“اللقاء الرباعي”.. فرنسا تحاول تمرير ملف لبنان قبل التسوية الإقليمية الشاملة!
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني:
“لبنان يحتاج إلى رئيس جمهورية ورئيس حكومة نزيهين”! هكذا اعلنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون صراحة، وعلى هذه القاعدة سيتخذ ماكرون مبادرات إزاء لبنان في الأسابيع المقبلة.
ماكرون الذي لمس تعاوناً سعودياً بشأن لبنان خلال الأسابيع الماضية عندما استقبلت السعودية رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بحسب تعبيره، وأكّد في الوقت نفسه أنّ ذلك غير كاف، معتبراً في حديثه على الطائرة الفرنسية التي أقلّته من عمان الى باريس أنّ الطبقة السياسية في لبنان ليس لديها الشجاعة للتغيير، معبّراً عن استيائه من تصرّف هذه الطبقة وعن شكوكه حول طاقة الشعب اللبناني لدفعها إلى التغيير، مشيراً إلى أنّه لهذا السبب يريد المساهمة في إيجاد حلٍّ سياسي بديل عبر إقامة مشاريع ملموسة وفي الوقت نفسه عدم التساهل مع الطبقة السياسية.
وإنطلاقاً من ذلك، تشخص عيون اللبنانيين الى “اللقاء الرباعي” المرجح عقده في باريس مع بداية العام الجديد، حيث يجري التحضير لاجتماع أميركي- فرنسي – سعودي – قطري في العاصمة الفرنسية، للبحث في حصيلة النقاشات التي قادتها باريس والدوحة في الأشهر الماضية مع القوى السياسية اللبنانية حول أسماء مرشحين محتملين لرئاسة الجمهورية، بحسب ما أكدت مصادر سياسية مطلعة لوكالة انباء اسيا، معتبرة أنّ اللقاء سيعمل على وضع خطة عمل مشتركة بين الدول المشاركة، في محاولة لإحداث خرق في جدار الأزمة اللبنانية.
وأشارت المصادر إلى أنّ دعوة قطر لحضور اللقاء تأتي من منطلق دخولها في الآونة الأخيرة على خط التواصل مع عدد من الأفرقاء اللبنانيين لتذليل العُقَد والعراقيل في ملف انتخاب رئيس الجمهورية.
وأكدت المصادر أنّ الحراك الخارجي نابع من أن ليس من مصلحة هذه الدول انهيار لبنان، وعدم وجود استقرار فيه، لأنّ فقدان السيطرة على لبنان، قد يجرّ الى حرب مع اسرائيل، بحسب تعبيرها، وهذا الامر يعاكس السياستين الاميركية والفرنسية، خصوصاً في ظل الازمة الاقتصادية التي تعاني منها الدول الاوروبية وحاجتها الى الاستقرار في لبنان للبدء بالاستفادة من الغاز في المنطقة.
في المقابل، تشير مصادر دبلوماسية الى أنّ ماكرون يحاول تمرير ملف الإنتخابات الرئاسية قبل حلول التسوية الإقليمية، معتبرة أنّه طالما التوتر الإقليمي بين أميركا و طهران قائماً فإنّ ذلك سيبقى منعكساً على لبنان.
وعن ممثلي الدول المشاركة في هذا اللقاء، أكّدت المصادر الدبلوماسية لوكالة انباء اسيا أنّ اللقاء سيكون على مستوى المستشارين، حيث سيشارك في الاجتماع عن الجانب السعودي المستشار السعودي نزار العلولا، وعن الجانب الفرنسي، باتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأدنى، أمّا عن الجانب القطري فبحسب المصادر لم تحسم الشخصية المشاركة بعد، خصوصا أنّ هناك قضية الفساد والرشاوى المرفوعة في البرلمان الاوروبي، مؤكدة أنه لا يمكن تسمية هذا اللقاء بالقمة، لانه لن يكون على مستوى الرؤساء او وزراء الخارجية للدول المشاركة.
وعمّا إذا كان الرئيس الفرنسي يؤيّد وصول قائد الجيش جوزيف عون، إلى رئاسة الجمهورية، أشار ماكرون إلى انّ “فرنسا لن تدخل في لعبة الأسماء للرئاسة لأنّها سبق وتدخلت مرات كثيرة في الماضي وفشلت”.
وإنطلاقاً من الكلام الفرنسي، أشارت المصادر الى أنّ تحريك الملف الرئاسي بعد الأعياد، لا يعني أن الاتصالات سوف تتركز حول اختيار قائد الجيش كمرشح “توافقي” لرئاسة الجمهورية، خصوصا وبحسب المصادر نفسها أنّ الادارة الأميركية لا تتبنى ترشيح العماد عون رغم حراك السيرة الاميركية دوروثي شيا مع الخارجية الأميركية لدعم وصوله الى قصر بعبدا.