انتصار المرأة المناضلة في حزب الله.. نظرات ورأي من خارج الميدان
موقع إنباء الإخباري ـ
يلينا نيدوغينا*:
لم يقزّم حزب الله دور المرأة ولم يَنفه أو يُشتته، بل على العكس من ذلك تماماً، إذ ارتقى الحزب بالمرأة ودورها وطوّره، لتصبح رمزاً للنضال والكفاح العادل، وواحة تفيض بالرياحين على المقاتلين والشعب ورمزاً للقضية.
في العادة، كانت تحليلات وسائل الإعلام الأجنبية حول دور المرأة في الحزب، تنصب على الضاحية الجنوبية في بيروت، إذ تتخذ المرأة فيها مِثالاً. وقد لاحظتُ شخصياً العديد من الأنباء التي تتحدث عن دور المرأة الحزبية المناضلة في حماية الضاحية أمنياً، والحفاظ على الاستقرار والهدوء وحياة الساكنين الوادعة ومن خلال انتشارهن على حواجز فاصلة بين الأحياء ومواقع إحياء مراسم عاشوراء كمِثال، حيث يقمن بتفتيش النساء المشاركات يدوياً.
بالإضافة الى ذلك، تنشط سيدات الحزب في عمليات التثقيف الذاتي النضالي ونشر الثقافة، بإقامة الندوات والمحاضرات للهيئات النسانية الحزبية وللنساء عموماً، في منطقة الجنوب وبغيرها، ودعوة سيدات مرموقات للحديث، ومنهن مسيحيات ومسلمات على حد سواء، لكنهن داعمات لحق الشعب والمقاومة في عملية التحرير والاستقلالية والسيادة. وبذلك، يقوم حزب الله والقيادات النسائية فيه، بعملية تصعيد للمرأة المناضلة ولدورها في عملياته، وفي المجتمع اللبناني بشكل عام، ضمن ضوابط وطنية وشعبية.
في فاعليات حزب الله النسائية، نستمع الى سيدات لهن باع طويل في الثقافة والعلوم المجتمع، ويَشي ذلك بأن الحزب نجح في ثلاثية المرأة المناضلة والزوجة والأُم، والمرأة الشهيدة المِثال التي تُحتذى، والمُحرّرة للوطن، والضامنة لهذا التحرر. ومن الواضح للعيان، أن مرتبة ومكانة المرأة في حزب الله ارفع وأعلى من مكانتها في أوساط متخذي القرار العربي حِيال النساء الأُخريات في العالم العربي.
مشاركة المرأة في الحياة اليومية لحزب الله صارت متلازمة، بل وتميّز عن مشاركة المرأة في الحَركات والاحزاب الاسلامية الاخرى، لكونها موسوعية بوعيها وثقافتها، وليست مُعلّبة أو متحوصلة على نفسها وأفكارها، فهي إذ تتقبل الجديد النافع، لا تقذف بعيداً، كسيدات بعض التنظيمات الاسلامية الاخرى، بأية أفكار من شأنها تنمية الروح النضالية في الساحتين السلمية والحربية.
بعض الكاتبات و”المحللات” يدّعين ان “النساء في حزب الله غائبات عن مواقع صنع القرار”، لكن تلكم الكاتبات “والمحللات”، يتناسين بأن نساء حزب الله، يعملن على أقل تقدير في الساحات الاعلامية والسياسية والأمنية والطبية والعمل الاجتماعي التطوعي والتربوي والتشريعي وبغيرها، ويقمن بمد الحزب بآرائهن وتحليلاتهن المُفيدة له، ولمجموع عملية النضال الشامل في الحقول المختلفة.
والنساء في حزب الله لسن من كوكب آخر كما يرى البعض ويروّج. ففي ظروف التصدي للاحتلال والارهاب، صارت فعالية النساء مؤكدة ولازمة ومضاعفة، وغدت “شراكة في مصنع المقاومة”، ولم يتوقف عملهن كأُمهات، بل وكأخوات للمقاتلين وتحضير المقاتلين للمعارك، علاجهم أو علاج عائلاتهم في حالات الإصابة أو الشهادة، عدا عن عملهن الذي شاع في التنظيم سيّما في ساحات المعارك، وبتعقب حَركات العدو ونقل السلاح والمعلومات، “ولم ينحصر عمل المرأة فقط في دعم المقاتلين، فقد عانيّن أيضًا من الاعتقال وحتى التعذيب”.
عمل المرأة في تنظيم حزب الله مُتسعة جنباته ويتواصل إتّساعه. وهنالك مجالات مُتكاثرة تشارك فيها نساء الحزب، لكن ما يَعنينا هنا، هو تمحور سيدات الحزب وتعاظم تأثيرهن وأثرهن النافذ في المجتمع والبيئة.
*كاتبة اردنية وروسية ورئيسة تحرير مسؤولة سابقة وناشطة اجتماعية.