الوتد «الإسرائيلي» على الأرض اللبنانية
جريدة البناء اللبنانية-
عمر عبد القادر غندور:
جدّد مجلس الأمن الدولي مهمة عمل قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان اليونيفيل لسنة جديدة، وشدّدت التعديلات على حرية تنقل القوات الدولية، لكنها أضافت السماح للقوات الدولية القيام بدوريات غير معلنة، كما شطبت عبارة اختراق بلدة الماري.
وجاء القرار معارضاً لما كان لبنان قد أعلنه قبل يومين حول نجاحه في فرض الصيغة التي يريدها، ويشير فيها الى ضرورة التنسيق بين قوات اليونيفيل والحكومة اللبنانية، او لجهة تسمية الجزء الشمالي لبلدة الغجر بأنها «أطراف بلدة الماري» بسبب الاعتراض الأميركي.
ومن أبرز ما ورد في قرار مجلس الأمن هو التأكيد على ضرورة نشر الجيش اللبناني بشكل دائم وفعّال في الجنوب، وأكد القرار على انّ قوات اليونيفيل تعمل بشكل مستقلّ ولا تحتاج الى إذن مسبق للقيام بمهامها على أن تواصل التنسيق مع الحكومة اللبنانية.
أما وقد جرى التمديد لليونيفيل بنكهة أميركية إسرائيلية وضياع الجهود التي بذلها وزير خارجيتنا، يمكن القول والتسليم انّ قوات اليونيفيل ستبقى متمركزة على الأرض اللبنانية، دون الإسرائيلية المحتلة، لتكون العين الساهرة والمراقبة لراحة ومصلحة الدولة المحتلة !
وهذه العين الساهرة بالنيابة عن الأمم المتحدة لا ترى الخروقات البرية والبحرية والجوية واحتلال قرية الغجر اللبنانية والاعتداء على السيادة اللبنانية في 13 نقطة برية منذ العام 2000، والاستيلاء على أراضٍ لبنانية شاسعة تحت مسمّى «خط الانسحاب» وكشف وزير الخارجية عبد الله بوحبيب انّ سفراء الدول الخمس أميركا وفرنسا وقطر والسعودية ومصر جاؤوا ليتحدثوا مع لبنان عن الخيمة التي نصبها حزب الله في أرضٍ لبنانية في مزارع شبعا وكان جوابنا: انّ الحديث يجب ان يكون عن احتلال مزارع شبعا اللبنانية لا عن الخيمة فيها !
ومع ذلك يتعامل لبنان مع «الوتد» الإسرائيلي على حدوده الجنوبية بمسؤولية، ولا يضيق ذرعاً بوجود جنود أمميّين من دول عدة، رغم حوادث فردية متباعدة تعامل معها الجنوبيون بمسؤولية عالية تشهد عليها قيادة اليونيفيل، وكلّ ذلك حصل وقد يحصل بحكم التواجد والحركة والتنقل.
وهكذا يبقى التمديد لليونيفيل وبالصيغة المُشار اليها برغم الجهود الديبلوماسية، تفاصيل لا يجب ان تصرفنا عن الاهتمام والنظر الى المتغيّرات وعن الاستحقاقات في الداخل حيث عبّر الجميع وبوضوح عن توجهاتهم، ولا بأس ان يرتقي البعض بطموحاته الى ما يراه ممكناً، وان يذهب آخرون الى تخيّلات يرونها ممكنة، ومرتزقة بالجملة والمفرق، وآخرون انسلخوا عن بيئتهم وتحوّلوا الى أبواق لا يُسمع لها صوت فخسروا أنفسهم ولم يحترمهم من لجأوا اليهم، وآخرون راهنوا على أجندات خارجية باتت فارغة، وآخرون مراهقون يتخيّلون ما لا يمكن تحقيقه «أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَويَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا 44 الفرقان»، وكثرة يرون ان من يتقي الله يجعل له مخرجاً ويثقون بجدوى وحتمية القاعدة الذهبية «الشعب والجيش والمقاومة، ولا بديل عن دولة القانون اللاطائفية التي تساوي بين مواطنيها في الحقوق والواجبات.