تركيا في دائرة الحصار بعد فشلها في سرقة دور مصر وزعامتها للامة العربية
اتخذت القيادة المصرية قرارا بطرد السفير التركي من القاهرة، وسحب السفير المصري من أنقرة، ردا على استمرار نظام أردوغان تدخله في الشؤون الداخلية المصرية، رغم تحذيرات القاهرة المتكررة من العبث. هذا القرار المصري وان جاء متأخرا، هو تأكيد على قدرة مصر بالمحافظة على دورها وسيادتها في وجه القوى الساعية الى مصادرة هذا الدور وفي مقدمتها تركيا ومشيخة قطر الحاضنة لأكبر قاعدة عسكرية أمريكية في العالم.
النظام التركي، ومن خلال ما يسمى بالربيع العربي كان يهدف ومازال الى احياء العثمانية، والتحكم بالعالم العربي، ووصولا الى هذا الهدف كان لا بد له من شطب الدور المصري، ومن هناك كان دعم أنقرة للربيع الاطلسي، وتنصيب الاخوان المسلمين مقاولي البرامج الأمريكية حكاما في الساحة العربية، ينفذ النظام التركي من خلال هذه الجماعة ما يروق له من مخططات، فالدور المصري ومنذ سنوات طويلة كان العائق لأحلام ومخططات النظام الحاكم في تركيا، وتحالف بشأن ذلك مع مشيخة قطر التي توهمت بأنها قادرة على شطب دور مصر، ودخول نادي الكبار، غير أن الشعب المصري استعاد ثورته وأسقط برنامج الاخوان وأعاد لدوره الريادي هيبته لتواصل مصر قيادة الأمة العربية، مما أغضب وأثار ضعف العثمانية الجدد في أنقرة، ومن هنا واصلت تركيا عداءها لمصر وراحت تقدم كل عناصر ووسائل الدعم لجماعة الاخوان للابقاء على حالة من عدم الاستقرار في الساحة المصرية، متعاونة في ذلك مع مشيخة قطر التي فشلت في مغادرة دائرة الصغار الى نادي الكبار، لذلك، جاء القرار المصري الحازم بطرد السفير التركي من القاهرة بعد أن صبرت طويلا على العبث التركي في الساحة المصرية.
وتقول دوائر سياسية لصحيفة المنــار أن تركيا المتحالفة مع اسرائيل والعضو في الحلف الاطلسي شاركت القوى المعادية للامة العربية محاولاتها لضرب وتفكيك الجيوش العربية في العراق ومصر وسوريا، وعبثت كثيرا في ساحات الدول الثلاث وما زالت تحتضن العصابات الارهابية التي تواصل سفك دماء أبناء سوريا والعراق ومصر، وهذا الموقف المعادي من جانب تركيا أفقدها الكثير في الساحة العربية، وباتت معزولة تعيش خيبة عدم القدرة على احياء العثمانية، وهو حلم لن يتحقق ما دامت مصر قد استعادت دورها، وما دام الشعب السوري يواصل تصديه للارهاب.
وذكرت الدوائر أن النظام التركي لن يوقف دعمه للارهاب الذي تمارس مجموعات تكفيرية في سيناء، وسوف تستمر في دعم بقايا جماعة الاخوان ضد القيادة المصرية وجماهيرها التي أطاحت بحكم الاخوان قبل أن تتجذر هذه الجماعة وتواصل تقديم خدماتها لانقرة وغيرها شرقا وغربا مقابل البقاء في الحكم لهذه الدول العربية أو تلك، وهذا ما يفسر القناة المفتوحة بين حكم اردوغان والعصابات الارهابية في سيناء بتنسيق الى درجة التحالف مع مشيخة قطر.
وتضيف الدوائر أن تركيا هي الخاسر الأكبر من وراء قطع العلاقات مع مصر، وبشكل خاص في المجال الاقتصادي، فهي خسرت الكثير عندما تدخلت في شؤون الدولة السورية الداخلية، وها هي تخسر المزيد جراء عبثها في الساحة المصرية، وهذا من شأنه أن يؤثر سلبا على قواعد الحكم التركي، بفعل سياسته الحمقاء، وأحلامه المريضة، ورغبته في السيطرة على الأمة العربية.