القدس لنا
موقع بانوراما الشرق الأوسط ـ
حسين الديراني:
تطل علينا مناسبة وشعيرة عظيمة في شهر الله الاعظم رمضان المبارك, وفي اليوم المبارك, الجمعة الاخيرة من شهر رمضان المبارك حيث ليالي القدر التي هي خير من الف شهر وهي ” يوم القدس العالمي ” وليس يوم القدس الفلسطيني, لان مدينة القدس فيها المسجد الاقصى الذي بارك الله من حوله, المسجد الاقصى اولي القبلتين وثالث الحرمين الشريفين, ومنه عرج النبي محمد صلى الله عليه واله الى السماوات العلا حتى بلغ قاب قوسين او ادنى, فالقدس ملك الامة الاسلامية والعربية, بل ملك عالم الخير والحق كله.
هذا اليوم الذي أعلن عنه الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف يوماً عالمياً لنصرة المستضعفين والمحرومين في فلسطين, بل لنصرة المستضعفين والمحرومين في كل انحاء العالم, يوم القدس العالمي الذي يستطيع ان يتوحد به المسلمين من اجل القضية المركزية للامة فيما لو عادوا الى اسلامهم وقرآنهم ونبيهم, وفيما لو تخلوا عن عصبياتهم ومذهبياتهم وجهالتهم, اليوم العالمي الذي يتوحد فيه ابناء كل الديانات لنصرة الحق والعدالة ومواجهة العدوان والباطل, إن الباطل كان زهوقا.
اليوم الذي اطلق به الامام سهم الحق من قوس الحقيقة لينطلق خارقاً كل الحواجز المذهبية والقومية والاقليمية ليصيب به كبد الشر المطلق اسرائيل وإن لبست درع الوقاية بطوابير من الدمى البشرية العميلة.
اليوم الذي يخرج به ملايين المتظاهرين في الجمهورية الاسلامية الايرانية وجميع عواصم العالم والقدس الشريف تلبية لدعوة الامام الخالدة منددين بالعدوان الصهيوني الغاصب والاحتلال الجاسم على صدر الامة, هو يوم الاسلام المحمدي الاصيل.
العدو الصهيوني يريد القدس عاصمة لكيانه الغاصب مستخدماً كل الاساليب الشيطانية من تهجير اهاليها المسلمين والمسيحيين, ومن استيراد المستوطنيين الصهاينة من جميع بلدان العالم لتغيير ديمغرافيتها ومعالمها, يساعده في ذلك حكام وشعوب عربية واسلامية قد ضلوا الطريق القويم واصبحوا سنداً وعوناً للعدو اللئيم والشيطان الرجيم.
صحيح ان العدو الصهيوني ينكل بالشعب الفلسطيني فيخرج منه من يفجر نفسه في مسجد في سوريا المقاومة او مسجداً في عراق السند, صحيح ان المستوطن الصهيوني يصفع فلسطينياً فيخرج أخر يفجر نفسه في ضاحية الكرامة والنصر والمقاومة, صحيح ان الجنود الصهاينة يحاصرون غزة فيخرج منهم من يفجر نفسه في مسجد في العراق او سوريا او في موكب للجيش المصري, فلذلك نقول إنه يوم القدس العالمي وليس بيوم القدس الفلسطيني, فالقدس ليست ملكاً لشعب بعينه .
القدس لنا كما مكة والمدينة لنا, لا حاكماً ولا رئيساً ولا ظالماً ولا تائهاً ولا ضالاً يوقف مسيرة المؤمنين الاحرار الذين لم يضلوا الطريق وبقوا يستنيرون بنور الحق المطلق , ونور الهداية المحمدية دون ان يعيقهم جهل الجاهلين ولا مكر الماكرين ولا ارهاب الارهابيين.
القدس لنا ولو كره التكفيريون الذين إختاروا ان يكونوا جسراً يعبر الكيان الصهيوني على ظهورهم ويصعد على اكتافهم لتحقيق اهدافه التوسعية الارهابية الدنيئة, التكفيريون الذين تحولوا الى دمى شيطانية ارهابية بيد العدو الصهيوني يرمي بهم حيث يشاء, يستخدمهم كألعاب نارية وقنابل عنقودية يمتع نفسه بمنظر اشلاء المسلمين وهي تتلطخ على جدران المساجد والحسينيات والمدارس والاسواق في كلا من لبنان وسوريا والعراق, اما اليمن وما ادراك ما اليمن قد فرغ له جناح كامل من اجنحته العدوانية وهي مملكة الشر السعودية حيث آلت على نفسها تدمير اليمن بأسره وقتل شعبه بالكامل ثأراً لشعار الشعب اليمني الذي يقول ” الموت لاسرائيل ” وليس لغير ذلك.
القدس لنا ولكل أصحاب الضمائر الحية في العالم التي ترفض العدوان والارهاب والهيمنة والفوقية والاستعلاء والاستكبار والطغيان.
القدس لكل المتضررين من العدوانية الصهيونية, فداعش والنصرة والقاعدة وكل فروعها واجنحتها وشياطينها صناعة إسرائيلية بماركة مسجلة في البيت الابيض, واينما يضرب ارهابهم فهو ارهاب صهيوني اسرائيلي ولو علت صيحات التكبير من افواههم وهم يمارسون القتل والارهاب.
القدس لكل الذين لم يضلو الطريق من المسلمين والمسيحيين واحرار العالم , وسيبقى يوم القدس العالمي الذي سجله الامام الخميني الراحل حياً في ضمير الامة الابية الحرة حتى زوال الاحتلال وعودة الحق لاصحابه, ويبقى الشعاردوما وابداً ” إن شرف القدس يأبى ان يتحرر إلا على إيدي المؤمنين” شعار قاله ابا المقاومة الامام السيد موسى الصدر ويعمل على تحقيقه سيد المقاومة الصادق الامين السيد حسن نصر الله.