اليمنيون وتجسيدُ الإنتماء الصادق للإيمَان والهُــوِيَّة
صحيفة المسيرة اليمنية-
دينا الرميمة:
تظل النفس في ترقُّبٍ كبيرٍ لأية مناسبة يطلُّ من خلالها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي لتنهل من معين حكمته وتتزود من فيض علمه فيما يعود عليها بالنفع الكبير بالدنيا والآخرة؛ كونه دائماً يذكرنا بالله الذي كُـلّ حياتنا له ويوجهنا لأَنْ نكون منتمِين لدينه انتماءً صادقاً نابعاً من هُــوِيَّتنا الإيمَانية ولا تكون هُــوِيَّة إلا بالولاء والانتماء الصادقين.
وفي خطابه الأخير الذي ألقاه بمناسبة جمعة رجب ذكرى دخول أهل اليمن في الإسلام طواعيةً وبرغبة مطلقة حتى استحقوا أن يكرمهم النبي الكريم بأعظم وسام وهي الهُــوِيَّة الإيمَانية أعظم وأقدس وأشرف هُــوِيَّة لا تضاهيها أية هُــوِيَّة في الدنيا.
وقد استحق اليمنيون هذا التكريم كونهم كانوا من أوائل من دخلوا في الإسلام منذ كان النبي الكريم بمكة وفي مراحل الدعوة الأولى فكان من أوائل من دخلوا بالإسلام هم من أصول يمانية مثل عمار بن ياسر ووالديه والمقداد بن الأسود الكِندي فكانوا من عظماء وَخيار صحابة رسول الله وجمعوا بين الهجرة والجهاد والإيمَان وكانوا يتميزون بالوعي والبصيرة والمنزلة الرفيعة.
ثم بعد ذلك كان الأوس والخرج وهم قبيلتان يمنيتان من احتضنوا الدعوة الإسلامية ونبيها بعد أن حاربها كفار قريش وحاولوا القضاء عليها وعلى نبيها.
تبع ذلك إسلام الكثير من أهل اليمن أفراداً وقبائلَ إلى أن دخل أهل اليمن كافة في الدين الإسلامي في جمعة رجب الأمر الذي سُرَّ له النبي كَثيراً وَأَضَـافَ قوة كبيرة للدين الإسلامي؛ كون انتمائهم الإيمَاني صادقاً وعن رغبة كبيرة وسريعة.
كان معه أَيْـضاً تجسيد كبير لقيم هذا الدين ومبادئه وأخلاقياته نصرة وجهاد وعطاء وتضحية واتضح ذلك من خلال ما قدمته قبائل الأوس والخزرج للمهاجرين الذين كانوا خير إخوة فتقاسموا المال والديار ومثلوا معنى متكاملاً للأخوة الإسلامية والتراحم والتكافل، وظلوا على عهدهم بالولاء الصادق لآل بيت رسول الله حباً ودفاعاً ونُصرةً على مدى مراحل التأريخ على عكس المنافقين الذين كُـلّ أعمالهم تصُبُّ في وأدِ معالم الدين وناصبوا العداء الشديد لآل بيت رسول الله والإمام علي متجاهلين أنه من جعله الرسول الكريم أحد علامات الفارقة بين الإيمَان والنفاق، حَيثُ قال (يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق).
وقد تحدث السيد القائد في خطابه عن صفات المؤمنين الصادقين في انتمائهم الإيمَاني من خلال الآية الكريمة (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة).
إن أولى صفات الانتماء الصادق هو الولاء بينهم فيتحَرّكون بروحية واحدة ويتعاونون ويتحَرّكون كالجسد الواحد وكالبنيان وكالبنان ضمن أُمَّـة واحدة في تحقيق الإخاء والمحبة.
وَالأخوة في الله للنهوض بالمسؤولية وكل هذا يدفعهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على عكس أُولئك المنافقين الذين يتحَرّكون تحت عنوانين إيمَانية ويدّعون انتماءَهم للإيمَان وهم بعيدون كُـلّ البُعد عن الإيمَان ويسعون لإزاحة المعروف وإحلال المنكر، وهذا ملاحظ كَثيراً في واقعنا المعاصر، حَيثُ نلاحظ كيف أن من يدّعون أنهم مسلمون وينتمون للإسلام بينما هم يحاولون تشويهَ أصحاب الحق وتجريمهم بل ومحاربتهم وينحرفون بأنفسهم ومن يصدقهم نحو اليهود ويبذلون قصارى جهدهم لإزاحة المؤمنين وإحلال المنكر والرذيلة تحت عنوانين براقة تغري الناس وتتناغم مع هواهم، حَيثُ يتحَرّكون لمحاربة المعروف في كُـلّ المجالات؛ لتحل محل المعروف الرذيلة، وعندما يوجد من يسعى لتحقيق الأخوة بين الأُمَّــة هناك من يسعى للتفرقة بينهم وإزاحة الولاء المؤمنين ليحل محله الولاء لليهود ويصبح من يسعى للوحدة الإسلامية محارباً ومتهماً، وبالفعل هذا ملاحظ كيف أصبحت كُـلّ حركات المقاومة تشوَّه وتُتهَمُ بالإرهاب مثلنا نحن اليمنيين وكذلك حزب الله وإيران أصبحت حركة العداء متجهة باتّجاههم بعد أن كانت موجهة ضد اليهود الذين أصبحت الكثير من الدول العربية تسعى للتصالح معهم باسم التطبيع والتصالح بين الأديان وكله بفعل حركة المنافقين الذين يطعنون الإسلام في قلبه بحركتهم النفاقية.
لكن بفضل الله ونور هدايته للمؤمنين الصادقين ها هي قوى الشر في زوال ويوماً بعد آخر تتكشف حقيقتهم ويزدادون إجراماً وقتلاً وباتوا يعيشون في مراحل قلق وأصبحوا منكبين على الكفر أكثر، وهذا مآلاته لا شك وخيمةٌ عليهم في الدنيا والآخرة، نحن الآن نخوض معركة شرسة معهم وضد مخطّطاتهم ليس علينا فقط إنما على أمتنا الإسلامية أجمع، كوننا كان لنا النصيب الأكبر من تكالبهم علينا وحرب على هُــوِيَّتنا الإيمَانية والانتماء الصادق لنا نحن اليمنيين للإيمَان.
ومهما كان حجم المؤامرة والتكالب إلَّا أن الشعب اليمني في الموقف المشرف ومهما كان حجم المعاناة فيجب ألا يؤثر ذلك علينا وأن ما يحدث بحقنا لا يزيدنا إلا إيمَاناً وثباتاً، وارتكاب العدوّ لأبشع الجرائم وحصارنا يزيدنا إيمَانا بأننا نقف موقف الحق لمنع ظلم العدوّ ودفع شره بحكم فطرتنا البشرية السليمة.