اللواء عباس ابراهيم: الارهاب ومن ورائه اسرائيل حجزا موطئ قدم بلبنان ويسعيان للفتنة
رأى المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، في مقال له بمحلة الأمن العام، ان لبنان “يواجه اليوم احدى اخطر الازمات التي مرّ فيها عبر تاريخه الحديث، تأليف حكومة وانتخابات رئاسة الجمهورية في وقت تتفاقم ازمة النازحين السوريين وما آلت اليه اوضاع المخيمات الفلسطينية، وخصوصا بعد نزوح الآلاف من مخيم اليرموك في سوريا كما سواه من المخيمات، وقد بلغ حجم النزوح ما لا يحتمله بلد في العالم”، معتبرا انه “لا بد للمجتمع الدولي من النظر الى واجباته الانسانية ومد يد العون في المساهمة في تحمل هذا الكم الهائل من النازحين والمساعدة قبل فوات آلاوان، بعدما بدأت انعكاسات هذا الملف الشديد الوطأة على الشعب والمؤسسات تفعل فعلها السلبي على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي”.
ولفت ابراهيم الى ان “الملف الامني وما يمثله من تحديات على امتداد الجغرافيا اللبنانية، يضع الامن القومي للبلاد امام امتحان كبير، من الانفجارات ذات الطابع الانتحاري المستجد، الى الاغتيالات السياسية وغير السياسية، والاحداث المريبة التي تأخذ الطابع المذهبي المقيت والبعيد كل البعد عن القيم الانسانية التي خبرها المجتمع اللبناني والتي لا تخدم سوى اهداف العدو الاسرائيلي ـ وقد فشل في حروبه المباشرة لضرب صيغة العيش المشترك والنموذح الحضاري للبنان ـ بات الآن ينفخ في بوق التعصّب واستغلال النفوس المريضة لتقويض اسس الحضارتين المسيحية والاسلامية”.
ورأى اللواء ابراهيم ان “هذا المشهد القاتم يؤكد ان الارهاب، ومن ورائه اسرائيل، وجهان لعملة واحدة، حجزا موطئ قدم لهما في لبنان، ودوراهما يكمنان في ايقاظ نار الفتن الطائفية لتفجير صيغة العيش الواحد التي ينعم بها هذا الوطن، واثارة النعرات المذهبية بين ابناء الديانة الواحدة حتى، ودفع اللبنانيين رغما عنهم الى الاقتتال”.
واعتبر ان “عملية استدراج الذرائع او اختراعها لتبرير ما يحصل من اعمال ارهابية ووحشية يأباها الضمير الانساني، مفتعلة ومبرمجة من اطراف وجِهات يريدون للبنان ان يبقى صندوق بريد يتلقى الرسائل الساخنة او يوجهها في كل اتجاه”.
هذا ولفت ابراهيم الى ان”بعض الدول يشهد ازمات سياسية واحداثا امنية خطيرة”، آملا “ان تستقر الاوضاع فيها بغية تعزيز قدراتها على مواجهة العدو الذي يتفرّج علينا بزهو واعتزاز، ويحاول طمس القضية المركزية الا وهي القضية الفلسطينية التي لا يمكن ان نسقطها، ولا ان يُسقطها العرب من سُلم اولوياتهم”.
واكد ان “الامن العام، يعمل في غير اتجاه لدرء الاخطارعن طريق الاتصال بكل الاطراف والمرجعيات في الداخل، ومع اصدقاء لبنان في الخارج، لتعطيل فتائل التفجير وعزلها عن براميل البارود، وتحصين البيئة السياسية والاجتماعية ضد محاولات جرّها الى مدارات مدمّرة للوطن وابنائه، ما يحدو بنا على التنبه الى المرحلة الصعبة والدقيقة هذه، والعمل على عدم الانزلاق الى مطبات متفجرة، ومحاذرة الانصات الى النافخين في ابواق الفرقة والتباعد”.
وشدد على انه “لا يسعنا في لبنان الا الرفض المطلق للانجرار الى مصيدة الحرب الاهلية التي يسعى بعض الخارج الى جرّنا اليها، والعمل على تحصين وضعنا بكل ما اوتينا عزما وقوة لما فيه خير الوطن ومستقبل ابنائه”، مؤكدا ان “الواجب يقضي بأن نبقى متيقظين لوأد الفتن المذهبية في مهدها، وقطع الطريق على المصطادين في الماء العكر”.
ورأى ان “مواجهة التحديات تكمن في تقديم كل واحد منا مواطنيته على ما عداها، والوقوف صفا واحدا لدرء الفتن الطائفية والمذهبية، والالتفاف حول الدولة باجهزتها كلها، والوثوق باسلاكها العسكرية والامنية، والتكاتف من اجل ضرب الارهاب بقوة من دون هوادة لانه لا يتوخى سوى خدمة اسرائيل وكل مَن يتربص بلبنان شرا، ويريد محوه عن خارطة الدول القابلة للحياة”.