بعد العمليات الأخيرة… هل فقد الإحتــلال حالة الـــرّدع في الــضفة المحتلة..؟
صحيفة الوفاق الإيرانية:
عمليات إطلاق نار شبه يومية ينفذها مقاومون أبطال من كتائب “سرايا القدس” التي تتمدد بشكل مستمر في مختلف مدن الضفة الغربية، حتى باتت عمليات إطلاق النار ترهب المستوطنين وتقذف في قلوبهم الرعب.
العديد من رؤساء مجالس المستوطنات باتوا مؤخراً يشتكون من فقدان جيش الاحتلال للردع في الضفة الغربية المحتلة، فحياتهم معرضة للخطر على مختلف الحواجز الصهيونية، ورصاص المقاومين بات ينتظرهم في كل مكان.
عملية إطلاق النار اول أمس على حافلة للمستوطنين قرب بلدة سلواد زادت هذا الهاجس من فقدان حالة “الردع” والأمن، وأكدت وبحسب محللين فقدان جيش الاحتلال للردع في الضفة الغربية المحتلة.
الاحتلال فقد الردع بالضفة
المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، أكد أن جيش الاحتلال فقد الردع أمام المقاومة في الضفة الغربية المحتلة بعد عمليات إطلاق النار المتكررة تجاه الحواجز “الإسرائيلية” والمستوطنين.
واعتقد منصور خلال حديث خاص لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”، أن فقدان الردع جاء نتيجة لتنامي العمليات وجرأتها وإحداثها سواء خسائر مادية أو بشرية في صفوف جنود وضباط الاحتلال؛ رداً على اعتداءات الاحتلال والتنكيل والاعتقالات والقتل.
ورأى أن فقدان المستوطنين في الضفة المحتلة للأمن، سيؤدي بجيش الاحتلال للانتقام والاستمرار بالعقوبات الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، معتقداً أن هذا الأمر لن يحقق الأمن للاحتلال.
وقال منصور:” الاحتلال يدرك أنه كلما وسع من اعتداءاته وعقوباته ضد الشعب الفلسطيني، كلما زادت المقاومة وزاد عدد المنخرطين في صفوف هذه المقاومة في الضفة”.
الأوضاع ستنفجر
وأضاف:” ما نشهده حالياً من عمليات إطلاق نار وهو تنفيس عن حالة الغليان في الشارع الفلسطيني، معتقداً أن الأوضاع ستنفجر في لحظة معينة، واصفاً الوضع بأنه لا يحتمل وجرائم الاحتلال في تزايد والاحتلال هو الذي يدفع باتجاه المواجهة”.
وتوقع المختص منصور، أن الاحتلال في ضوء تصاعد عمليات المقاومة في الضفة سيشدد من إجراءاته وسينصاع لمطالب المستوطنين، وهذا ما سيجعل الأرض خصبة للتوتر والانفجار وخاصة في ظل فترة الانتخابات “الإسرائيلية”، ولا وجود قيادة في كيان الاحتلال قادرة على لجم المستوطنين.
توقعات بتنفيذ عمليات فدائية
كما توقع، أنه في ظل حالة الغضب في الشارع الفلسطيني، فلا تزال فرصة تنفيذ العمليات الفدائية الفردية واردة بشكل كبير، موضحاً أن الاحتلال اعترف أن هناك مئات المحاولات لتنفيذ عمليات فدائية وآخرها كانت أمس في سلواد.
الاحتلال فقد الردع منذ “سيف القدس”
بدوره، أكد المحلل السياسي عدنان الصباح، أن الاحتلال فقد الردع ليس فقط اليوم بل منذ معركة “سيف القدس” التي خاضتها المقاومة مع الاحتلال العام الماضي.
وقال الصباح خلال حديث خاص لـ”وكالة فلسطين اليوم الإخبارية”:” إن فقدان الاحتلال لحالة الردع جاء أيضاً بعد العمليات الأخيرة سواء عملية النقب وعملية الخضيرة وعملية “تل أبيب”، موضحاً أن هذه الحالة امتدت أيضاً من خلال تصاعد الاشتباكات مع المقاومة سواء في مدينتي نابلس وجنين”.
ورأى أن المقاومة في الضفة انتقلت بعد ذلك لمرحلة الهجوم والمباغتة سواء على المستوطنات أو على الحواجز العسكرية، مبيناً أن ذلك منح المقاومة أفضلية في التأثير على الاحتلال من خلال المبادرة والمباغتة في الاشتباك معه.
معركة “وحدة الساحات” جعلت المعركة مفتوحة
كما اعتقد الصباح أن فقدان الاحتلال لحالة الردع جاء بعد إحساس المقاومة بأنها أقوى بالفعل وليس بالقول، مبيناً إلى أن معركتي “سيف القدس” و”وحدة الساحات” شكلتا منعطفا مهما في تاريخ الصراع مع الاحتلال، مشيراً إلى أن معركة “وحدة الساحات” جعلت المعركة مع الاحتلال مفتوحة في كل الساحات.
وكانت نقلت مصادر عبرية، عن المتحدث باسم مجلس مستوطنات” بنيامين” عن عملية إطلاق النار على حافلة المستوطنين بسلواد:” نشهد تصعيدًا وفقدنا الردع منذ وقت، حدثت معجزة كبيرة الليلة، نطالب بشكل فوري استعادة الردع على الأرض”.
جدير ذكره أنه وقعت، مساء السبت، عملية إطلاق نار استهدفت حافلة “إسرائيلية” قرب سلواد قرب مدينة رام الله.
وقالت كارميل دانغور مراسلة قناة كان العبرية:”إن إطلاق نار نحو حافلة للمستوطنين قرب واد الحرامية بين عوفرا وشيلو، هناك أضرار في الحافلة دون إصابات”.
وزعم المتحدث باسم الجيش “الإسرائيلي”: “وردت أنباء عن إطلاق نار على حافلة إسرائيلية قبل قليل بالقرب من سلواد، لم تقع إصابات، ولحقت أضرار بالحافلة، وتقوم قوات الجيش بتمشيط المنطقة بحثا عن المنفذين”.