الهلال المقاوم بالمرصاد للمؤامرات الامیرکیة والرجعیة
موقع قناة العالم ـ
حمید حلمی زادة:
يلعب الادراك المتلازم مع الوعي دورا كبيرا في مقاربة تطورات الاحداث بالعالم الاسلامي سيما التعرف علی المغزی من إقحام ” التعصب المذهبي” بالنزاعات السياسية المتفاقمة في بعض بلدان المنطقة ومنها سوريا والعراق.
فمن خلال ما يجري في الشرق الاوسط، واستغلال اطراف اقلیمیة معروفة الصراعات الداخلية فی البلدان الاخری عبر أدلجتها طائفیا، يمكن الوقوف على البواعث الكيدية التي يستخدمها “الاميركي” و”الاسرائیلی” و”الخليجي” و”التركي” في سبيل خلط الاوراق والتصيد في المياه العكرة لغاية اضاعة البوصلة وتمويه الاسباب الحقيقية للتوترات المتصاعدة في المنطقة.
وهنا يطرح سؤال نفسه: اذا كانت الاثارة والمغامرة هما الدافع الاساسي للصراعات السياسية، دون الركون الى منطق الحوار والتفاهم، فما هي القيمة الحضارية لـ “الثورة” او “العصيان المدني” او “المظاهرات” طالما ان مؤدياتها تؤول الى “العدم” و “اللا شئ”، وهو ما یبدو جلیا عبر الممارسات الغوغائیة حالیا فی بعض المحافظات و المدن المضطربة العراقیة.
ففي ظل مثل هذه النزعات الضبابية الغامضة، كيف يمكن للانسان المدرك الواعي تمييز مشروعية الاهداف الثورية من عدم مشروعيتها مثلا في دولة مناضلة کسوريا، وقد تكالب عليها زعماء الاستكبار والشر والعدوان ،البعيدون عنها وهم اولئك الذين يضمرون لها الاحقاد والكراهية والبغضاء وينفثون اليها سمومهم نيرانا مستعرة من وراء القارات والمحيطات، والقريبون منها وهم سماسرة البترول والمال والاعلام القطریون والسعودیون والاماراتیون الذين يقامرون بثروات شعوبهم ولايدخرون وسيلة دنيئة الا ویستخدمونها لتحويل سورية الوطن والشعب الى دمار وخرائب وانهار من الدماء.
بالامس نبه امين عام حزب الله في لبنان سماحة السيد حسن نصر الله الى (خطورة الذهاب الى الصدام الذي ندمر فيه شعوبنا وبلادنا، على مرأى اسرائيل واميركا) محذرا في خطابه بمناسبة ذکری المولد النبوي الشريف واسبوع الوحدة الاسلامية من (العزف على الوتر الطائفي في نزاعات ذات جذور سياسية بحتة).
والواقع ان السيد نصر الله وبقراءته الدقیقة لمجريات الاوضاع والتحولات في كل الساحات (سوريا واليمن وتونس وليبيا ومصر والعراق ولبنان) ، اكد على ضرورة الالتزام بالحوار وسعة الصدر في سبيل حل النزاعات القائمة في هذه البلدان سياسيا، وقطع الطريق بوجه من يعملون على زج النعرات الطائفية في الازمات الراهنة.
على صعيد متصل يكاد المراقب لسلوكيات المغامرين المعاندين ، يجزم بأن الهجمة المسعورة على سوريا تقف وراءها دوافع انتقامية ثأریة نظرا لدور دمشق المحوري في تعاظم شوکة قوى المقاومة المظفرة في لبنان وفلسطين.
وازاء ذلك لم يتردد المستشار الاعلى لقائد الثورة الاسلامية، د.علي اكبر ولايتي في ادانة الحملات الغربية – الاقليمية على سوریا، معتبرا في حديث صحفي له (ان الهجوم عليها هو بمثابة الهجوم على ايران وحلفائها(.
وهكذا نرى السيد ولايتي يسمي الامور باسمائها ویعلنها صراحة بأن (هجوم الغربيين والرجعيين في المنطقة على سوريا، هو هجوم على الحلقة الذهبية للمقاومة، وهو يأتي لايقاف مسيرة الصحوة الاسلامية(.
ومن المهم هنا ان نشير الى نقطة مهمة تلعب الان دورا اساسيا في رسم الخريطة الجيوسياسية والجيواستراتيجية المستقبلیة للمنطقة، وهي تشكل الوازع الحقيقي الذي دفع الغربيين والرجعيين الى شن حربهم الشعواء على سوريا. هذه النقطة هي اتساع مساحة محور المقاومة في المنطقة لتشمل اضافة الى لبنان وفلسطين وسوريا وايران، بلدا آخر ذا تأثير اقليمي قوي، وهو العراق.
وبهذه التركيبة صار مصطلح (الهلال المقاوم)، ادق تعبيرا وواقعية مما طرحه الملك الاردني عبدالله الثاني قبل سنوات حينما اطلق مقولته المعروفة بـ “الهلال الشيعي”. بما انطوی علیه من هواجس وهمیة وغیر مبررة.
ومن المؤکد ان استراتیجیة (الهلال المقاوم) سوف تتضمن تقويض المخطط الصهيوغربي السعودي القطري التركي علی مستوی الشرق الاوسط و العالم الاسلامی، و ستحشد طاقات الامة المادیة والمعنویة لحماية سوريا من العدوان الاستكباري السافر، الامر الذی سیغیر موازين القوى لصالح المقاومة المؤمنة والفصائل والتیارات الثورية والتحررية في المنطقة ، والتی ستعمل معا بكل جهد علی افشال المخططات الاميركية و اجهاض المؤامرات الرجعية.