’العهد’ ينشر تفاصيل ندوة جمعت ضباطًا من ’الموساد’ وفرنسا
ينفرد موقع “العهد الاخباري” بكشف تفاصيل ندوة مغلقة جرت في إحدى القاعات في الدائرة الثامنة في باريس بين ضباط أمن فرنسيين سابقين وفريق مؤلف من عقيد وعميد في الموساد ودبلوماسي إسرائيلي، وذلك خلال زيارة عابرة قام بها الفريق إلى العاصمة الفرنسية قبيل توجهه الى بلجيكا.
ليست المرة الأولى التي يزور فيها وفد من الموساد الإسرائيلي باريس أو مدينة فرنسية اخرى كبيرة كانت ام صغيرة، لكنها من المرات النادرة التي يظهر فيها هؤلاء إلى العلن ويقدمون انفسهم بمراتبهم العسكرية والامنية أمام بضع عشرات من الناس في حلقة او ندوة مغلقة، وهذا ما حصل في الندوة الباريسية المذكورة، ما أثار استغراب بعض الحاضرين، حسب معلومات “العهد”.
وكشف مصدر حضر الندوة، لـ”العهد”، أن العلاقات الأمنية مع السعوديين والرغبة الإسرائيلية في الكلام عنها والكشف عن بعض مجرياتها، كانت وراء القبول بعقد هذه الندوة وكشف العقيد والعميد في الموساد والدبلوماسي عن نفسيهما، كما كان للموساد رغبة أيضا بعودة التعاون الوثيق مع الاجهزة الامنية الفرنسية بعد تفجيرات تشرين الثاني الماضي، ويبدو أن “إسرائيل” تريد عرض خدماتها على فرنسا لتتقرب منها بعد أن رأت الفرنسيين يذهبون بعيدًا في تأييد روسيا في تدخلها العسكري الى جانب الدولة والجيش في سورية وهذا ما تنظر اليه “تل أبيب” بعدم الرضا وتحذر منه في الجلسات المغلقة في الغرب.
ويلخص المصدر مداخلات ضباط الموساد التي عبروا فيها عن موقف “اسرائيل” من الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط، في سوريا، الصراع الايراني السعودي، العراق، داعش، حزب الله، علاقة التحالف مع السعودية. يقول المصدر ان كلام ضباط الموساد افتقد اللغة الدبلوماسية وكان عنيفا ضد ايران التي اعتبروها الشيطان الاكبر الذي تجب محاربته ومنعه من الاستمرار في التسلح والانفتاح على العالم، ويلفت المصدر إلى أن إحدى الحاضرات تساءلت لماذا تضخمون الخطر الايراني عبر هذا الكلام العنيف؟ فأجابها العميد الاسرائيلي أن إيران تسعى للسيطرة على الشرق الاوسط، وهي تدعم حزب الله وحماس والجهاد الاسلامي، وانها اخيرا بدأت بدعم القوى الفلسطينية المحسوبة على منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي الموضوع السوري، قال ضباط الموساد الاسرائيلي “ان إسرائيل تريد إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد” يروي المصدر. يلفت إلى أن الحضور الفرنسي سأل عن مخاطر سقوط الاسد واستلام داعش او النصرة الحكم في دمشق فاجاب الدبلوماسي الإسرائيلي بأنهم لا يتوقعون ان تحكم داعش. كما ادعى احد ضباط الموساد ان حزب الله يسعى لانشاء حركة مقاومة ضد إسرائيل انطلاقا من سوريا، لانه يريد تجنيب لبنان اي ردة فعل إسرائيلية لكنه أكد أن “إسرائيل” لن تسمح بهذا الامر مطلقا.
الكلام الابرز الذي اجمع عليه فريق الضباط الاسرائيلي في الندوة، كان الحديث الودي والإيجابي عن السعودية، يقول المصدر إن الاسرائيليين الثلاثة اجمعوا في مداخلاتهم على أن “تل أبيب ” والرياض حليفتان في الشرق الاوسط وانهما تنسقان لمواجهة “اطماع الهيمنة الإيرانية”، وأوضح المصدر أن الوفد الاسرائيلي تحدث عن لقاءات عقدت بين الصهاينة والسعوديين، كاشفا عن أن لبنان وسوريا والعراق تشكل ساحات تعاون بين الطرفين.
وفي الختام، يخلص المصدر إلى أن الاسرائيليين لم يظهروا خشية من تعاظم نفوذ “داعش”، فعلى الرغم من زعمهم تأييد الحرب على التنظيم إلا أنهم لا يكترثون لاحتمال سيطرته على الحكم في كل من سوريا والعراق.