الولايات المتحدة تعطي الضوء الأخضر للكيان الإسرائيلي
صحيفة البعث السورية-
سمر سامي السمارة:
انضمّ عدد متزايد من حكومات الدول في كافة أنحاء العالم إلى المدافعين عن حقوق الإنسان، في الدعوة إلى وقف فوريّ لإطلاق النار على قطاع غزة المحاصر، وذلك تجنباً لسقوط المزيد من ضحايا المدنيين، وخاصة الأطفال.
وبينما أشادت مؤسسة “جست فورين بوليسي”، وهي مؤسسة فكرية تعمل على إصلاح السياسة العسكرية الأمريكية، بدعوات السلام التي قدّمتها العديد من الدول، أشار المناصرون إلى أن الولايات المتحدة لم تبدِ حتى الآن أي اهتمام بالدفع لوقف إطلاق النار، وبدلاً من ذلك تعهّد الرئيس الأمريكي جو بايدن “بالوقوف إلى جانب إسرائيل وكتابة شيك على بياض”، كما أعلن في كلمة ألقاها في البيت الأبيض: إن واشنطن تقف إلى جانب “إسرائيل” وتدعمها، ومستعدة لتلبية كل احتياجات تل أبيب اللازمة منها وتوفير الذخائر والصواريخ للقبة الحديدية. فضلاً عن خطط لنشر “أصول إضافية” في “إسرائيل”، حيث قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف غزة بغارات جوية، ما أدى إلى تدمير المباني السكنية والأحياء ومقرّ شركة الاتصالات ومرافق الرعاية الصحية ومخيمات اللاجئين.
وبحسب صحيفة “الغارديان”، فإن قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي باستدعاء 300 ألف جندي احتياطي في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته فصائل المقاومة الفلسطينية يوم 7 تشرين الأول، يشير إلى هجوم بري محتمل في غزة في الأيام المقبلة.
من جهته أفاد موسى أبو مرزوق، المسؤول البارز في حماس، بأن الحركة منفتحة على “جميع الحوارات السياسية” بشأن وقف إطلاق النار بعد أن “حققت أهدافها”، لكنه حذّر من مصير الرهائن إذا واصلت “إسرائيل” هجومها الجوي على غزة.
وفي هولندا، قال مركز المدنيين في الصراع (سيفيك) إنه يتوجب على الجيش الإسرائيلي والمسؤولين في الحكومة الإسرائيلية اليمينية “التوقف الفوري عن استهداف المدنيين وشنّ هجمات غير قانونية واستخدام الأسلحة العشوائية”. مضيفاً أن الضرر الذي ألحق بالمدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الاستهداف المتعمّد للمواقع المدنية، أمر مثير للقلق ويشير إلى انتهاكات للقانون الدولي، بما في ذلك جرائم حرب محتملة، لذا يتحتّم على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن يدعو إلى وقف التصعيد الفوري، واستخدام نفوذه لضمان التحلي بأقصى درجات ضبط النفس عند استخدام القوة، وتجنّب امتداد الصراع إلى المنطقة، كما ينبغي على مجلس الأمن المطالبة بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق إلى غزة المتضررة.
وأكد أن على الحكومات التي تقدم المساعدات العسكرية لأطراف النزاع أن تضمن عدم استخدام الأسلحة في انتهاك للقانون الإنساني الدولي أو انتهاكات حقوق الإنسان، كما أشار إلى أن الولايات المتحدة تتحمّل مسؤولية خاصة في هذا الصدد، خاصة وأنها قدّمت 260 مليار دولار لـ”إسرائيل” منذ الحرب العالمية الثانية.
من جهته قال الصحفي أليكس كين، لصحيفة الغارديان إن الولايات المتحدة الآن “تعطي الضوء الأخضر لتحالف متطرف ليفعل ما يريده في غزة”، مضيفاً: من المرجح أن يستمر ردّ “إسرائيل” العقابي لأسابيع، ويتضمن غزواً برياً، ما ينذر بعدد كبير من الضحايا المدنيين وتدمير واسع النطاق للمنازل والطرق والبنية التحتية. ومع رفض الولايات المتحدة كبح جماح إسرائيل، فإن العواقب بالنسبة للفلسطينيين لن تكون أقل من كارثية.
بدورها، أكدت ميراف زونسزين، كبيرة محللي شؤون إسرائيل وفلسطين في مجموعة الأزمات الدولية، ضرورة توجيه دعوة دولية للوقف الفوري للأعمال العدائية، ومع ذلك فإن الولايات المتحدة لا تفعل ذلك، ولا تدعو إسرائيل إلى التوقف.
بدأت مؤسّسة “جست فورين بوليسي” للتو بتنظيم قائمة مستمرة من الدول التي دعت إلى وقف إطلاق النار، بما في ذلك مصر ونيجيريا وكينيا وبنغلاديش.
ومع إحصاء منظمة الصحة العالمية ما لا يقلّ عن 11 هجوماً على مواقع الرعاية الصحية خلال الـ36 ساعة الأولى من الهجوم في غزة، قالت السلطات إن هناك حاجة ملحة لإنشاء ممر إنساني دون عوائق لإنقاذ الأرواح وتسهيل حركة المساعدات الإنسانية والإمدادات الصحية الأساسية.
من جهته، قال تشن ويهوا، المحرّر في صحيفة “تشاينا ديلي”، إن الإدارة الأمريكية، بسبب فشلها في الانضمام إلى العدد المتزايد من الدول التي تدعو إلى وقف إطلاق النار والإدانة الواضحة للخسائر في أرواح المدنيين على جانبي الصراع، فقدت الإدارة الأمريكية مصداقيتها تماماً. مضيفاً أن بايدن لم يدعُ إلى وقف فوري لإطلاق النار بل إنه أيّد حرفياً المزيد من أعمال العنف والقتل، فحياة الشعب الفلسطيني، وكذلك العراقي، والأفغاني، والليبي… الخ لا تعنيه، ومن المؤكد أن انحياز الولايات المتحدة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو أحد أسباب الصراع الذي طال أمده.