بلا سياسة: لو الهبل بيوجِّع…

موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:
لو الهبل بيوجِّع، كان في ناس ما بتنام الليل من الوجع، ومش عدد قليل من الناس، لا عدد كبير كتير، وهالعدد الكبير مش من خط سياسي واحد، لا من خطين سياسيين لا يلتقيان إلا بإذن أرباب الطوايف.
للصراحة صرلي فترة عم فكر جدياً بإنو تصير بلا سياسة شغلة واقعية، يعني صير بلا سياسة إسم على مسمى، لإنو من الصعب جداً تضلك عايش مع طروحات هامشية البعض بيفكرها حل، لا ومش حيالا حل، بيفكروها حل جذري لسرطان إجتماعي وسياسي ضارب المنطقة كلها.
يعني مثلاً الخبرية الدارجة هاليومين هي إمكانية أو عدم إمكانية رفع الحصانة عن الكائن خالد الضاهر أو ما يعرف بالصاروخ، طيب إنو ما حدا يزعل، بس في هبل أكتر من هيك…
شو يعني رفع حصانة وما رفع حصانة، وشو يعني نائب نائبة، وشو بتفيد كل هالخبريات طالما ما بدكن تحطوا أصبعكن عالجرح، طيب طالما الجرح موجود وواضح وضوح الشمس، لكن المشكلة صارت بالأصبع، ما هو أصبع الشعب مشغول برفع إشارات النصر للزعماء وأصبع الزعماء مشغول بالشعب…
ما هو ما بيصير كل ما دق الكوز بالكزكوز، نرجع لنفس الديباجة ونصير ناطرين رفع الحصانة، طيب يا جماعة الخير من حقنا نسأل : هل المشكلة متعلقة بس بالصاروخ أو بخط سياسي كامل؟؟؟
ولنفرض جدلاً إنو رفعوا الحصانة عن أبو منامات، وتحاسب، شو رح يغير هالشي بالموضوع، إنو شو بنعمل بإبن المرعبي وأبو العبد، وأكتر من هيك ما أبو طاقية بلا حصانة وما حدا قرب صوبو، وأبو عجينة بيروح وبيجي وين ما بدو وما حدا بيقلو وينك، وعفكرة بحس أوقات إنو عندو سهولة تنقل أكتر مني لإنو الزلمة عندو موكب وما بيعلق بعجقة سير.
ولنفرض جدلاً إنو المجلس يلي بعمرو ما رح يجلس، ما رفع الحصانة، إنو يا شعب لبنان العظيم بتضلك رايق عوضعك وناطر الطبخة السياسية لتستوي، إنو أنت بعدك ما استويت مثلاً، ولك ما حلك تفهم إنو الدولة بتاخد شرعيتها وحصانتها من الشعب، وإنو إذا حضرتك بتهز دماغك شوي بتقدر ترفع الحصانة عن الدولة كلها.
بس خلص ما في نوا منك، خلص إنت يا هالشعب العظيم، رح تضل طول عمرك ناطر المجلس يرفع ما يمكن رفعه، وما لا يمكن رفعه بتغض النظر عنو.
وع سيرة غض النظر، كمان خليك عم تغض النظر عن هيئة علماء المدري مين، يلي بتطلعلك بخبرية مدري شو وفجأة بتلاقي المشكلة انحلت مدري كيف.
إيه مدري مين ومدري شو ومدري كيف، مش هيك صارت القصة بعرسال، ومش هيك صارت بطرابلس، ومش هيك رح تصير ببيروت ووين ما كان، مبلى هيك، وكلنا عارفين إنو هيك، وما زال عارفين هيك طيب ارحموا راسنا وخلوا الهبل فردي، فردي يعني حالة فردية مش فردي يعني فرد بيقوص هبل،لإنو طلقة الهبل أقوى وأخطر من طلقة الرصاص، كرمال هيك خلو الهبل فردي وما ضروري تعملوا هبل جماعي، يعني حلو اللبنانيين يتفقوا عشغلة بحياتن بس مش ضروري يتفقوا عالهبل…
ومن هنا، حلوة الفصحى ما بتشكي شي، لهيك فمن هنا ورايح رح بطل اتعاطى سياسي، خيي رح إتعاطى فن مثلاً، من شو بيشكي الفن، عالقليلة في فن تشكيلي، وأنا كمان بشكيلك وهيك بنفضفض لبعضنا، وهيك بنصير لبنانيين بإمتياز لإن لبنان بلد تشكيلي بإمتياز، وبتروح لعند السياسي لحتى تشكيلو بيصير يبكيلك، عشوي بتحس إنو بدك تمد إيدك عجيبتك وتناولوا حق ربطة خبز بس بترجع بتتذكر إنو ما معك حق ربطة خبز.
ليش إنت بعدك متذكر شكل الخبز، ما هو شكل الحقيقة نسيتو بدك تتذكر شكل الخبز، ما هو لو بعدك متذكر شكل الحقيقة، كان نشف دمك عالجيش اللبناني ويلي عم يصير في وكنت بلشت تفتش عن الحل الجذري الحقيقي مش الحل الجَزري.
وبما إنو جبنا سيرة الجيش اللبناني، وبما إنو سيرة الجيش بتبكي العين، خليني ساكت أحسن، خليني ساكت، لإنو الجرح كبير كتير…
الجرح كبير لإنو العسكر بالجيش اللبناني هني أهلنا وإخواتنا وقرايبنا، ليش حدا شاف شي سياسي عندو ولد بالجيش، أكيد لأ، هودي ولادنا نحنا وأخواتنا نحن لهيك الجرح جرحنا والنار ما بتحرق إلا مطرحها…
أنا رح أسكت، ما بعرف لأيمتن رح ضاين، بس رح أسكت، وبيبقى السكوت في الحق أفضل من الكلام بالباطل…
وصدقوني لو الهبل بيوجٍّع ياما كان في ناس ما بتنام الليل من الوجع…
وهالمرة عن جد بلا سياسة…