“برومو” التشنيع في سوريا.. غرابة وخطورة
موقع إنباء الإخباري ـ
أحمد شعيتو:
عندما شاهدت أول فيديو قاس في سوريا على “يوتيوب” كان عن جثث قتلى مجموعة مع بعضها.. اليوم ألاحظ أن تراكُم الصورة المشهدية عن الأحداث يتم أفقياً وعامودياً.. “برومو” (ترويج) القتل أصبح ديدن المسلحين، بحيث ازدادت مشاهد القتل عدداً و”تطورت” نوعياً..
لاحظوا معي أمثلة عن تدرج عناوين المشاهد على موقع يوتيوب وغيره بشكل تصاعدي:
– فيديو “نحر” سوري وقطع رأسه
– فيديو ذبح أطفال بالسكين في الحولة
– مشاهد مؤلمة: مجزرة في سوريا.. ذبح عائلة باكملها بينهم 3 اطفال
أحد المشاهد الذي اثار القشعريرة في جسمي فيديو بعنوان: المعارضة المسلحة تقطع رأس احد المؤيدين للنظام. وليس المشهد القاسي الذي يظهر عملية الذبح بحذافيرها هو ما أثار تأثري العميق فقط بل الأنكى ما سمعته من المسلحين اثناء عملية الذبح من جمل: “بسم الله الرحمن الرحيم.. الله اكبر”.. ثم الذبح .. ثم “الحمد لله الحمد لله الحمد لله”!!!
كلمات تختصر ما تحمله نفسية منفذي هذه الأعمال من أفكار معقدة تجعل منهم عند ارتكاب مثل هذا العمل الشنيع يعتبرون انهم يقومون بانجاز انساني.. فينفذون الذبح على طريقة ذبح الدجاج أو النعاج.. على الطريقة الشرعية. هذا عداك عن مشاهد تدمير المساجد بالمتفجرات ثم التكبير والتهليل بعد تنفيذ ذلك!! بل تنفيذ عمليات تفجير مواكب التشييع!!
عشرات الفيديوات باتت تظهر التفنن في القتل، تبدأ من الإلقاء من على أسطح المباني ولا تنتهي عند آخر ما شاهدته من مشاهد التعذيب والضرب حتى الموت، وكلها مشاهد عندما ينقلها الحريصون على حالة المشاهد يضعون: للكبار فقط أو 18+.. وماذا ستحمل الأيام المقبلة من “فنون جديدة” في برومو القتل هذا والترويج للانجازات التي قام بها هؤلاء المسلحون ضد مناوئيهم؟ لا أحد يعلم..
غرابة ما بعدها غرابة، وهذه المشاهد وتكرار تصويرها تثير الحقد في النفوس، وهذا ما يريده أصحاب المخطط الجهنمي الذين يسعون للفتك بسوريا وتقسيمها.. هل المطلوب تكريس صورة هذه المشاهد في النفوس لتصبح أمرا روتينياً؟ صحيح أن بعض وسائل الاعلام ينقلها ليظهر همجية المسلحين، لكن وضع هذه المشاهد بشكل كثيف على يوتيوب وأخواته يكرّس التفرقة والحقد وشحن النفوس بالانتقام لتبقى منطقتنا مشرذمة.
فلماذا هذه الارتكابات في ساحتنا، فيما ساحة الاجنبي المستفيد تتفرج وتتلقى الفوائد؟ ليست دعوة لنقل هذه الارتكابات إلى ساحة الاجنبي، لكن لوقف كل تشنيع بالغ الخطورة على مستقبل منطقتنا، ولا يستفيد منه على المدى البعيد إلا المتآمرون من الخارج، وهو لا علاقة له بأي ثورة وأية قيم ثورية عرفها التاريخ…