بن سلمان والخرف المبكر
صحيفة كيهان العربي:
من يستمع لحديث ولي ولي العهد السعودي بن سلمان المراهق والمقامر لـ “اسكاي نيوز عربية” او اطلع على مضمونه، توقف كثيرا عند ملامح هذا الرجل المستغرق في اوهامه واحلامه المريضة لشدة تناقضاته في الحديث عن الحرب في اليمن او العلاقة مع ايران وكانه يعيش في كوكب آخر و يتحدث الى ساكنيه وهذا يعود اولا لاضطرابه وقلقه المتزايد من مستقبل هذه الحرب العدوانية التي باتت تضيق الخناق عليه لانها لم تعد تشكل ازمة لبلاده بل ورطة واي ورطة قد تنتهي بنهاية آل سعود المتآمرين والممولين للمخططات الاميركية سواء في المنطقة او خارجها ثمنا لبقائهم في السلطة.
ان هؤلاء الاغبياء ووفقا لمحاسباتهم الخاطئة والواهمة من جهة والمراهنة على بعض الجهات اليمنية التابعة لهم من جهة اخرى انهم سيكسبون الحرب خلال ايام خاصة وانهم يمتلكون احدث الاسلحة التي زودتهم بها الولايات المتحدة الاميركية في مقابل بلد فقير وبامكاناته المتواضعة واسلحته التي لا يمكن مقارنتها باي حال من الاحوال بما تمتلكه السعودية لذلك كانوا واثقين من انفسهم بانهم سيحتلون اليمن خلال عشرة ايام وهذا ما اعلنه كالن باول وزير الخارجية الاميركي الاسبق.
واليوم يمضي على العدوان السعودي الاثم على اليمن سنتان ونصف والجيش السعودي يتقهقر يوما بعد يوم رغم الدعم الاميركي والصهيوني والدول المتحالفة معه وانه ليس لم يحقق اي مكسب على الارض فقط بل خسر الكثير من اراضيه في محافظات نجران وجيزان والعسير التي تسيطر عليها اللجان الشعبية والجيش اليمني ويخرج هذا الصلف والمتهور المعجون على الكذب والمراوغة ليقول ان حكومة هادي الفار الذي وصفها بالشرعية تسيطر على 80% او 85% من الاراضي اليمنية ولا يسأل نفسه كيف لحكومة تسيطر على 80% من ارضها وتعيش حتى اليوم في فنادق الرياض.
وعندما رد عليه المحاور ان الحوثيين وانصار صالح يسيطرون على اراض شاسعة من اليمن ويمتلكون الاسلحة رد عليه بمنتهى الحماقة والتهور ودون الامعان بما يقول بان “السعودية قادرة ان تجتث الحوثي وصالح في ايام قليلة” لكنه يستطرد لاحقا بان “السعودية قادرة على شن هجوم بري تسحق الحوثيين لكن الخسائر ستكون فادحة للجانبين”.
صفصفة رخيصة وتهريج اعلامي لا يباع الا في سوق النخاسة السعودية سنتان ونصف ليس لم تراوحوا في مكانكم بل هزمتم في ثلاث من محافظاتكم ولن تتمكنوا من تغيير موازين القوى على الارض رغم الدعم الاميركي وقوى التحالف وقد بان فشلكم الذريع وعجز قيادتكم العسكرية لتستأجروا مؤخرا ضابطا باكستانيا متقاعدا عسى ان يعيد ماء وجهكم المهدور ان بقي شيء منه.
ان اميركا هي ادرى بما يدور في الداخل السعودي المضطرب وما ينتاب هذه العائلة من قلق متزايد لنهاية هذه الحرب التي ستعصف بهم لذلك اضطرت ان ترسل بوارجها للسواحل اليمنية عسى ان تغير من موازين القوى وترفع من معنوياتهم المنهارة لكنها هي الاخرى لا تتجرأ ان تدخل الاراضي اليمنية ورمالها المتحركة خوفا من ابتلاعها بل ستكتفي بقصف هذا البلد وتدميره وقتل ابنائه كما تفعل السعودية حتى الان.
اما حديثه غير المعقول والملفق واللامسؤول حول ايران فكان اكثر سخرية واستهزاء من قبل الرأي العام الاقليمي والدولي لسوقه اتهامات خيالية من ان ايران تريد احتلال قبلة المسلمين وان فكرها المتطرف يمنع الحوار معها في وقت يعترف العالم ويقر بقدرة ايران التفاوضية مع الست الكبار رغم العداء المستفحل مع بعضها. اما الاسخف والمضحك والمبكي في حديثه ويقولها دون ان يعي ما يقول باننا “لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية بل سوف نعمل على ان تكون المعركة لديهم في ايران!!
انه هذيان من العيار الثقيل لمغفل داهمه الخرف المبكر تضامنا مع ابيه ، نتيجة لاعباء الحرب التي باتت تثقل كاهله وتزيد من قلقه ومصير عائلته. ان ايران لن تبدأ يوما الحرب على احد ولا تحبذ ذلك ولم تر لها ندا في المنطقة لمواجهتها فكيف بنظام متهرئ كالسعودية وجيشها الضعيف الذي عجز يطلق عليهم الحوثيين السيطرة على شبر من ارض اليمن السعيد بل العكس خسرت الكثير من اراضيه.