“النصرة”.. وحتمية المواجهة
موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
قالوا عنها تحركات سلمية، وتحركات للمطالبة بحقوق مشروعة، وتحركات من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، ولكنها ترافقت مع هجمة دولية سياسية واقتصادية وإعلامية للنيل من سوريا، عبر تجاهل الوقائع الصارخة وترويج صورة افتراضية تحضّر في المطابخ الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية والكيان الصهيوني، إلى جانب بعض الدول العربية التي باعت الهوية من أجل المصالح، بحيث أضحت سوريا اليوم تدفع ثمن عروبتها ـ وعدم ذهاب قيادتها السياسية إلى حيث ذهب حاكم آخر ليكون خطيباً في الكنيست الصهيوني الذي يظلله شعار “أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل” ـ بالدم.
وليس خافياً على أي متابع للأزمة السورية، منذ بدايتها حتى يومنا هذا، حجم الحرب الكونية التي تشن على سوريا، والتي يحارب جيشها ما يسمى بتنظيم القاعدة ومجموعات تكفيرية هدفها إقامة إمارة تكفيرية وتدمير سوريا وليس الإصلاح، وهذا ما لا يمكن لأي وسيلة إعلام إخفاؤه عن الرأي العام، بسبب عمليات ذبح الأبرياء بالسكاكين والسواطير، التي مارستها القاعدة وتلك الجماعات لإسقاط الدولة في سورية..
وجبهة النصرة، المجموعة التي ظهرت في سوريا، والتي طلب رئيس «ائتلاف الدوحة» معاذ الخطيب شطبها عن قائمة الإرهاب، لأنها وكما زعم تطالب بحقوق مشروعة، ليست سوى فصيل إجرامي ومتطرف من تنظيم القاعدة، بحسب الاعلان الذي صدر عن جبهة النصرة نفسها، والذي وضع النقاط على الحروف.
وعاجلاً أم آجلاً، ستضطر المعارضة السورية ـ غير الإرهابية والتي تطالب بالاصلاح وليس بالتخريب ـ إلى توجيه سلاحها ضد “جبهة النصرة”، وإلا سوف تتهم بالإرهاب أو بدعم الإرهاب، وهي لن تتمكن من تحقيق غايتها إلا بالتنسيق مع النظام السوري والجيش التابع له.
التطرف مرفوض، والقتل باسم الدين مدان، والإصلاح لا يكون أبداً بالتدمير، ولا يمكن أبداً القول عما يخلفه الإرهابيون بسوريا أنه حراك ديمقراطي هدفه الإصلاح، لاسيما بعدما أعلنت جبهة النصرة أنها جزء من تنظيم القاعدة الذي صنعته الولايات المتحدة الاميركية لتشن حروباً وغزوات بحجة القضاء عليه، كما فعلت في العراق وفي أفغانستان، واليوم كما تفعل في سوريا، وكل ذلك للقضاء على كل دولة عربية مقاومة وممانعة وتحارب المشروع الصهيو- أميركي في المنطقة.
المؤامرة باتت واضحة، والدول المشاركة فيها ـ وتغذي تلك الجماعات المتطرفة ـ باتت معروفة، وليس كافياً وضع جبهة النصرة على قائمة الإرهاب، ولكن المطلوب محاسبة كل الدول التي شاركت في التخريب في سوريا وعلى رأسها قطر والسعودية وتركيا.
أما المطلوب في سوريا اليوم، من أجل الحفاظ على سوريا ووحدتها ومنها، ومواجهة الحرب الكونية عليها، اجتماع ما بين المعارضة غير الارهابية والتي تريد إصلاحاً حقيقياً وما بين النظام السوري الذي يحمي سوريا اليوم من السقوط في مستنقع الغرب والانصياع لأوامره، والتحالف معاً لمواجهة الإرهاب ومنع القاعدة من السيطرة على سوريا لفتح باب للأميركي لغزوها والسيطرة عليها.
ختاماً، سوريا اليوم تحتاج من كل الوطنيين الشرفاء الذين يعون حجم الهجمة الاميركية على سوريا، بالتعاون معاً للخروج بسوريا من الأزمة التي تتهدهها، لأن صمود سوريا هو صمود لكل العرب وسقوط لكل الخونة والمستعربين.
والمفترض بالمعارضة السورية الحقيقية أن تتكاتف وترص الصفوف وتقف إلى جانب النظام السوري، لمواجهة القاعدة والأميركي، ومن ثم الجلوس على طاولة الحوار من أجل الاصلاح والتغيير.