انقسام في القاعدة الشعبية “القواتية” حول النظرة لـ”حزب الله” بعد بروز “داعش”
موقع النشرة الإخباري ـ
بولا أسطيح:
لا تطمئن مواقف وتصريحات رئيس حزب “القوات” سمير جعجع المتكررة التي تقلل من أهمية تنظيم “داعش” الارهابي وقدراته، نفوس عدد كبير من القواتيين الذين يلمسون على أرض الواقع ما يخيفهم فعليًا بعد تهجير التنظيم المذكور إخوانهم في العراق وسوريا، وإقدامه على حرق كنائسهم التاريخية في المنطقة، ولعلّ آخر افعاله التي طالتهم مباشرة، اختطافه عددًا من العسكريين اللبنانيين بعد محاولته الفاشلة للتمدد في عرسال.
ظلّ القواتيون على ثقة بأنّهم سيلمسون قريبًا لمس اليد صوابية مواقف قائدهم الأخيرة بما يتعلق بـ”داعش” إلا أن طرق الأخير لأبوابهم المشرقية، جعل الكثيرين منهم يعلنون صراحة “تسليم أمنهم لحزب الله لرد الخطر الداعشي عنهم”.
وتقول د. ج. (50 عاما) وهي أم لـ3 أولاد ومؤيدة لجعجع، “هذه المرة الأولى بحياتي التي أحمد فيها الله لوجود حزب الله في لبنان كي يدافع عنا ويردّ قاطعي الرؤوس الى حيث أتوا”. تطارد مشاهد الذبح، وآخرها عمليات ذبح العسكريين اللبنانيين المرأة الخمسينية طوال اليوم، “فما نراه اليوم لم تشهده العصور الحجرية، والذي لا أستطيع تفسيره هو تغاضي الدول التي لطالما قالت انّها تدعم المسيحيين في وقت لم تكترث لتهجيرهم من العراق وسوريا”.
لم تعد د. ج. تأبه بدعواتها السابقة لسحب سلاح “حزب الله”، لا بل هي تؤيد اليوم تسليحه بالمزيد إن اقتضى الأمر لحمايتها وعائلتها ومنع تهجير مسيحيي لبنان.
وحاول جعجع مؤخرًا أن يستدرك مخاوف قاعدته الشعبية، فبعد أن وصف التنظيم في آب الماضي بـ”الكذبة الكبيرة وهي فورة تختفي بالسرعة التي ظهرت بها وتعيش حالاً من الضعضعة، وهي كناية عن مجموعة من الزعران”، انتقل لوصف “داعش” هذا الشهر بـ”الورم السرطاني الذي ظهر فجأة في أجزاء محددة من سوريا والعراق”، مشددا على أنّه “ما زال محصورا، وبالتالي قابلا للإستئصال بسرعة اذا ما تضافرت الجهود والإرادات على ذلك، ولقد تضافرت من خلال تحالف دولي عربي”، مشيرا الى “ان ظاهرة داعش تسير عكس التاريخ وعكس الطبيعة وعكس تطور الإنسان، وهي بالتالي تحمل في طياتها بذور فنائها، وكالنيران سوف تأكل نفسها بنفسها”.
وتستغرب ل.غ. (28 عاما) وهي قواتية أيضا، تعاطي جعجع بـ”خفّة” مع موضوع “داعش”، لكنّها تستدرك قائلة: “لا شك أنّ الحكيم يعي تمامًا خطورة التنظيم المتطرف لكنّه قد يكون يحاول أن يخفف عن اللبنانيين بعدم زيادة مخاوفهم”. وتضيف: “لم أستطع يوما الرضوخ لفكرة أنّ “داعش” كذبة كبيرة، ولطالما تعاطيت معه على أنّه الخطر الأكبر الذي يهدد لبنان والمنطقة”.
ولا تتردد ل.غ. بالتأكيد أنّ وجود “حزب الله” في لبنان جنّبه مصيرًا كمصير العراق وسوريا، “نعي تمامًا أنّ الحزب قوي وقادر على رد هجمات داعش التي قد تكون قد وصلت الى بيروت لو لم يكن موجودًا، لكن هذا لا يبرر له امتلاك السلاح غير الشرعي للأبد”.
وبالمقابل، فان القواتيين الذين تمايزوا بمواقفهم الأخيرة عن مواقف قائدهم، لا يزال القسم الاكبر منهم متمسكًا بقراءة جعجع للأحداث، مؤكدين ان الاشهر او السنوات المقبلة ستثبت صوابيتها.