الهدف القطري.. في المرمى السعودي
موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:
على ملعب إعزاز، في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة، وبتمريرة بينية من اللاعب التركي، تمكن اللاعب القطري من إحرازه هدف الفوز في المرمى السعودي …
هي لوحة كربلائية من آيات الصبر الحسيني التي رُسمت في قلوب عشاق الحسين (ع) الذين استضافتهم الشهامة السعودية الحريرية على مائدتها في إعزاز..
وهي جهود مضنية من اللواء عباس ابراهيم الذي لم يرضَ بغير حريتهم بديلاً في مسيرة التفاوض حول مصيرهم.
وهو تاريخ المقاومة، وعز المقاومة، ومجد المقاومة، الذي أعلن دائماً بأن مخطوفي إعزاز هم حتماً عائدون الى الحرية، حتى ولو بعد حين.
وهي الملاحم البطولية التي تسطرها بنادق الجيش العربي السوري في معركته ضد الصهيونية الإسلامية.
هذه هي العوامل التي أدت إلى الإفراج عن مخطوفي إعزاز، والى إغلاق ملف من الجدل والغموض لطالما لف مصيرهم في دهاليز السياسة الكافرة.
هو مسلسل يهودي بدأت حلقته الأولى عندما قامت بعض العصابات العاملة تحت إمرة الرجل الوطواط (سعد الحريري) ويديرها شرشبوك العصر (عقاب صقر) وبرعاية من الحاخام الأكبر (بندر بن سلطان التلمودي)، بخطف مجموعة من اللبنانيين العائدين من ضيافة الإمام الرضا (ع). عملية خطف إعتقد من خطط لها، بأنها وسيلة مناسبة للضغط على المقاومة وجمهورها من خلال اللعب على وتر الانسانية، كما توقعوا من شدة غبائهم أن تكون هذه العملية بمثابة وثيقة مرور يُسمح من خلالها بعودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة وهو الذي أعلن منذ اليوم الأول لاختطاف اللبنانيين أنه سيعود بهم على حصانه الأبيض ليدخل الى لبنان دخول الفارس المنتصر.
أوهام بأوهام، هي التي رُسمت في عقول هذه الآيات الشيطانية التي لا هم لها سوى ضرب المقاومة أينما وجدت.
فلا المقاومة استسلمت، ولا سوريا انهزمت، ولا مخطوفي إعزاز نفذ صبرهم، فغابت الفرحة عن سحنة البندر، وتاه سعد في غياهب عمالته البندرية، وما زال الشرشبوك الصقري يعمل على توزيع الحليب وما شابه لأطفال جهاد المناكحة.
هكذا هو المشهد، عودة الأسرى الى حريتهم، انتصار جديد تسجله المقاومة من خلال السلاح السياسي المتمثل بما قدمته الجهود السياسية للشرفاء أمثال اللواء ابراهيم.
انتصار جديد، وعز جديد، أدخل الخصوم مرة أخرى في عنق الزجاجة، وكشف الملعب بشكل فاضح أمام لاعبي المقاومة والممانعة، وسمح لهم بالسيطرة أكثر فأكثر على مفاصل اللعبة وشروطها.
ومن سوء الطالع البندري، أن اللاعب التركي تقبل الهزيمة مقتنعاً بأقل الخسائر الممكنة بعد التجربة المريرة التي عانى منها في الشارع المصري بالتزامن مع سقوط الصهيونية الاسلامية في أرض الكنانة، ورداً للضربة الموجعة التي تعرض لها من السعودية (حليف الأمس) وجدها فرصة مناسبة لتوجيه ضربة تحذيرية للتلمودية السعودية في ما يتعلق بالمسألة الشامية، وذلك من خلال تعويم السياسة القطرية وإظهارها على أنها لاعب أساسي في مباراة إعزاز، بحيث تظهر الدويلة القطرية وكأنها بدأت ترسم معالم سياسية جديدة في تعاطيها مع المقاومة وسوريا الممانعة، مما يرطب الأجواء نسبياً بعد الشرخ الكبير الذي حصل بينها وبين قوى النضال والصمود.
هي لعبة مكشوفة، أراد من خلالها التلمودي أردوغان أن يلعب ورقته الأخيرة في مسيرته السياسية التي تشارف على نهايتها مع التقدم الملموس للجيش السوري في أرض المعركة، فكل يوم يتم في تسجيل انتصار جديد لمحور المقاومة يُعد يوماً ناقصاً في حياة الأردوغانية السياسية، لذلك وحيث أن اللعبة قد انكشفت، لم يعد أمام الصهيونية الإسلامية سوى اللعب على المكشوف، وحيث أن الهزيمة قد وقعت، وأن انتصار محور المقاومة أصبح مسألة وقت لا أكثر، فلم يعد أمام الصهيونية الإسلامية سوى أن تأكل نفسها في محاولة منها لتحميل نتائج الهزيمة للخاسر الأكبر (السعودية التلمودية) التي كانت تطمح بضرب الشام بعد تفتيت العراق وانهيار مصر، وفرض سيطرتها على الشارع العربي الاسلامي وبالتالي تسليم القرار العربي بشكل فعلي إلى اليهود وتلمودهم …
طموحات وآمال تكسرت كلها أمام صمود المقاومة وجمهورها، وتسليم للتلمودية لم ولن يبصر النور أبداً مع جهوزية المقاومة المرابضة على الثغور، ومع ثبات الرجال الرجال الذين عاهدوا الله على الإنتصار ولا شيء غير الإنتصار…
هي طموحات حملت الخيبة لكل من راهن على هزيمة المقاومة، منذ انطلاقتها مع بداية الصراع العربي اليهودي، طموحات تكسرت على أيدي المقاومين الذين لم يتوانوا عن صناعة الإنتصار تلو الإنتصار، هي أضغاث أحلام بهزيمة الله ورجاله الذين كتبوا بدمائهم أسمى آيات البطولة المؤيدة بصحة العقيدة…
واليوم ومع حرية الأسرى، ترسل الشمس ألف تحية وتحية للمقاومة وجمهورها، ولشام الياسمين التي تقف وقوف النور في مواجهة الظلام.
اليوم ينتهي المسلسل الكبير الذي بدأ مع خطف اللبنانيين، والذي ينتهي ولا يحمل معه الا الهزيمة لكل من وقف في وجه المقاومة ونهجها…
هو مسلسل كبير انتهى اليوم ولم تسجل التلمودية فيه اي انتصار…
سوى ذاك الهدف القطري، في المرمى السعودي…