بلينكن: أمريكا وإسرائيل مردوعتان أمام محور المقاومة!!
موقع الخنادق:
ألقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الإثنين، خطاباً أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك)، التي تعدّ أبرز جهات اللوبي الإسرائيلي في واشنطن.
وتكمن أهمية التدقيق في خطاب بلينكن، هو استنتاج مسار السياسة الخارجية الأمريكية في منطقتنا خلال السنوات القادمة، نظراً لأن هذه السياسة تضع مصالح الإدارة الأمريكية ومصالح كيان الاحتلال دائماً في الأولوية. ومن المهم أيضاً رصد ما يحصل فيها من متغيرات، خاصةً في ظل ما يشهده النظام الدولي من تحوّلات، اعترف بلينكن بنفسه بحصولها.
كما أن التدقيق في العبارات التي ترد في هذه الخطابات، تؤكد لنا مرّة أخرى مدى ارتباط مسؤولي وسياسيي الولايات المتحدة الأمريكية الوثيق باللوبي الصهيوني والكيان المؤقت. فهي وسيلة وفرصة كبيرة بالنسبة لأغلبيتهم، لإظهار مدى ارتباطهم بالصهيونية، بهدف نيل الدعم من هذا اللوبي وتجييره في حياتهم الشخصية. وبالتالي فإن الخطأ الأبرز الذي يقع فيه الكثير من المثقفين العرب وغيرهم من مناصري القضية الفلسطينية حول العالم، حينما يعتقدون بأنه قد يأتي سياسي أمريكي يختلف عن هذا المسار.
أبرز النقاط
_التأكيد على الدعم المستمر من الحزبين للعلاقة بين أمريكا وإسرائيل، وأنه بالأمس كان قد مرّ 75 سنة على الشراكة ما بينهما، وهي شراكة شاملة للكثير من الجانب من الأمن إلى الأعمال التجارية، ومن الطاقة إلى الصحة العامة، وغيرها الكثير من المجالات.
_ التأكيد على أن العالم يعيش من خلال نقطة انعطاف، وهي نقطة تحدث كل 6 أو 7 أجيال، حيث تكون التغييرات فيه عميقة جداً.
_ التشديد على أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل مضمونة بالتزام أمريكا بأمن إسرائيل، وأن هذا الالتزام غير قابل للتفاوض وصارم.
_ الكشف بأن أمريكا تموّل إسرائيل عسكرياً كل سنة بـ 3.3 مليار دولار، بالإضافة الى 500 مليون دولار لتمويل الدفاع الصاروخي، وعشرات الملايين من أجل تقنيات جديدة مضادة للطائرات بدون طيار ومضادة للأنفاق والدفاع الجوي كمنظومة الليزر، ومليار دولار لتجديد الإمدادات للقبة الحديدية الإسرائيلية. ولا يتوقف الدعم العسكري عند هذا الحد بل يضاف اليه العديد من التدريبات المشتركة، والتعهد بالحفاظ على التفوق العسكري النوعي لإسرائيل.
وهذا ما يؤكد من جهة بأن الكيان المؤقت لم يكن ليملك أي قدرة عسكرية، لولا الدعم العسكري الأمريكي المفتوح له، من قبل الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء كما بيّن لبينكن.
كما يؤكد من جهة أخرى أن ما حققته حركات وفصائل ودول محور المقاومة من خلال قدرات متواضعة، بوجه الآلة العسكرية الأمريكية الإسرائيلية، هو إنجازاً إعجازياً يجب الوقوف عنده طويلاً.
_من أبرز مجالات الدعم الأمريكي أيضاً، الدعم الدبلوماسي للكيان بوجه ما وصفه بالـ “الجهود المستمرة والمتواصلة لنزع الشرعية عن إسرائيل – والتي تهدف إلى تقويض أو عزل المكانة الشرعية لإسرائيل على المسرح الدولي”.
وذكر بلينكن في هذا الإطار: حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات العالمية، والجهود المناهضة لإسرائيل لاستبعادها واستهدافها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمنتديات الأخرى في جميع أنحاء العالم.
وهذا ما يؤكد كل نظريات قادة محور المقاومة، بأن كل أساليب مقاومة هذا الكيان المختلفة، تفيد في مواجهته، وبالتالي لا يجب على أي أحد الاستخفاف بأي وسيلة يتم من خلالها مواجهة الاحتلال (مثل المقاطعة الرياضية)، لأنها تؤثر جداً ولو كانت بطريقة غير مباشرة.
أما الأخطر فهو ما كشفه عن إصدار إدارة الرئيس جو بايدن أول استراتيجية لمكافحة “معاداة السامية” على مستوى العالم (المقصود به حصراً معاداة إسرائيل)، وهذا ما قد يؤسس مستقبلاً، لعقوبات غير مألوفة قد تطال أفراداً ومؤسسات وكيانات ودول تعارض التطبيع أو تقاوم إسرائيل بأي شكل من الأشكال.
_ الجزم بأنه لا يوجد خطر على إسرائيل أكبر من الخطر الذي يمثله ما سماه بالنظام الإيراني ومن وصفهم بوكلائها: حزب الله وحماس.
_ التأكيد على أن واشنطن مصرّة على النهج ثلاثي الأبعاد – الدبلوماسية والضغط الاقتصادي والردع، والذي يتضمن أيضًا تعزيز القدرات العسكرية لإسرائيل- لمواجهة النظام الإيراني. وهذا ما يؤكد بأن المسؤولين الأمريكيين يتجنبون حصول أي حرب مع محور المقاومة وخاصةً إيران في المدى القريب. ما يعني اعتراف أمريكي غير مباشر، بنجاح محور المقاومة في تحقيق ردع متقابل.
أما المسار الأمريكي الإضافي لتعزيز أمن إسرائيل وأمن أمريكا بنفس الوقت، فهو من خلال تعميق علاقات التطبيع معه، من خلال المنتديات والتحالفات الإقليمية كمنتدى النقب وI2U2 وCOP28.