المخاوف الحقيقية للإدارة الأمريكية في المسألة السورية
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور شاكر شبّير:
قبل أن أبدأ مقالي هذا أودّ أن أعرض عليكم هذا الشريط للبطة لتروا مخاوف البطة الحقيقية (خوفها على صغارها) والمخاوف المشتتة (الإلهائية) خوفها على نفسها!
مشكلة أمريكا في المسألة السورية أنها تقابل سبعا وليس ضبعا!
http://www.youtube.com/watch?v=mOWY165O588&feature=player_embedded
يثير مسؤولو الإدارة الأمريكية من فترة مخاوفهم من استخدام الرئيس بشار للأسلحة الكيمائية، فهل هذه هي مخاوفهم الحقيقية أم هي مخاوف إلهائية؟! هل لم يعد أمام الرئيس بشار إلا ورقة الأسلحة الكيميائية لاستخدامها في مواجهة الإرهاب، أم أنه ما زال لديه أوراق وأوراق ليستخدمها؟
قطر والسعودية، بإعلانهم تسليح المعارضة السورية، أقروا بمبدأ جواز تسليح دولة ما للمعارضة في دولة أخرى دون أن يعني ذلك إعلان حرب بين البلدين! وتركيا بمشاركتها في العملية أقرت بالمبدأ. وعليه فيحق لسوريا أن تسلّح المعارضة القطرية والمعارضة السعودية والمعارضة التركية دون أن يعني ذلك إعلان حرب بين البلدين! لذا لم تلجأ تركيا إلى التهديد، كما لجأت من قبل وهددت بالحرب ضد سوريا إن لم تسلّم سوريا أوجلان لتركيا، ولا تستطيع أخلاقياً أن تلجأ لتورّطها في الشأن السوري، بل ذهبت حكومة أردوغان بذلّة إلى سجينها المحكوم عليه بالموت لتتفاوض معه! ولها يد في اغتيال الناشطات الكرديات في باريس، والمستهدفة بالذات هي العضو المؤسس في حزب العمال التي تعرف إلى أي مدى يمكن أوجلان أن يصل في اتفاقاته، فوجودها قد يكشف تلفيقات اردوغان على لسان أوجولان! ـ
سوريا استطاعت توريد صواريخ من نوع فجر 5 وهي كبيرة الحجم (طولها دون الرأس المتفجر حوالي 5م وقطرها حوالي 35سم) إلى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة؛ وقطاع غزة مساحته لا تتعدى 350 كيلومترمربع، وهو محاصر براً من الجهات الأربع وبحراً وجواً من قبل الصهاينة والعرب! فما بالك إن كانت المساحة تزيد عشرة آلاف كيلو متر مربع في حالة قطر أو تزيد عن المليونين في حالة السعودية؟! بمعنى أن سوريا تستطيع تسليح المعارضة القطرية والسعودية وتوريد الأسلحة لهم داخل قطروالسعودية! وهذه الورقة لم تتكلم عنها سوريا ولم تهدد بها. وأعتقد أن هذا نابع من رباطة جأش، وأن الأمور في سوريا بالنسبة للنظام ما زالت تحت السيطرة رغم الآلام.
مَن يسمّونهم رموز المعارضة السورية، أو “قوّاد” المعارضة السورية، هم مجرد أدوات لم يبلغوا بعد مرتبة الكرازايات! وطالما أن هناك أموال تأتيهم بلا حساب، أي أن التمويل مستمر، فالعملية أصبحت كما يقولون “بيزنيس”! لذا قد يضطر النظام السوري إلى مساندة وتسليح حركات المعارضة في كل من قطر والسعودية، لتجفيف مصادر تمويل الإرهاب في سوريا، والمطلوب هنا ليس كثيراً؛ فقط توقيف إنتاج الغاز والبترول القطري والسعودي لفترة ما؛ مثلاً لمدة سنة. وهذا بإشارة أكثر دلالة وقف انتاج شركة قطر للبترول وأرامكو السعودية. ـ
صاروخ واحد أو صاروخان من دائرة التخزين؛ وهي دائرة نصف قطرها مساو لمدى الصاروخ (90 كم نصف القطر في حالة فجر5)، تدكه المعارضة القطرية للمرافق الانتاجية لشركة قطر للبترول يستطيع وقف الإنتاج من غاز وبترول في قطر للبترول! بعدها تبدأ قطر في وقف الإنتاج وإصلاح المرافق التي قد تأخذ أشهر، وما أن ينتهي إصلاحها حتى تقوم المعارضة القطرية بدكها من جديد. والمعارضة القطرية كبيرة؛ هناك قبيلة كاملة سحب منها حاكم قطر الجنسية القطرية! وستفلس الحكومة القطرية في فترة وجيزة من الإنفاق الباذخ دون إيرادات تعوّضه، وسيتوقف تمويلها للإرهابيين. بهذا تحسم المعركة على أرض سوريا. ـ
هذه الخطة لا تشنق فقط الحكومة القطرية أو السعودية، بل تذهب أبعد لشنق الغرب نفسه، الغرب الذي يعمل على أن يتعافى من أزماته الاقتصادية. بالأمس بدأت اليونان في الاتحاد الأوروبي ثم بعدها البرتغال وثم قبرص. وفي شمال أمريكا ما زالت آثار الأزمة الاقتصادية باقية من أيام بوش الإبن! ولا يستطيع الغرب أن يأخذ مستمسكاً على سوريا فهي لم تضرب، ولم تعلن الحرب على أحد! المعارضة القطرية أو السعودية هي التي تضرب! فيصبح الغرب كالثعبان الذي أمسك القنفذ بذيله وبدأ في التهامه! هذه هي المخاوف الحقيقية للغرب لأنه سيدفع الثمن ولن يكون مجرد متفرج على هدر مال المسلمين ودم المسلمين لتنفيذ مخططاته.ـ
إن حديث وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل عن ترحيبه بحل سلمي، وترك مسألة خروج الرئيس الاسد للشعب السوري، وهو الذي كان يقود فريق تسليح المعارضة، هو من ضمن مؤشرات على تغير الموقف السعودي نتيحة ادراك الحكومة السعودية لهذه المخاوف وأبعادها من حيث المخاطر على السعودية، وهناك تقارير عن عودة الاتصالات السرية بين دمشق والرياض، خاصة أن الرياض قد خبرت سمو أخلاق الرئيس بشار سواء عند التعامل معه في موضوع احتجاز بندر بن سلطان من قبل السلطات السورية، أو في استجابته لدعوة الملك عبد الله وذهابه معه إلى لبنان إكراماً له.