النجاح السوري يؤجج الحقد الغربي
صحيفة الوطن العمانية ـ
رأي الوطن:
كلما تقدم الميدان لصالح سوريا شعبًا وجيشًا وقيادةً، وكلما تمسك الشعب السوري بسيادة دولته واستقلالها وتنفيذ الاستحقاقات الواجبة، ازداد نعيق البوم الغربي وازداد معه إعجاب الطاربين له، ليس معبِّرًا عن التشاؤم فحسب، وإنما معبِّرًا عن اشتداد الحقد والغيظ لتكاد تتميز به قلوب معشر المتآمرين الناعقين بالخراب والدمار والحاكمين بالإبادة على الشعب السوري على رؤوس الأشهاد.
فليس غريبًا ولا مثيرًا للدهشة أن تخرج أصوات النشاز الكارهة للشعب السوري لتقلل من خياراته الدستورية ووصم انتخاباته بما لا يليق والخارج عن حدود اللياقة الدبلوماسية واحترام مشاعر الشعوب في الوقت الذي تؤيد فيه انتخابات دول واقعة تحت الاحتلال وتصفها بأنها “انتخابات نزيهة وشفافة وتجربة فريدة من نوعها”، وتضفي مزيدًا من الشرعية على مرتزقتها وإرهابييها، رغم أنها شرعية باطلة. وليس غريبًا ولا مثيرًا للدهشة أن تبدي أصوات النشاز الأسف المعبر عن الحقد والكراهية وسعار الاستعمار والحنين إليه، من عدم إقدام الولايات المتحدة قائدة معسكر المؤامرة على ارتكاب الحماقة ذاتها التي ارتكبتها في العراق، فهي أصوات بقدر ما تعبر عن ذلك، بقدر ما تعبر عن إفلاس حقيقي لا تعانيه عقول الساسة الغربيين وحدها، بل خزائن دولهم وصناديق اقتصاداتهم نتيجة مغامراتهم وحماقاتهم غير المحسوبة التي اعتادت التلفع بالعباءة الأميركية واعتادت أن تكون كبش فداء لمغامرات السيد الأميركي وحماقاته.
وفي الوقت الذي تبحث فيه أبواق الحروب والدمار والخراب عن ذرائع تسوغ لها فتح جبهات ميدانية ودبلوماسية تسمح لها بممارسة ما نشأت عليه، محاولة إعادة النبش في دفاتر استعمارها القديمة، تتقدم الدبلوماسية الهادئة والمتزنة والمتعقلة خطوات ملموسة لكبح نزوات الساعين إلى الخراب والدمار، ومعالجة الغريزة الغربية المتوحشة والمتعطشة إلى الدماء.
فقد أفاد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين بأن بلاده قدمت في مجلس الأمن الدولي مشروع قرار لدعم المصالحات الإقليمية والتسوية السياسية في سوريا، مؤكدًا أن نص المشروع يخص النواحي الإنسانية ويهدف إلى دعم الحوار بين الأطراف وهو يعتمد على الخبرة الإيجابية للمصالحة بين دمشق والمتمردين في حمص، والتي بدأ سريان مفعولها في الثاني من مايو، وأن مشروع القرار الروسي ليس ردًّا على مشروع القرار الذي تقدمت به فرنسا الأسبوع الماضي ويقضي بنقل مسألة الأزمة السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.
وتسعى موسكو من خلال مشروع القرار إلى التأكيد على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها، وتشجيع الحوار الوطني السوري ـ السوري من أجل إنجاز تسوية شاملة. إلا أنه من المؤكد أن مشروع القرار هذا لا يخدم التوجه الغربي نحو تدمير سوريا، خاصة وأنه يؤيد المصالحات والحوار الوطني التي بات ينظر إليها معشر المتآمرين على أنها ضربة قاصمة لمؤامرتهم. ولذلك فإن المشروع سيواجه مناورات ومراوغات ومحاولات إدخال تعديلات من قبل بقية الدول الأعضاء في مجلس الأمن المشكلة لمعسكر المؤامرة بما يخدم أهدافها التآمرية.
ومع القناعة التامة بأن جميع أصوات النشاز ونعيق البوم وكافة التصريحات الموزعة يمنة ويسرة لن تقوي شوكة التآمر، بل هي دليل ضعف وعجز، فإن ما يثير الحيرة والدهشة هو الإصرار الأوروبي على الغرز في وحل السياسة الأميركية والإصرار على التحول الدائم إلى كبش فداء في كل حماقة ومغامرة للسيد الأميركي، وعدم الرغبة في تدارك الأخطاء والعودة عن تكرار حصد النتائج الكارثية من وراء حماقته ومغامرته.