بوتين: حل الازمة السورية غير ممكن إلا بتعزيز الحكومة الحالية والتعاون على محاربة الإرهاب
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن “حل الأزمة السورية غير ممكن إلا بتعزيز الحكومة الشرعية الموجودة”، مشيرا إلى ان “أحد أهداف موسكو يتمثل في إنقاذ القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد”.
وأكد الرئيس الروسي، في حوار أجرته معه القناة التلفزيونية الأمريكية “سي بي إس”، قناعته الراسخة بأن “العمل في الاتجاه الآخر الموجه إلى تدمير الحكومة السورية، سيخلق وضعا يمكن رؤيته في دول أخرى بالمنطقة وفي مناطق أخرى، على سبيل المثال في ليبيا، حيث دمرت مؤسسات الدولة، ونحن نرى وضعا مماثلا، للأسف، في العراق أيضا”.
وأضاف بوتين، قبيل مشاركته الاثنين المقبل في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي سيلتقي على هامشها بنظيره الأمريكي باراك أوباما، “لا توجد طريقة أخرى لحل الأزمة السورية عدا تعزيز مؤسسات الحكومة الحالية وتقديم المساعدة لها في الحرب على الإرهاب، لكن وفي الوقت ذاته تشجيعها للدخول في حوار مع القسم السليم من المعارضة وإجراء إصلاحات”.
بوتين واوباما سيلتقيان الاثنين المقبل وسيبحثان الوضع في سوريا
وردا على سؤال عن موقفه من قوات “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة، نصح الرئيس الروسي بـ”التوجه إلى الشعب السوري، وحده الشعب السوري يجب أن يقرر من يدير شؤون بلاده وكيف”.
وتجدر الإشارة إلى ان لقاء الرئيس الروسي بنظيره الاميريكي سيكون يوم الاثنين المقبل، وسيبحث الطرفان الوضع في سوريا و الازمة الاوكرانية، وسيكون هذا اللقاء الرسمي الأول بين الرئيسين منذ لقائهما في يونيو/حزيران 2013 على هامش قمة مجموعة الثماني في إيرلندا الشمالية.
وزير الحرب الأمريكي: واشنطن جاهزة للتعاون مع موسكو لمحاربة “داعش”
من جانبه، أعلن وزير الحرب الأمريكي آشتون كارتر أن الولايات المتحدة مستعدة للتعاون مع روسيا لمواجهة “داعش” وضمان انتقال سياسي في سوريا.
وفي مؤتمر صحفي عقده في واشنطن مع نظيره الأوكراني ستيبان بولتوراك، لم يستبعد كارتر إمكانية تطابق المصالح الأمريكية والروسية في سوريا، موضحا أن القاسم المشترك بين البلدين هو هزيمة تنظيم “داعش” وضمان انتقال سياسي في سوريا “بعد رحيل نظام الأسد”، من شأنه الحفاظ على البلاد وإعادة إعمارها، على حد تعبيره.
كما لفت الوزير إلى أن التعاون المحتمل مع روسيا حول سوريا لن يؤثر على موقف الولايات المتحدة إزاء أوكرانيا أو نظام العقوبات على روسيا.
وقال كارتر: “النقاشات المستمرة حول سوريا لن تقلل بأي حال من الأحوال من تنديدنا للترصفات الروسية في أوكرانيا، ولن تغير عقوباتنا، وتأييد قوى الأمن (الأوكرانية) ردا على الأعمال التي تزعزع الوضع”، حسب رأيه.
من جانبه أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست أن الولايات المتحدة تعول على أن يحمل لقاء الرئيسين الروسي والأمريكي طابعا مهنيا، وأن لا ينتظروا منه “مودة خاصة”.
وذكر إرنيست أن أوباما وبوتين قد ناقشا الموضوع عدة مرات كانت “دائما ذات طابع مهني”، قائلا في نفس الوقت: “ولم أنتظر مودة خاصة. لكن لدينا مسائل جدية لمناقشتها”.
كيري ينوي بحث وضعي سوريا واوكرانيا مع لافروف
من جانبها، أعلنت واشنطن أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ينوي أن بحث الأوضاع في سوريا وأوكرانيا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في الـ27 من الشهر الحالي، وذلك أثناء لقائهما المرتقب على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وفي تصريح صحفي، قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي إن الحديث يدور عن “مواصلة الحوار” الجاري بين الوزيرين، وذكر أن الولايات المتحدة لا تنوي الحصول على توضيحات من الجانب الروسي حول تصرفات موسكو في سوريا، “لأننا نرى ما يفعلونه (هناك)” على حسب قوله.
وأضاف أن المحادثات حول هذا الملف ستركز على نيات روسيا في هذا البلد “لأن ما نراه لا يتفق تماما مع أقوال (روسيا)”، مضيفا “سنحاول سد هذه الفجوة قدر الإمكان”.