العرب طعام مدافع ليبيرمان!
صحيفة الديار الأدرنية ـ
مروان سوداح*
في تصريحات أفيغيدور ليبيرمان، وزير خارجية العدو، التي هزّت غير العرب، لأن مجموع العرب نيام كعادتهم ويتبارزون بالصواريخ ويتواجهون بالرمانات في داحس وغبراء جديدة، أن جون كيري يقود عملية التفاوض بين الإسرائيليين وبين الفلسطينيين “بصورة صحيحة”، وبأن “جهوزية العالم العربي المعتدل اليوم للتعاون أعلى مما كانت عليه في الماضي”. تصريحات ليبيرمان خطيرة خطيرة، بل وأشد خطورة من أية تصريحات إسرائيلية سابقة، وهي تشي بالكثير من السلبيات، ولعل في مقدمتها أن تل أبيب تبادر الى مفاوضات وتتحدث عن “سلام” مزعوم عند “جهوزية” العالم العربي. بمعنى آخر، أن هذه “الجهوزية” كما يُطلقون عليها في أوساط القيادات “الإسرئيلية”، لا تصبح كاملة سوى بعد إعادة العرب الى عصور الظلام، والى زمن المواجهات بينهم بالسيف والسكين، وعند تبلّد أمخاخهم، وفور تقهقر إراداتهم وإنسحاقها تحت جنازير التآمر الدولي الموصول منذ وعد بلغور والى اللحظة.
ليبيرمان مثله مثل زملائه رهط القيادات الصهيونية، يربط المفاوضات بقضايا وملفات كثيرة منها، وقف المقاطعة الاوروبية للصادرات الاسرائيلية، ووقف المقاطعة العربية لإسرائيل، وانتقال العرب الى علاقات رسمية وعلنية مع الكيان وفتح سفارات، ورضى العرب بيهودية كيانهم، والإلتزام “بوحدة أرض اسرائيل”، وتبادل الأراضي و”تسوية” في صالح اسرائيل القوية، واستقدام ثلاثة ملايين ونصف المليون مهاجر يهودي جديد من أصقاع العالم، وطرد عرب الجليل والمثلث وأراضي الشمال الفلسطينية بحسب التقسيم الاممي القديم لفلسطين بين عربية ويهودية، من أراضيهم نحو الكيان الفلسطيني الهش والمفتوح المُقترح أمريكياً وصهيونياً، لذا ها هو يعمل على تهدئة زملائه والمستوطنين بأنه من غير الحصافة “الدخول في حالة هستيرية”، سيّما وأن كيري صديق “حقيقي” لاسرائيل كما وصف.
“التحدي الأكبر” أمام الكيان الصهيوني اليوم كما قال ليبيرمان هو إحضار المزيد من المهاجرين إليه، وبالتالي الانتصار على القنبلة الديمغرافية الفلسطينية والعربية المحاذية لهم، وتلك التي يعيشون بينها. استحضار المزيد من المستعمرين اليهود ليس تهديداً لفلسطين والفلسطينيين والسلام الحقيقي والعادل والنهائي في المنطقة وعرقلة سُبل الحل الحقيقي والواقعي فحسب، بل هو كذلك تهديد للاردن وكيان الاردن وشعبه، إذ أن هدف إسرائيل بتكثير عديد مواطنيها اليهود هو ضربة ديمغرافية وسياسية للاردن، وعملية يُراد منها تهديد الاردن بصورة مباشرة وعلنية. فالمهاجرون الجُدد سيعملون أساساً في سلك العسكرية والأمن والحرب والصناعات الحربية وازدهارها، وإكساب الكيان قوة فوق قوته الحالية التي يُحَافظون عليها بدعم أمريكي متواصل، و”بالصداقة الحقيقية” مع كيري وشخصيات الإدارات الامريكية المتعاقبة، وأصحاب ورؤساء المَجمع الصناعي العسكري، وأعضاء الكونغرس، ومدراء الإعلام والصحافة الموالين وغيرهم.
في مخطط ليبيرمان الخطير صهينة العرب. كيف؟. يرى ليبيرمان أن أنصار حزب الله ومَن يتماثلون مع حماس وسورية و.. الفلسطينيين لا مكان لهم في “إسرائيل”، “يجب ألاّ يكونوا هنا”. بمعنى آخر، ان المنطلقات الصهيونية واليهودية في الكيان وطبائعه هذه باقية الى النهاية، والمَسطرة هنا هي قياس ولاء الفلسطينيين للدويلة، والقبول على أرضها فقط بأولئك الفلسطينيين العرب الذين يتماثلون مع بعض بدو النقب والدروز ممن خدموا ويخدمون في الجيش الاسرائيلي، الذين قاتلوا العرب في حروب الكيان، برغم من أنهم عرب عاربة، أي رغبة بتحويل العرب في الكيان الى طعام مدافع لخدمة بقائه وسيادته على الأرض المغتصبة وعلى أراضي الآخرين في المستقبل، والتنافخ بالنصر بأيادٍ عربيةٍ، وبالتالي بقاء “اليهودية” بعيدة عن التلوّث بالدماء الجديدة، وتحويل الصراع مرة تلو المرة، وبإصرار، الى صراع عربي عربي، يوظّفونه في آلتهم الإعلامية على أوسع نطاق عالمي.
addiyar_elena@hotmail.com
• صحفي وكاتب أُردني.