأماكن تجمع المياه لحماية أطفالهم، وعدم إشعال المدافئ أو النار داخل الخيام المصنوعة من القماش أو بمحيطها.
فيما ردت مصادر محلية بريف ادلب على تلك الدعوات بالسخرية والامتعاض، حيث قالت لآسيا نيوز بأن كل من يتبع لحكومة الانقاذ منفصل عن الواقع، كيف يطلبون منا عدم اشعال مدافئ داخل الخيام؟ هل يريدون لاطفالنا الموت من البرد؟
واضافت المصادر: لو كانت حكومة الانقاذ ومن ورائها تحرير الشام يخجلون من انفسهم لاستبدلوا لنا الخيام بمساكن مسبقة الصنع، لكن مسؤوليهم مشغولون بمشاريعهم في افريقيا وتركيا.
آسيا نيوز التي تجولت في احد المخيمات التقت ببعض قاطنيه الذين اكدوا شحّ المساعدات المقدّمة من قبل المنظمات الإنسانية خلال الأعوام الماضية ما رتب صعوبات اكبر عليهم ليجدوا انفسهم كايتام تقطعت بهم السبل.