الكلمة الفيصل: الدمية
موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:
تظنه أحياناً يريد أن يكون رامبو، ولو لم يكن مفتول الساعدين مثله، أو صاحب همة وعزم مثله، ولو لم يكن سوى جبان يخاف حتى من التمني. وتظنه حيناً آخر دون كيشوت، يختلق أعداء وهميين يريد أن يقاتلهم. وأحياناً تظنه “مريض الوهم” الذي تحدث عنه موليير في مسرحيته الشهيرة التي حملت الاسم نفسه.
انظر إليه، لا تحتاج إلى التفرس فيه كثيراً لترى أنه مركّب من جنسيات عدة، بعض أجزاء الوجه خليجي واضح، وبعضها غير معروف الجنسية.
وكل الاجزاء تدل على حماقة لا لبس فيها. وانظر حوله جيداً، ترَ خيوطاً بلون النايلون الشفاف لا تكاد تُرى، بعضها مربوط إلى فمه وبعضها إلى يديه وبعضها إلى قدميه.
فإذا تتبّعتَ هذه الخيوط وجدت أنها تمتد إلى خارج لبنان، بعضٌ منها إلى الخليج وبعضٌ آخر إلى شمال غرب الكرة الأرضية.
خيوط تحركها جهات الخارج كما تملي عليها مصالحها، ووفق سياساتها في لبنان، فمتى شاءت حرّكت خيوط فمه، ومتى شاءت حركت خيوط يديه أو قدميه، ومتى شاءت حركت خيط لسانه ليمسح به ما ظهر من الكذب على الشفتين.