بين الجناح السياسي والعسكري الأميركي: توترات وتحديات
موقع الخنادق:
منتصف شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، كشف موقع اكسيوس الأميركي، عن خلافات عميقة بين قيادة الجيش الأميركي والبنتاغون واصفاً إياها بـ “الخطيرة”. ويأتي هذا الحديث في خضم انقسام تاريخي بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري تحول إلى اشتباكات مسلحة عقب إعلان خسارة دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية والتي شكك بنتائجها وتوعد عقبها بأنه “عائد”.
مسؤولون كبار سابقون في البنتاغون حذروا من “ضغوط شديدة على العلاقات المدنية العسكرية” وان “الولايات المتحدة تمر ببيئة صعبة بشكل استثنائي للعلاقة بين الجناحين العسكري والمدني في المجتمع”. وقد وقع رسالة المخاطبة 8 وزراء دفاع سابقين و5 رؤساء سابقين مشتركين من الإدارات الديموقراطية والجمهورية. وكان من اللافت توقيع 2 من وزيري دفاع الرئيس السابق ترامب، جيم ماتيس ومارك إسبر.
وجاء في الرسالة التي نشرتها War on the Rocks إن “التحديات تنبع من الاضطرابات الاجتماعية التي أثارها جائحة COVID-19 والاستقطاب السياسي وانتهاء الحروب الأمريكية في العراق وأفغانستان دون تحقيق جميع الأهداف بشكل مرض… الولايات المتحدة تواجه أيضًا منافسة شرسة من دول أخرى في المستقبل”.
وفي حين لم تحدد الرسالة اللوم على أي من الحزبين، إلا أنها تشير إلى أن انتخابات 2020 كانت “أول انتخابات منذ أكثر من قرن عندما تعطل الانتقال السلمي للسلطة السياسية وأصبح موضع شك”. وتلخص الرسالة “المبادئ الأساسية وأفضل الممارسات لإدارة العلاقات المدنية العسكرية، مثل السيطرة المدنية على الجيش”، حسب ما نقل موقع اكسيوس الذي تابع ان “العديد من العوامل التي تشكل العلاقات المدنية-العسكرية تعرضت إلى توتر شديد في السنوات الأخيرة.. بالنظر إلى المستقبل، يمكن أن تصبح هذه العوامل أكثر سوءاً”.
ويعرض موقع “الفرنسية”، بعض التحديات التي واجهت العلاقة بين الجناحين السياسي والعسكري في واشنطن:
-في عهد ترامب، طُلب من العسكريين المساعدة في عدد من الأنشطة غير التقليدية بما في ذلك بناء جدار حدودي وحراسة الحدود ضد المهاجرين غير الشرعيين ومساعدة شرطة المدن للتعامل مع الاحتجاجات العنيفة. وفي أحد الحوادث سار وزير الدفاع آنذاك مارك إسبر والجنرال مارك ميلي الذي لا يزال رئيس هيئة الأركان، إلى جانب ترامب أمام البيت الأبيض بعد أن طهرت الشرطة الشارع من محتجين على مقتل الرجل الأسود جورج فلويد بيدي شرطي، وفي وقت لاحق اعتذر كل منهما لمشاركتهما فيما عُدَّ دعاية للرئيس.
-في عهد الرئيس جو بايدن أُجبر الجيش على القيام بانسحاب عشوائي من أفغانستان لم يوافق عليه كبار قادة البنتاغون، كما واجه بايدن انتقادات واسعة بعدما ألقى خطابا سياسيا هاجم فيه أنصار ترامب بينما وقف اثنان من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) خلفه.
وأكد المسؤولون أن القيادة العسكرية يجب أن تقبل الأوامر حتى عندما تخالف رأيها. لكنهم مع ذلك قالوا إن تلك الأوامر يجب أن تكون قانونية، موضحين أنه “تقع على عاتق كبار القادة العسكريين والمدنيين مسؤولية ضمان أن أي أمر يتلقونه من الرئيس قانوني”.