الفقر والبؤس يضرب شمال سورية وشرقها
وكالة أنباء آسيا-
عمر قدور:
يعاني السوريون على كامل جغرافيا بلدهم، من مآسي معيشية واقتصادية، مع اختلاف خصوصيات المناطق، بين شرق الفرات حيث تسيطر قسد، وبين ماتسمى بمناطق درع الفرات اضافة لجزء من ريف حلب الشرقي حيث تسيطر ميليشيات المعارضة المدعومة من تركيا، وصولا الى ادلب التي حكمها تنظيم تحرير الشام باسم الخلافة، فحصد ارباحا طائلة، و انطبق المثل الشعبي على الناس هناك ” لم يطالوا عنب الشام ولا بلح اليمن”
دجاج يبيض ذهبا في شرق الفرات
يعيش سكان المنطقة الواقعة تحت سيطرة قسد ضغوطا واعباء جمة بحسب ما تؤكده مصادر محلية هناك لوكالة اسيا، حيث تقول بأن الوضع المعيشي صعب للغاية، اذ تتحكم قسد بفرض الاسعار التي تريد على السلع والخدمات، فضلا عن وجود ازمة في الخبز و الاعلاف، اما سيطرتها على نفط سورية، فلا يرى الناس هناك ملامح عائداته ضمن خدمات وبنى تحتية.
من جهته قال مصدر عشائري في دير الزور لمراسل اسيا: تقوم قسد مؤخرا بشن حملات دهم واعتقال ضد من يعملون بتهريب السلع الى مناطق الحكومة السورية، الناس جياع هنا، ويبحثون عن اي مصدر للرزق ومن تلك المصادر التهريب عبر العبارات المائية التي تعيل مئات الاسر.
ويختم المصدر: ان قيام قسد بمصادرة العديد من الاراضي الزراعية بحجة ان اصحابها مطلوبون او متهمون بالتعامل مع داعش، قد اثر سلبا على دوران العجلة الاقتصادية في المنطقة، اذ ان اصحاب الارزاق المصادرة وهم مزارعين ومربي مواشي لم يعودوا يملكون شيئا يذكر، وهذا خلق طبقة جديدة في مجتمع المنطقة، طبقة من الذين كانوا ميسورين وباتوا فقراء، ان مصادرة الاراضي والاملاك كانت الى جانب النفط بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا لقسد على حساب الناس.
الى ذلك تشير معلومات اسيا نيوز من داخل مناطق قسد الى ان التنظيم الكردي بصدد رفع الرسوم والغرامات على اصحاب المهن الحرة والتجارية.
ادلب جحيم من الفقر والبطالة
لم تكن شعارات تنظيم تحرير الشام الدينية سوى ادوات لازمة للاحتيال على الناس منذ سنوات، لقد باتت الهيئة مكشوفة لدى الاهالي، لكنهم لا يجرؤون على الكلام، يقول مصدر محلي لاسيا نيوز متحفظا عن ذكر اسمه.
في هذا السياق اكد مراسل اسيا في الشمال السوري انتشار ظاهرة التسول بشكل كبير بسبب الفقر، لاسيما للرجال المسنين والنساء.
اما فيما يخص العمل، فيشير المراسل الى ان فرص العمل محدودة في القطاع الزراعي، حيث لا تتعدى أجرة العامل الدولار ونصف الدولار، بينما الحد الادنى للمعيشة هناك يقارب العشرين دولارا بحسب المصادر الاهلية.
الاحتكار عنوان عريض وشعار تمارسه تحرير الشام بقوة، واخذ بالتمدد والبقاء، بحسب توصيف الناس، حيث يقوم هذا التنظيم باحتكار قطاع الصيرفة، وكل من يعمل بهذا المجال اما منتمي للتنظيم او يدفع اتاوات لها مقابل حمايتها، فضلا عن السيطرة المطلقة على التهريب عبر المعابر مع تركيا، وهذا ما يفسر تحكمها بتحديد جميع الاسعار، بل واحتكار توزيعها ايضا على الباعة، اضافة الى احتكار المحروقات عبر شركة وتد، بل تحتكر تحرير الشام القطاع الاغاثي ايضا، واخيرا تفرض الضرائب والإتاوات على التجار والصناعيين في ادلب.
وفي سياق متصل اكدت مصادر خاصة من ادلب لاسيا نيوز بأن تحرير الشام تمنع دخول العديد من السلع، ما تسبب بارتفاع الاسعار لقلة وجود تلك السلع كبعض الخضراوات والمواد الغذائية والكهربائية.
وختمت المصادر: ان الهيئة تحتكر ايضا مجال المولدات الكهربائية او ما تسمى بالامبيرات، ما يجعل كل تفصيل في الحاجات اليومية للناس تحت رحمة تحرير الشام، والنتيجة جحيم من الجوع والفقر بحسب تعبيره.
اخيرا، قامت شركة إمداد في مدينة عفرين بوضع ضريبة قيمتها ١٥ دولار على كل برميل يتجه نحو إدلب، وهو ما رتب تكاليف اضافية على السكان هناك واثر على ارتفاع اسعار السلع كونها مرتبطة جميعها بمادة المازوت، ومن بينها الخبز.
درع الفرات وسيطرة المافيات
مناطق ما تسمى بدرع الفرات وغصن الزيتون وبعض ارياف شرقي حلب ليست افضل حالا من مناطق قسد وتحرير الشام، حيث ينتشر البؤس والفقر بسبب ممارسات الميليشيات المسيطرة، وهو ما تؤكده مصادر اسيا نيوز هناك، حيث تشير الى ان كل فصيل يحتكر المنطقة التي يسيطر عليها بكل مافيها من حركة تجارية وزراعية.
الى ذلك اكدت مصادر في منبج بأن هناك ازمة خبز على الافران، وهو ما افادت به مصادر اهلية في عدد من بلدات الشمال السوري، حيث وصفوا الحالة بالتي لا تطاق، اذ يذل المواطن للحصول على رغيف الخبز بالوقوف في طوابير طويلة وفق قولهم.
من جانبه هاجم مصدر صحفي فضل عدم ذكر اسمه ما تسمى بالحكومة المؤقتة وغرفة عزم، قائلا بان لديه معلومات تفيد بأن عددا من قادة الفصائل ومنتقدي الحكومة المؤقتة قد تحولوا الى مستثمرين ورجال اعمال، ومشاريعهم جميعها مابين اسطنبول وانقرة و السودان.
يذكر بأن مناطق درع الفرات وغصن الزيتون و جوارها تشهد ارتفاعا جنونيا في اسعار كل السلع والخدمات، ما خلق هوة كبيرة مع السكان الذين يعمل غالبيتهم في اعمال حرة خاضعة لمزاجية الميليشيات وحكومتهم المؤقتة، حيث تترسخ مظاهر الفساد والمحسوبيات والاحتكارات وفق ما قاله سكان الريف الحلبي بلهجة حادة.