باسيل: لبنان يُراد له ان لا ينهار وان لا يقف ليبقى رهينة التسويات وتحديداً موضوع التوطين
أكَّد رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل أن لبنان يُراد له ان لا ينهار وان لا يقف على قدميه في نفس الوقت ليبقى رهينة التسويات المقبلة وتحديداً موضوع التوطين في حين نفى وجود أي توتر بين التيار والجيش، قائلاً: “نحن لا ننفصل عن الجيش، ونحن ولدنا من رحمه، وهناك من يسوق لهذه الأمور الكاذبة”.
ووصف باسيل الحديث عن وجود توتر بأنه “شائعات انتشرت بسبب الاجراءات التي طالبنا باتخاذها في الموازنة الماضية، وكان لدي موقف واضح أنه علينا ان نتخذ اجراءات في كل شيء وهذه الاجراءات ستطال الجميع، ولكن تم تصويب الأمر وكأنه ضد الجيش، بينما لم نقترح اي اجراء يصيب حقوق الجيش في الموازنة”.
وقال في حديث تلفزيوني: “موضوع المصالحة مع القوات اللبنانية وضعناه جانباً وقد نجح ورئيس القوات سمير جعجع يريد أن يعيش معارضة عنيفة ضد التيار الوطني الحر والعهد ونتمنى ان يعود للتفاهم لأننا نتشارك في نفس الحكومة”، لافتا إلى أن “العلاقة السياسية الجيدة لا تعني الصمت عن الفساد واذا اردت ان تنجح في بلد مثل لبنان من اجل الكهرباء وغيرها علينا ان نكون على توافق مع الجميع”.
وشدد على أن “قيادة حزب الله تقدر صراحة التيار الوطني الحر”، معتبرا أن “الثقة تقتضي الحديث بشفافية مع الحليف، واتمنى المزيد من التعاون لمحاربة الفساد” في حين لم ير سببا لأن تكون العلاقة سيئة مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية”، متمنيا أن “تصطلح الأمور ولكن لا تجاوب من جانبه حتى الآن”.
وعن العلاقة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، أكد أنها “إلى تحسن، والوضع الاقتصادي الصعب يساعدنا ويجبرنا على العمل معا، ولديه وزارة المالية التي تتحمل مسؤولية كبيرة بمعالجة الوضع الحالي ما يحتم علينا ان نعمل سويا. وتبقى هناك خلافات في العديد من الملفات، والوقت الآن للوحدة، وهذا نراه أكثر في الحكومة والوقت للانتاج في الحكومة عكس ما يحاول البعض القيام به”.
وتابع: “نحب ان تكون الكتائب في الحكومة وخضت معارك من اجل دخول الكتائب في حكومة العهد الاولى رغم العمل على التفاهم مع القوات اللبنانية والبلد يحتاج الى الجميع”.
وكشف باسيل: “نريد علاقة طيبة مع الحزب الاشتراكي قائمة على الشراكة الكاملة في الجبل وهذا ما يحقق المصالحة العميقة”، مشيراً إلى أن “تحالفنا مع ارسلان ثابت ونحن تيار صلب في مبادئه ومرن بحركته ونقدر على ان تكون علاقتنا طيبة مع جميع الاطراف وهذا هو التيار الذي يشبه لبنان
وأشار: “ما اخطأنا به مع تيار المستقبل اننا لم نقدم تفاهمنا الى القاعدة الشعبية ولدينا الكثير من التباينات ولكن علينا من موقع المسؤولية العمل من اجل البلد”، مؤكداً التيار يتحول الى مؤسسة كبيرة بكل ما للكلمة من معنى ورئيس التيار ليس كل شيء ومن هنا اقترحنا انتخاب نائبين للرئيس وزيادة عدد الهيئات في التيار الوطني الحر “.
في غضون ذلك، أوضح أن خطة الكهرباء أصبحت في موضع التنفيذ من خلال طرح المناقصات لنحصل في عام 2020 على الكهرباء وبعدها نقوم بزيادة التعرفة، مشدداً على أن “البلد لا يمكن ان يستمر في ظل هذا الفساد الحالي وما نحن فيه هو اكثر من أزمة نظام واتحمل مسؤولية ما أقول”.
