المغرب يشهد تظاهرات شعبية غاضبة تضامناً مع الحراك الشعبي في محافظة الحسيمة
تجددت التظاهرات الشعبية الغاضبة في العديد من المدن المغربية تضامناً مع الحراك الشعبي في محافظة الحسيمة، وعدد من مدن منطقة الريف شمال شرقي البلاد، التي تشهد احتجاجات بشان مطالب اجتماعية منذ اكثر من 7 أشهر.
وطالب المحتجون بإطلاق سراح جميع الموقوفين على خلفية الاحتجاجات في منطقة الريف، حسب مقاطع مصورة نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
في غضون ذلك حملت ثلاثة أحزاب مغربية وزير الداخلية مسؤولية ما وصفتْه بجر منطقة الريف والبلاد إلى المجهول، وطالب البيان بالإفراج الفوري عن كل معتقلي الحراك الاجتماعي من دون قيد أو شرط.
من جانبه أعلن الوكيل العام للملك المغربي لدى محكمة الاستئناف بالحسيمة محمد أقوير، ارتفاع عدد الموقوفين على إثر أحداث الحسيمة إلى 40 شخصا.
وقال أقوير،إن الموقوفين وضعوا في الحبس الاحتياطي للتحقيق معهم بعد الاشتباه بارتكابهم أفعال تدخل تحت طائلة القانون الجنائي.
التظاهرات التي شارك فيها عشرات الآلاف من المغاربة، خرجت في عدد من مدن الشمال مثل الناظور وأمزورن وطنجة وأتروكوت وآيت حديفة، بحسب «الأناضول».
وهتف المشاركون في هذه المظاهرات، التي دعا إليها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، بشعارات تتضامن مع مطالب «الحراك الشعبي» في الريف، وتطالب بـ«رفع العسكرة» في إشارة إلى التحركات الأمنية المكثفة التي تشهدها مدينة الحسيمة منذ أيام.
كما طالب المحتجون بإطلاق جميع الموقوفين على خلفية الاحتجاجات في منطقة الريف، حسب مقاطع مصورة نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
وما تزال الاحتجاجات متواصلة بعدد من مدن وقرى محافظة الحسيمة بمنطقة الريف شمال شرقي المغرب، منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبداية الاحتجاجات كانت في أكتوبر/تشرين الأول 2016 بمدينة الحسيمة الواقعة في الشمال الشرقي للمغرب، وهي عاصمة الريف الناطق بالأمازيغية، الأمن يصادر بسطة سمك تعود لبائع أسماك بسيط اسمه «محسن فكري» تحت مبرر عدم امتلاكه لرخصة بيع، ويُلقى بالسمك في شاحنة الزبالة أمام عيني البائع الذي لم يتمالك نفسه وهو يرى لقمة عيش أطفاله تُرمى، فألقى بنفسه خلف السمك في شاحنة القمامة، فغضب رجل الأمن وقال كلمة صارت مشهورة عند المغاربة «طحن مُو». وبالفعل اشعل محركات ضغط
القمامة وعصر جسد «محسن فكري» حتى قُتل ..
احتج أهالي الحسيمة الذين شاهدوا هذه الجريمة بأعينهم، وخرجت المسيرات في الشوارع، وبعد أيام من الضغط الشعبي تم التضحية بشخص أو اثنين كانا المسؤولين المباشرين عن الجريمة. ولكن الناس لم تتوقف، وأخذت الاحتجاجات تزداد وتتحول إلى حركات مطلبية اقتصادية واجتماعية ..
خلال أسابيع تحول «ناصر الزفزافي» إلى أيقونه نضالية، وصوت احتجاج الريف المهمش والانسان المسحوق .. انتقلت المسيرات والتجمعات إلى كثير من مدن وقرى الريف، وصارت خطابات «ناصر» هي الملهم الأكبر لهذه الاحتجاجات، وبدأت نبرة الاحتجاج السياسي ترتفع.