انتفاضة القدس لن تموت
صحيفة كيهان العربي ـ
مهدي منصوري:
من المعلوم ان انتفاضة القدس خرجت من رحم الشعب الفلسطيني الذي عايش حالات القسر والاضطهاد والاجرام الصهيوني الجائر والحاقد، وجاءت هذه الانتفاضة كرد فعل قاطعة لحالة اليأس التي انتابت ابناء الشعب الفلسطيني من انخراط سلطة عباس في مشاريع الاستسلام التخاذلية والتي لم تجلب له سوى المزيد من حالات الاعتقال العشوائي والمنظم وسلب المزيد من الاراضي من قبل العدو الصهيوني، ولذا فان هذه الانتفاضة المباركة فلسطينية خالصة لانها اعتمدت على ادواة بدائية استخدمت فيها الطعن بالسكين والدهس بالسيارات.
ومن الملاحظ ان الكيان الغاصب للقدس ورغم كل احتياطاته وحالات الاستنفار الامني في كل قواته من اجل غلق جميع الطرق لان لا يتحرك ابناء الانتفاضة بتوجيه الضربات القاتلة لجنوده ومستوطنيه، الا ان هؤلاء الابطال وكما هو واضح ومن خلال عملياتهم الفدائية الرائعة والتي تحدث بين فترة واخرى تمكنوا ان يقرأوا العقل الامني الصهيوني واستطاعوا بوعيهم وذكائهم ان يكسروا هذا الطوق ويستهدفون الجنود والمستوطنين الصهاينة، وبذلك اصبحت هذه الانتفاضة كابوسا وهما كبيرا جاثما على صدور الصهاينة، وقد اعترف الخبراء العسكريين الصهاينة ومن خلال تقاريرهم ان جيشهم واستخباراتهم اصبحت عاجزة عن مواجهة حالات الطعن والدهس التي زرعت الرعب والخوف في نفوس كل الصهاينة، بحيث انهم وحينما يرى الجنود الصهاينة والمستوطنون فلسطينيا او سيارة يقودها يمتلكهم القلق والخوف ويحاولون الابتعاد او اختيار طريق غير الذي يسيرون فيه خوفا ان يتلقون طعنة بسكين او يدهسون بالسيارة. وقد شكلت هذه الصورة قلقا كبيرا لحكومة نتنياهو بحيث انها اخذت تطلق التصريحات وتقوم ببعض التحركات العسكرية وغيرها من الممارسات من اجل زرع الثقة في نفوس المستوطنين وغيرهم ولاجل ان تحد من الهجرة المضادة التي بدأت تشكل صورة جديدة مقلقة في المجتمع الصهيوني.
والملاحظ ايضا ان ابناء الانتفاضة الباسلة اخذوا يقومون بعمليات نوعية بحيث يختارون المكان والوقت المناسب لتنفيذها وليكون لها تاثيرا كبيرا في زرع حالة الخوف والقلق في نفوس الجنود الصهاينة، بالاضافة الى المستوطنين وغيرهم، وما العملية الفدائية بالامس وفي القدس المحتلة الا دليل قاطع على ما ذهبنا اليه، وهو مايعكس وبصورة قاطعة هشاشة الامن الصهيوني من جانب وعدم جدوى التنسيق الامني بين سلطة عباس والكيان الغاصب من جانب آخر.
وفي نهاية المطاف فان انتفاضة القدس ورغم كل المحاولات الصهيونية الاجرامية وان خفت حدتها في بعض الاحيان لظروف ضاغطة، الا انها لايمكن ان تموت او تخمد اوارها وانها ستبقى تلك القوة القاهرة التي تقض مضاجع الصهاينة وتفشل مشاريعهم في اخضاع واركاع الشعب الفلسطيني.وستشكل خطوة نحو تحرير الارض والانسان الفلسطيني من براثن الصهاينة المجرمين.