القادة الشهداء: ما غبتم عنا وإن غابت الأجساد
موقع إنباء الإخباري ـ
ماجدة ريا:
التقيتم في شهر شباط، ورتّلتم فيه آيات العشق، فالتحمت الدماء هدّارة، في صخب الدروب الموصلة إلى الحقيقة.
دماؤكم الزكية سطّرت أروع ملاحم التاريخ المعاصر، وشيّدت صروحاً للعزة والكرامة، وكانت كفيلة بهدم عرى الطغيان.
من موقف الشيخ راغب حرب “المصافحة اعتراف والموقف سلاح” إلى السيد عباس وموقفه “الوصية الأساس حفظ المقاومة” إلى عماد المقاومة ورضوانها الذي سطّر مواقفه في كل سوح الجهاد، فعرفته الانتصارات قائداً متميّزاً ، أربك العدو، وأنزل به أشد الخسائر حتى عرف بقائد الانتصارين.
طريق يستشهد فيه القادة لا شك منتصر، تلج فيه الروح آمنة يغلّفها نورهم الطاغي، فتستمد عزيمة لا تقهر، وتتابع المسير في مواجهة الأعداء بكل فخر وعنفوان، هكذا يمضون ويسطّرون أروع الملاحم، وأشد الانتصارات، على أعداء الإنسانية.
هذه الدماء الزكية خطّت ولا زالت تخط رسم خارطة الدول، وهي التي جعلت من الكيان الصهيوني الغاصب يتقوقع على نفسه، ويحسب لمواجهتهم ألف حساب، وجعلت العالم يقف مشدوهاً، وهم يُنزلون بأدواته المصطنعة ما تستحق من عقاب.
هذه الدماء الزكية حفظت الأرض والعرض، وما زالت ترابط في الثغور لتبعث الرعب في قلوب الأعداء، وتجبرهم على الانسحاب.
في ذكراكم سادتي يقف الحبر عاجزاً، فبماذا تنطق الكلم أمام كل هذا العطاء، وكلما مرّت السنون عَبَرها طيفكم، وتربّع على عرش الشرف والعزة، وهل العزة إلا أنتم؟ أقماراً تنير دياجير الظلمة الحالكة، فتحيل أيامنا إلى نور.
ما غبتم عنا وإن غابت الأجساد، فأرواحكم مشرقة في دروبنا، شيخ وسيد وعماد.