بهم انتصرنا…
موقع إنباء الإخباري –
علي الرضا بدرالدين:
سر خلفهم، واخطُ خطاهم، وابنِ قوافل الشهادة من رؤاهم، وخط كلمات عشقهم بألوان الدماء.
هم عبق الشهادة، هم نبض الدماء، هم صدى العنفوان، هم أولياء النصر وراياته، هم قادة المقاومة.
هم من علمونا دروس العزة والكرامة، علمونا كيف نحيا منتصرين.. هم من علمونا أحرف الشهادة وكلمات العشق الإلهي.. هم من علمونا ثقافة الحياة.. هم أشرعة النجاة، هم بحر من الكرامات، هم أمل المستضعفين.
عشقتهم بصائر القلوب، ورسم سنا ضيائهم بريق العيون، وعلى سرائر المهد تدغدغ الأطفال نفحات تراتيلهم، ومع كل فجر يشرق من ثراهم نصر جديد، وخلف التلال وفي أعماق الوديان رجال تقدّس خطاهم، رجال حمت الوصيةَ دماؤهم .
ها هي ذكراهم المتجسدة في ذاكرة التاريخ والأمة تعود إلينا، حاملة الأمل بالحياة بعز وكرامة، حاملة الشوق والحنين وألحان النصر. ها هي ذكراهم أزهرت أجيالاً تنبض مقاومة، أجيالاً حملت الوصية ورفعت رايات الصمود والتضحية.
من شيخ الأحرار راغب إلى سيد الشهداء عباس إلى عماد المقاومة، تاريخ مجد سطر على جباه الأمة، رفعوا ألوية الحق وأنشدوا ألحان الشهادة، من منابر المساجد، من فوهات البنادق، مع كل آذان وصلاة. قادة أحيوا الأجيال بجراحهم ودمائهم، حاربوا العدو الإسرائيلي بإيمانهم وأرعبوه بصلابة جأشهم، موقفهم سلاح، ورسالتهم سماوية. فجروا انتفاضة الحرية والكرامة فأردوا المحتلين قتلى، مشوا بخطى ثابتة فرفرفت رايتهم على التلال شامخة، أقدموا على التحدي ولم يجزعوا، فارتوت الأرض منهم عزاً وطهارة. حطموا أصنام الذل والهوان، وأزالوا مصطلح الهزيمة من قاموس الحرب، فغدت كل أزماننا إنتصارات.
لقد تحول
كل راغب بالحرب
إلى راغب حرب
“الموقف سلاح والمصافحة إعتراف”، كلمة هزت أركان اليهود، زلزلت عرش ملوك العرب وكل خائن وعميل، كلمة صنعت المقاومة، وشيّدت بنيان النصر، وخلدت صوت الحق، كلمة حولت – كما قال الرئيس نبيه بري – “كل راغب بالحرب إلى راغب حرب”. بعمامته البيضاء أشرقت شمس النصر ضياءً بعد أن خيّم الظلام والظلم والاحتلال، مزق بحكمته ألسنة الغدر والخيانة، وأيقظ بكلماته قلوباً سكنها شبح الخوف. كان شوكة في حلوق المحتلين والمستبدين فساقته أياد الغدر شهيدأ فغدا شيخاً للشهداء.
واستمرت القافلة في سيرها، ومع كل شهيد دكت حصون العدو وزلزلت الأرض تحت أقدام جنوده من جبروت المجاهدين.
وقام العدو بعد ذلك بإغتيال السيد عباس الموسوي ظناً من قادته بأنهم سيدمرون بنيان المقاومة، إلا أنهم لم يعوا معنى المقاومة ولا الشهادة، ولم يدركوا قول الإمام الخميني الذي ننتمي إلى مدرسته: “اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر”.
وما أن ينطفئ نور حتى يشرق نور جديد، يحمل الأمانة والوصية، فترتعد فرائص العدو خوفاً ممّا هو أشد، فتنظر بعين خائفة ترتقب مصيرها المجهول وتبحث في كل مكان عن ثغرة لتخرجها من مستنقع الزوال.
وظل العدو يستهدف قادة المقاومة لعله يحقق نصراً، فكان إغتيال عماد المقاومة، قائد الإنتصارات، فكانت بداية سقوط دولة إسرائيل كما قال السيد حسن نصرالله.
وصمدت المقاومة، رغم كل المخاطر والتحديات المحدقة والحرب الموجهة نحوها من كل أقطاب العالم، شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، وانتصرت وألحقت بالعدو الإسرائيلي الهزائم المتتالية.
لقد أثبتت للعالم أن النصر لا يأتي إلا بالمقاومة وبذل الدماء فداء لكل حبة تراب وقطرة مياه من وطننا.