اللجان العراقية الأمريكية: اتفاق شراكة استراتيجية أم انسحاب للقوات الأميركية
موقع الخنادق:
تواصل اللجان العراقية الأميركية نقاشاتها خلف أبواب مغلقة بانتظار زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي واشنطن للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن، والإعلان عن التفاهم المرتقب حول انسحاب القوات الأميركية من العراق، وهل ستتم عملية الانسحاب دفعة واحدة كما يرغب العراقيون أم انها انتقال من مرحلة الى مرحلة أخرى، وبتعبير آخر إعادة تموضع وانتشار وليس انسحاباً كاملا من الأراضي العراقية.
في هذا التقرير نستعرض بعض كواليس نقاشات اللجان العراقية الامريكية في جولة الحوار الاستراتيجي الرابع، واهم التصريحات في هذا الاطار، ومن خلالهما، يمكن لنا معرفة النتائج التي ستسفر عن اللقاء بين الكاظمي وبايدن.
1- في 22-7-201، قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، أنه بعد عقد اجتماعات بين اللجان العراقية والامريكية “تم الاتفاق على شراكة تعاون طويلة الأمد بين العراق والقوات الامريكية”، وأضاف،إن”القوات الامريكية متواجدة في العراق بطلب من الحكومة العراقية لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية”.
وأكد على ان “ان الرئيس بايدن يتكفل حماية القوات الامريكية في العراق والرد على اي اعتداء، والعراقيين يتفهمون ذلك”، موضحاً، “سيأتي الوقت الذي تكون فيه الحاجة ماسة من قبل العراقيين الى قوات أمريكية قتالية”.
2- بتاريخ 22-7-2021 أعلنت القيادة المشتركة العراقية أنه تم عقد اجتماع بين العراق وأمريكا في نيويورك، وحضر عن الجانب الأمريكي وزير الدفاع لويد اوستن، ونائب وكيل وزير الدفاع مارا كارلن، وعن الجانب العراقي مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق اول ركن عبد الامير الشمري، وصدر عن الاجتماع بيانًا جاء فيه “ان الاجتماعات أسفرت عن الاتفاق على ان يكون بين العراق وامريكا مستقبل أمني ستراتيجي لمحاربة الدولة الاسلامية”، وقال وزير الدفاع الامريكي “ان امريكا تلتزم البقاء في العراق حسب طلب الحكومة العراقية، وان العلاقات سوف تتوسع وتشمل جوانب متعددة في التدريب وتبادل الأمن وغيرها وفق اتفاقية الاطار الاستراتيجي”.
3- وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين بدوره قال في أكثر من تصريح له “ان العراق يحتاج الى التحالف الدولي والعمل معه لمواجهة تنظيم داعش”.وأضاف”ان العراق يجدد تأكيده والتزامه بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع القوات الامريكية”، وأشار الى “ان الحديث عن وجود القوات الأمريكية منحصر في الجانب الشيعي بين الدولة واللادولة”.
4-وزير الدفاع الامريكي لويد اوستن من جهته، قال “إن الجانب الأمريكي سوف ينهي المهمة القتالية، ولا يعني هذا ان يجري حديث عن الانسحاب، بل سوف يتم الانتقال الى تقوية الشراكة ضمن اطار متفق عليه”.
ويبدو من خلال هذه المقدمات واجتماعات اللجان المشتركة وتصريحات مسؤولي البلدين استخلاص هذه النتيجة، أنه لا يوجد كلام عن الانسحاب مطلقًا، بل الانتقال من مرحلة الى مرحلة أخرى، وفي اغلب الأوال قد تكون هناك خديعة بسحب بعض القوات والإبقاء على قوات أخرى بصفة معنية.
كما انه لم يصدر حتى الساعة عن اللجان المشتركة التي تقوم بمهمة إعداد ورقة العمل وصياغة الاتفاق بين الكاظمي وبايدن أي موقف او تصريح يتحدث عن إنهاء التواجد العسكري الأمريكي في العراق، بل الحديث عن احتلال مؤسساتي واسع، ولا يوجد حديث عن الاعتراف بسيادة العراق، ولا عن إغلاق القواعد الامريكية انما الموجود اتفاقيات طويلة الأمد.
لهذا السبب أصدرت “تنسيقية المقاومة” بيانًا واضحًا أكدت فيه ان أي التفاف على العراق لن يكون دون رد، وحدد البيان شروطه بأن ينتهي الحوار الى سحب كامل للقوات الأمريكية المقاتلة و غيرها.
وكانت قوى وفصائل المقاومة العراقية حسب مصادر خاصة للخنادق أبلغت الكاظمي بضرورة الانسحاب الاميركي الكامل من العراق، وأن يكون دفعة واحدة لا على مراحل، وإلا …” في إشارة واضحة الى تصعيد العمليات العسكرية المسلحة للمقاومة العراقية لإخراج قوات الاحتلال بالقوة من كافة الاراضي العراقية، كما ان تخاذل الكاظمي في مفاوضات واشنطن وعدم إصراره على خروج القوات الاميركية لن يكون دون ثمن…