الكيان الصهيوني والحدود البحرية.. “لابيد خضع للتهديد”
موقع قناة المنار-
علي علاء الدين:
اهتمام صهيوني مستمر بملف ترسيم الحدود البحرية مع لبنان على المستويات كافة، وآخرها كان السجال الحاد وحرب البيانات بين رئيس الوزراء الحالي يائير لابيد والمعارضة الصهيونية على رأسها بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الصهيونية الأسبق، وزعيم المعارضة ورئيس حزب الليكود، الذي دخل إلى حلبة المفاوضات بين الكيان ولبنان حول الحدود البحرية، ف بعد أن التزم الصمت لفترة طويلة، نشر مساء الثلاثاء الماضي مقطع فيديو، قال فيه إنّ يائير لابيد تراجع كلياً أمام تهديدات السيد حسن نصرالله بمهاجمة الكيان الصهيوني إذا قام بتشغيل حقل كاريش قبل توقيع إتفاق غاز مع لبنان، وإنّه، أي لابيد، أُصيب بالذعر، مضيفا إنّ لابيد يريد أن يعطي لبنان، حقل غاز بقيمة مليارات الدولارات، يخدم حزب الله لامتلاك آلاف الصواريخ والقذائف الصاروخية التي ستوجّه نحو مدن الكيان الصهيوني.
وفي نهاية الفيديو، توجّه نتنياهو للناخبين الصهاينة، وطلب مساعدتهم لاستبدال الحكومة الحالية بحكومة يمين برئاسته، واستكملت حرب البيانات، مساء الأربعاء، برد من قبل لابيد، المتواجد في نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال فيه إنّ نتنياهو يحاول تخريب المفاوضات مع لبنان “لأنّ التوقيت حالياً هو إنتخابات”. واتهم لابيد نتنياهو بأنّه يلحق ضرراً بمصالح الكيان الأمنية والسياسية والإقتصادية مع خلال كلامه “عديم المسؤولية”. ولم تقف المعركة الكلامية عند هذا الحد، حيث لم يبقَ نتنياهو صامتاً، بل قام بالرد، عبر بيان لحزب الليكود، جاء فيه أنّ لابيد يريد تمرير الإتفاق من دون شفافية، وبشكلٍ يمسّ بمصالح الكيان الصهيوني الأمنية.
إضافة إلى نتنياهو، واصل سفير الكيان الصهيوني السابق في الأمم المتحدة، داني دانون (حزب الليكود) توجيه انتقاداته إلى لابيد، بأنّه تنازل عن حقل ضخم من الغاز لحزب الله، رضوخاً أمام تهديدات (السيِّد) نصرالله، واتهمه بأنّه “يُحاول تنويم مواطني إسرائيل من أجل إخفاء حقيقة بسيطة وهي أنّه مردوع من منظمة الإرهاب – حزب الله”. وبالاضافة لنتنياهو ودانون اتهم رئيس كتلة شاس في الكنيست، ميخال ملخيالي، لابيد بأنّه يجري اتصالات لتسليم أراضي صهيونية تساوي عشرات مليارات الشواكل من دون مشاورات وخلافاً للقانون، “من أجل سطر في ويكيبيديا”.
واستمر هجوم المعارضة على لابيد حيث تحول من هجوم سياسي الى هجوم قانوني، فوجّهوا في اليمين إنتقادات شديدة للابيد بأنّه يريد إبرام الإتفاق بقرارٍ سرِّي في الكابينت. ورأى منتدى “كهِلِت”، الذي قدم إلتماساً مرّتين إلى المحكمة العليا لعرض الإتفاق لنقاش العام، أنّ القانون يُلزم بإجراء استفتاءٍ عام، لأنّ “حكومة إنتقالية تعقد إتفاقات حدود مع جيراننا تحت تهديدات (السيِّد) نصرالله، من المناسب على الأقل ألا تفعل هذا في العتمة”. وأضاف المنتدى إنّ “تسليم أصولٍ إسرائيلية في المنطقة البحرية لإسرائيل يفرض إستفتاءً بما يتناسب والقانون الأساس. وفي دولة قانون يجب الإنصياع للقانون”.
رغم الهجوم من المعارضة يحاول لابيد ايجاد حلول قانونية لقضية الترسيم، حيث توجّه إلى المستشارة القانونية للحكومة الصهيونية، غال بهراف- ميارا، وطلب رأيها حول إبرام اتفاق مع لبنان في فترة إنتخابات؛ وحول ما إذا كان يجب عرض الإتفاق على الكنيست أو على استفتاء عام طبقاً لقانون الإستفتاء، وخلال جلسة للمجلس الوزاري المُصغّر للشؤون السياسية والأمنية – الكابينت، قالت بهراف- ميارا إنّه لا حاجة لتقديم الإتفاق لمصادقة الكنيست، فالإتفاق مدار الحديث لا يطابق الشروط التي يحدّدها القانون لإجراء استفتاء عام، كما رأت أنّه في حال تقديم شكوى لمحكمة العدل العليا، “هذا سيكون موقف الدولة”. وأنّه في حال التوصّل إلى اتفاق مع لبنان، فسيطرح لمصادقة الكابينيت، قبل أن يتمّ إطلاع الجمهور على التفاصيل، بمعنى آخر فان الاتفاق لا يخضع لقانون اساس ولا حاجة للاستفتاء الشعبي وهو ما تصر عليه المعارضة الصهيونية، وكانت قد بدأت به في منتدى كهلت.
الحدود البحرية معضلة خارجية وخلاف داخلي – موقع قناة المنار – لبنان
وفي هذا السياق، قال مسؤول سياسي إسرائيلي إنّ “مسألة إقرار الإتفاق والحاجة إلى استفتاءٍ عام هي مسألة قانونية معقّدة. ويمكن للمحكمة أن تتبنّى موقف الحكومة، أو تتّخذ قراراً مختلفاً.
في الخلاصة ورغم السجال الانتخابي والقانوني الحاد داخل الكيان الصهيوني، فان أغلب الخبراء الصهاينة يتماشون مع المواقف التفاؤلية السائدة عن قرب توقيع الاتفاق مع المطالبة بعدم اقحام هذا الملف الحسّاس في الصراعات الداخلية والإنتخابية.
أخيرا يتفق الخبراء من المعارضين والموالين لموقف لابيد، ان رئيس الحكومة الصهيونية خضع لتهديدات السيد حسن نصرالله، وان الشجرة الحميدة التي صعد عليها السيد نصرالله اثبتت انه وضع لبنان في موقف (منتصر – منتصر) ليأخذ كامل حقوقه البحرية ويمنع المماطلة التي استمرت لاكثر من 10 سنوات، وهو ما اخاف بعض المعارضين الذين اعتبروا ان انتصار لبنان ونيله حقوقه كاملة سيفتح عيون مصر وقبرص وهو ما يخشاه الكيان .