الوكالة اللاتينية العربية للأنباء تحاور الطالب البرازيلي كريستوفر روشا حول دفاعه عن حرية فلسطين
البرازيل ـ الوكالة اللاتينية العربية للأنباء:
لم يفاجئنا الطالب الجامعي كريستوفر روشا بموقفه البطولي حين قطع محاضرة المدافع عن ممارسات الإحتلال الصهيوني في جامعة أمازوناس الفدرالية ورفع الصوت إدانة لتزوير الحقائق واتهام الفلسطينيين بالارهاب ، فروشا هو عينة من الوجدان البرازيلي المتعاطف مع الشعوب المضطهدة في العالم خصوصا قضية الشعب الفلسطيني ، لكن المفاجأة كانت في حجم المعرفة والجرأة التي عبر عنها هذا الطالب البرازيلي الشاب (20 عاما) أثناء حوار الوكالة اللاتينية العربية للأنباء معه.
روشا لم يحتج إلى تحفيز أو تشجيع في منطقة نائية ليس فيها نشاط عربي ملموس ليكون من أوائل المتحسسين مظلومية الفلسطينيين، فحسه الإنساني والوطني كان كافيا ليحوله إلى مقاوم ثابت استطاع مقارعة التضليل بصوت هادر وبعض أوراق تحمل أصدق التعابير القلبية. يحدثنا الطالب في جامعة أمازوناس الفدرالية عن انضمامه إلى لجنة الدفاع عن الشعب الفلسطيني وهو في السادسة عشر من عمره، اي عام 2016 ، بعد مشاهدته لجرائم الإحتلال الوحشية ضد الفلسطينيين “. حين علمت بأن المدافع عن الصهيونية أندري لاجست سيلقي محاضرة في الجامعة التي أدرس فيها عزمت على مواجهة الأكاذيب والتزوير، فانطلقت مع أصدقاء لي إلى القاعة ولَم يكن سهلا أبدا دخولنا، إلا أنه وبعد إصرار شديد سمح لنا بالدخول. أثناء المحاضرة بدأت بتوزيع منشورات كتب عليها ”ما تفعله “اسرائيل ليس حربا، إنها مجازر ضد الإنسانية”. ثار غضب المحاضر الصهيوني ثم توجه الي وسلب إحدى الأوراق ومزقها وبدأ بالصراخ وتوجيه الإهانات داعيا إلى طردنا من قاعة الجامعة، لم أكترث لصراخه وشتائمه وبدأت الحديث مع الحاضرين عن حقيقة الاحتلال وجرائمه المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، اتصل بالشرطة واستعان برجال الأمن لإسكاتي، لكن أحدا لم يمتثل لأمره لأني كنت أمارس حقي الدستوري والقانوني بينما كان هو من يتخطى حدوده ويتعاطى بصلافة وعنجهية، استطعت أن أكسب تعاطف معظم الحاضرين الذين رأوْا بأم أعينهم عينة من الوحشية والفوقية التي يتعاطى بها الصهاينة. سألنا روشا عن سبب اندفاعه وحماسته لهذه القضية على الرغم من وجوده في إحدى الولايات التي لا تشهد تواجدا عربيا كبيرا ؟ أجابنا: ”إننا نؤمن بحرية الشعوب وحقها في تقرير مصيرها، إيماننا بهذه القيمة لا يحتاج الى تحفيز من أحد، إن الدفاع عن الشعب الفلسطيني اليوم هو ركيزة الدفاع عن مفهوم الحرية والعدالة والسلام في هذا العالم، لان هذا الشعب يتعرض للوحشية والبربرية الصهيونية على مرآى من الكل، ونتساءل: لماذا لا تحترم القرارات الدولية التي تنص على إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة بحدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس؟ إننا نؤمن بحقوق هذا الشعب المظلوم ونؤمن بضرورة انسحاب الإحتلال من قرى ومدن فلسطين وإطلاق سراح كل السجناء الفلسطينيين المحتجزين في السجون الصهيونية، كيف يمكن لمحتل أن يأتي ليقلب الحقائق ويفهمنا أن الاحتلال هو المعتدى عليه وأن الذي يدافع عن حريته هو إرهابي مدان؟ .
وفِي رد على سؤال حول انسجام الإعلام البرازيلي مع الدعاية الصهيونية، قال روشا: ”الإعلام البرازيلي يتماهى مع الدعاية الصهيونية لأنهما يتشاركان في مهمة السيطرة على الشعوب واغتصاب حقوقها، هما شريكان في الظلم واستعباد الناس، هو الإعلام الذي أيد الإنقلاب في البرازيل وأطاح بالحكومة الشرعية، الاعلام البرازيلي والصهيونية وجهان لعملة واحدة وشريكا رئيسيان في التضليل وبث الأكاذيب.
الوكالة اللاتينية العربية: هل ترى أن خطابك يلقى تأييدا داخل المجتمع البرازيلي أم أنه ما زال يمثل وجهة نظر حزبية فقط؟
أجاب روشا: ”إنه يمثل رؤية الأكثرية هنا، ليس فقط في الولاية التي أعيش فيها بل في معظم الولايات، إن تعاطف الشعب البرازيلي مع قضية الشعب الفلسطيني كبير جدا ومتأصل في وجدانه”.
وكشف روشا في رد على سؤال الوكالة اللاتينية العربية أنه تعرض للتهديدات المتكررة بعد مواجهته المحاضر الصهيوني لاجست، لكنه أكد أن كل الضغوطات والتهديدات لن تؤثر أبدا في استمراره بالنضال ورفع الصوت تأييدا لحرية الشعب الفلسطيني.
وفِي رسالة مباشرة الى الشعب الفلسطيني ختم الطالب الجامعي كريستوفر روشا: ”أجل وأحترم نضال إخواني الفلسطينيين وأدعوهم إلى المقاومة المستمرة للمشروع الصهيوني وأرسل لهم تحيات ومحبة الشعب البرازيلي”.