ولفت باسيل إلى أن لبنان يُراد له ان لا ينهار وان لا يقف على قدميه في نفس الوقت ليبقى رهينة التسويات المقبلة وتحديداً موضوع التوطين، مشيراً إلى أن الخطوات العملية لانهاء ملف النزوح والتوطين هي مساعدة النازحين على العودة وعلى المجتمع الدولي ان يدفع للنازح داخل ارضه و”نريد أن نطرح موضوع مساعدة الحكومة اللبنانية كما النازحين السوريين مثلما فعل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان”.
وعن التطورات الأخيرة اعتبر أن “ما حمى لبنان هو قوة لبنان، والرد على اسرائيل كان مدروسا واعادها الى الحدود وإلى قواعد الـ2006، نحن لا نريد حروبا”، مؤكدا “لن نتخلى عن حماية لبنان، ومن حق الناس ان تطرح السؤال عن الجهة صاحبة القرار في الحرب والسلم، ولذلك نطرح الاستراتيجية الدفاعية”.
وأضاف عن صورة قائد الجيش العماد جوزاف عون مع العميل عامل الفاخوري: “أحدهم تصور مع قائد الجيش فما ذنب قائد الجيش بصورة في حفل استقبال يحضره المئات، ولكن وصلت الامور عند البعض للقول انني كنت وراء تسريب هذه الصورة”.
وأكد “إنني مع محاسبة المرتكبين لأي جرم بحق اللبنانيين مثل حالة الفاخوري، وما قام به هو مدان، ولكن هناك فئة لم ترتكب اي جرم ولا يجوز ان نعاقبهم بمنع عودتهم وهذا ما اتفقنا عليه في ورقة التفاهم مع حزب الله، حيث بحثنا موضوع عودة بعض الذين فروا الى اسرائيل وعلينا ان نفصل بين أكثرية يمكن ان يستفيد منهم لبنان واقلية مثل عامر الفاخوري مدانة عودتهم”.
وعن الفوز بالتزكية في انتخابات “التيار الوطني الحر”، اعتبر باسيل أن “الفوز بالتزكية شكل من أشكال الديمقراطية، وهي تحدث في حال وجود إجماع أو أكثرية ساحقة راضية وتعطي ثقة لشخص محدد، ونتيجة وجود هذه الأكثرية يتراجع الراغبون في الترشح”. وقال إن التيار “هو الحزب الوحيد في لبنان الذي ينتخب رئيسه من القاعدة”.
أضاف: “لا اعتقد أنه تم اقصاء أحد عن الترشح. وفي الولاية الأولى لي في الرئاسة، اختارني رئيس الجمهورية ميشال عون، وأيد ذلك نسبة 80 في المئة في التيار، وهذه المرة التيار أعطى هذه الثقة بنسبة 90 في المئة، ولكن في السنوات القادمة لا نعلم كيف ستكون الظروف، وبصراحة كنت اتمنى ان يترشح احد، ولم يحصل ذلك، ففزت بالتزكية ولكنني كنت مستعدا للانتخابات الفعلية”.
وأوضح “لست من آل عون، وشرف لي أن أكون صهر الرئيس عون، ولكن انا واحد من أفراد هذه العائلة، وأنا أفصل بين الأمور الشخصية والأمور العامة، ولو تم فرضي على التيار الوطني الحر لكنا رأينا اعتراضا سريعا لأن طبيعة التيار الوطني الحر انه ثوري ولا يقبل ان يفرض عليه أحد أي شيء، وكوني صهر الرئيس عون لا يساعدني ولا يبعدني عن أي أمر”.
وأعرب عن اعتزازه وفخره بـ”السيدتين اللتين تتوليان منصبي نائب الرئيس”، مضيفا “في التيار الوطني الحر طاقات كبيرة، ومن حقهم ان يتنافسوا على الخدمة العامة، ومعيارنا هو القدرة والانتاجية والالتزام”، معلنا أن “كل نائب ووزير ومسؤول في التيار الوطني الحر، هو موضع مساءلة ليستحق منصبه بالعمل والانتاجية”.
وختم باسيل: “13 تشرين محطة سنوية نتوقف عندها كل عام وندعو الجميع للمشاركة بها لارسال رسالة ضمانة للبلد أن في لبنان تيار مستقل يحمل قضية لبنان وكرامة الانسان اللبناني”.