بلديات الجنوب: صيدا تُقلق آل الحريري.. ’مُستقبَلاً’

elections-beirut-hariri

موقع العهد الإخباري ـ
حمزة الخنسا:
يتابع قطار الانتخابات البلدية والاختيارية مسيره، على أن يحطّ في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية، محطته الثالثة بعد بيروت وجبل لبنان. تتميّز المرحلة الثالثة من الاستحقاق بمعركة شبه وحيدة في صيدا، إضافة الى الانتخابات النيابية الفرعية في جزين لاختيار خلف للنائب ميشال الحلو، بعد نحو عامين على رحيله.

تمتد محافظة لبنان الجنوبي من صيدا عاصمة الجنوب ومركز المحافظة شمالاً حتى الناقورة جنوباً، وتضم ثلاثة أقضية: قضاء صيدا ( 42 بلدية) وقضاء صور (58 بلدية) بالإضافة إلى قضاء جزين (36 بلدية). فيما تقع محافظة النبطية في القطاعين الأوسط والشرقي من جنوب لبنان، وتضم أربعة أقضية: قضاء النبطية (39 بلدية) وقضاء بنت جبيل (36 بلدية) وقضاء حاصبيا (15 بلدية) وقضاء مرجعيون (25 بلدية).

لن تختلف الدلالات السياسية للانتخابات في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية، عن سابقاتها كثيراً. حيث يحافظ الثنائي الشيعي على ثباته الشعبي المتوّج بالتوافق شبه الكامل في أغلب قرى المحافظتين ومدنهما، فيما يستمر “التيّار الوطني الحر” في استعراض قوّته الشعبية متخذاً من محطة جزين الفرعية فرصة مناسبة، في حين “سيقاوم” تيّار “المستقبل” من أجل الحفاظ على صيدا بعد انسحابه تدريجياً من قرى وبلدات عديدة في عمق الجنوب. وبينما تحاول “القوات اللبنانية” إثبات وجودها في غير منطقة، إنْ بالاعتماد على التحالف مع “التيّار الوطني” أو مع القوى المحلية، تبقى الحسابات العائلية والمنافسة الحامية في هذا الإطار الكلمة الفصل في عدد لا يستهان به من البلدات والمناطق والقرى على امتداد محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية.

 

لا يتنظر الأهالي معارك سياسية على خلفية الانتخابات البلدية والاختيارية في معظم بلدات الجنوب ومدنه وقراه، حيث أثمر توافق حزب الله وحركة أمل فوز لوائح “التنمية والوفاء” بالتزكية في عشرات القرى والبلدات في أقضية صور وبنت جبيل ومرجعيون والنبطية. كما سيكون التنافس الديمقراطي والعائلي سيّد الموقف فيما تبقى من قرى وبلدات ومدن اختار أهلها خوض غمار التجربة الإنتخابية من ضمن الموقف السياسي الواحد والعام.

يعوّل الكثير من المشتغلين على ملف الاستحقاق البلدي في الجنوب على نسب المشاركة الشعبية. الحديث عن المشاركة الشعبية لا يصل الى حدّ إعلان التحدي المتمثل بجعل الإنتخابات البلدية في الجنوب بمثابة “الإستفتاء الشعبي على خيار المقاومة”، كما يحاول بعض الإعلام تصوير الأمر. بحسب التجربة، فإن نسب المشاركة الشعبية في أقضية الجنوب تتراوح بين الـ35% والـ 50%، وعليه، فإن المتوقع للمشاركة الشعبية هذه الدورة أن لا تعاكس هذه النسب كثيراً. يلعب التوافق السياسي دوراً كبيراً في انخفاض نسب المشاركة الشعبية، خصوصاً مع شعور المواطنين بالإطمئنان لعدم وجود تنافس جدّي يزاحم خياراتهم السياسية.

هذا في ما يتعلّق بمناطق الثنائي الشيعي. أما في ما خصّ مناطق نفوذ تيّار “المستقبل”، فتبدو الانكفاءة واضحة لدى التيّار الأزرق الذي يظهر بمظهر مَن يخشى خوض الإختبار. ففي صيدا مثلاً، وعلى الرغم من أن بعض الإحصاءات  والأرقام أعطت لائحة “إنماء صيدا” المدعومة من تيار “المستقبل” الأفضلية للفوز بمقاعد البلدية الـ21، غيرأن التوقعات ذهبت أيضاً نحو حصول معركة قاسية في عاصمة الجنوب، خصوصاً مع وجود لائحتين منافستين للائحة آل الحريري، الأولى لائحة “صوت الناس” المدعومة من النائب السابق أسامة سعد زعيم “التنظيم الشعبي الناصري”، و”اللقاء الوطني الديمقراطي”، ولائحة “أحرار صيدا” المدعومة من القوى السلفية .

لا يقف “المستقبل” كثيراً عند عدد اللوائح المنافسة له في صيدا، بل عند نوعيتها. فقد اعتاد آل الحريري على أن ينافسهم ابن البيت المقاوم أسامة سعد، لذا حشدوا لمواجهته في هذا الاستحقاق إضافة الى تيّار “المستقبل”، العمّة بهية الحريري، “الجماعة الإسلامية”، الدكتور عبد الرحمن البزري وعدداً من كبار تجّار المدينة الساحلية – السياحية. غير أن أكثر ما يُزعج التيّار الحريريّ في صيدا، هو بروز مزاج أصولي بدأ يتجرّأ على منافستهم شعبياً في صيدا.

على الرغم من أن لائحة القيادي المنشق عن “الجماعة الإسلامية” علي الشيخ عمّار، رئيس لائحة “أحرار صيدا”، غير مكتملة ومؤلفة من 8 أعضاء فقط، وقد لا تشكّل منافس يُعتد به في سباق يوم الأحد المقبل الانتخابي، غير أنّ “المستقبل” ينظر إليها على أنها نواة نقطة جذب شعبية لما صنعه “التيار الأزرق” بيديه من حالة متطرّفة زرعها على أبواب الجنوب لمقارعة خصومه السياسيين، وقطع الأوتسترادَيْن الشرقي والغربي على جمهورهم.

من صيدا الى عمق الجنوب، وصولاً الى الضهيرة ويارين والبستان ومروحين، ينكفئ  “تيّار المستقبل”، وتحاول “الجماعة الإسلامية” سدّ الفراغ الإنمائي والرعائي الذي خلّفه، بعدما “عبّأه” مرّة واحدة إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

في الضفة “البرتقالية”، وبعيداً عن حالة “تيّار المستقبل” الذي يخوض الإستحاق البلدي في الجنوب وعينه على طرابلس كما قلبه،  يتحضّر “التيّار الوطني الحر” للإحتفال بفوز مرشّحه أمل أبو زيد في الانتخابات الفرعية في جزّين. وعلى الرغم من أن الرئيس نبيه برّي لم يرشّح منافساً للمرشح البرتقالي، وأيضاً لم يوعز لمناصريه انتخابه، إلا أنّ الخطوة أراحت “العونيين”، الذين لا يشعرون بحرارة الاستحقاق البلدي في مرجعيون وجزّين وغيرها من قرى الجنوب وبلداته.

[ad_2]

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.