العراق وروسيا: المستقبل الأفضل
موقع إنباء الإخباري ـ
بهاء مانع شياع*:
تستمر احتفالات العراق وروسيا رسمياً وشعبياً، بالذكرى ال75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، ولإحياء هذه المناسبة التاريخية، فقد سبق لوزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، وخلال زيارته الى روسيا مؤخراً، أن وجّه دعوة إلى نظيره الروسي، سيرغي لافروف، لزيارة العراق.
العلاقات العراقية الروسية تتسم بالإستراتيجية في شتى الفضاءات، لذلك تضمن هذه الأرضية استمرار التعاون وفي عمليات الاستثمار، إعادة الإعمار، الطاقة، التجارة، التعليم، الزراعة والثقافة وغيرها، لا سيّما للترحيب الذي تلاقيه روسيا في العراق، والبيئة المناسبة للعراق في روسيا، وهو ما يدفع بالمسؤولين العراقيين الى التأكيد في كل مناسبة، على ضرورة دخول الشركات الروسية بقوة إلى العراق للاستثمار في مختلف المناحي، إذ أن الحكومة العراقـية ما توقفت عن تقديم التسهيلات وتوفير الظروف الملائمة والبيئة الاستثمارية المُشجِعة للعمل الروسي في بلادنا.
بدأت العلاقات الدبلوماسية بين العراق وروسيا في عهد الاتحاد السوفييتي، في أيلول من عام 1944، ثم قطعت في عام 1955، وأعيدت في تموز عام 1958 بعد نجاح ثورة الرابع عشر من تموز، واستمرت العلاقة بالتطور والازدهار حيث كان الاتحاد السوفييتي ومن بعده وريثه الشرعي روسيا الاتحادية، من أكبر المورّدين للعراق بالخصوص في المجال الحربي والنفطي، وبسبب سياسات النظام السابق وظروف الحصار، انخفضت تلك العلاقة حتى حدوث الغزو الأمريكي وتغَيّر نظام الحكم .
في عام 2003 زار رئيس مجلس الحكم آنذاك السيد عبد العزيز الحكيم روسيا، وجرت أيامها مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول إعادة بناء العلاقات وتطويرها، وقد بادرت روسيا بشطب جزء كبير من الديون العراقية لدى روسيا، ومن هنا بدأت العلاقة تتصاعد وتتطور شيئاً فشيئاً، حيث دخلت الشركات النفطية بقوة، وأعيد توريد احتياجات العراق من المعدات الحربية الروسية.
استمرت زيارات القادة العراقيين إلى روسيا ما شجع على فتح آفاق جديدة ومتطورة، نتيجة شعور السلطات العراقية إلى وجود روسيا القوية بجانب العراق، ولمواقف روسيا الصادقة ودعمها لأصدقائها ووقوفها معهم في أحلك الظروف، وكما عهد العراق ذلك في موسكو على الدوام، الى أن تم الاتفاق الرباعي العراقي – السوري – الروسي – الايراني بمحاربة الارهاب الداعشي، والتنسيق العسكري في هذا الجانب، حيث وقوف روسيا بقيادة الرئيس الفذ فلاديمير بوتين مع سورية في محاربتها الارهاب الداعشي وداعميه، ودعم الدولتين بشكل لامحدود للحكومة الشرعية في سورية، فاستشعر العراق بأن الاصدقاء الروس هم الأكثر مصداقية في محاربة الارهاب دون سواهم، وكان الشارع العراقي وما يزال للآن يشعر بذلك ويتلمسه بصورة واضحة، نتيجة لصدق القيادة الروسية وعلى رأسها الرئيس المقدام بوتين.
تعلم الحكومة العراقية ويعلم الشعب العراقي جيداً أهمية عودة قوة العلاقات العراقية الروسية وتصليبها، وتدرك الحكومة العراقية كذلك تمام الادراك والى جانبها في ذلك شعبنا، ومن خلال قراءتها للواقع، بأن خير مَن يقف مع العراق ويسانده في حربه على الارهاب هي الصديقة روسيا وقيادتها، وما يحدث من دعم روسي كبير وعلى مختلف المستويات للشقيقة سورية، هو خير برهان على تصوراتها وتصورات الشارع العراقي بقواه المخلصة، والذي يكن كل الاحترام والتقدير لمواقف القيادة الروسية وجيشها المغوار.
ومن هنا كذلك، أخذت العلاقات بين بغداد وموسكو بالتطور المتسارع وعلى صُعد عديدة، فدخلت الشركات النفطية الروسية الى العراق بقوة وساهمت بصورة محسوسة في تطوير القطاع النفطي، وهو خير دليل على تلك العلاقة المتساوية وشعارها “رابح – رابح”.
يؤكد شعبنا العراقي في كل الأوقات والنقلات التاريخية صداقته ومحبته لروسيا وقيادتها، وهو يَعلم عِلم اليقين وفاء ومصداقية روسيا ودعمها المبدئي للعراق في الكثير من القضايا المهمة، وعلى رأسها محاربة الارهاب المدعوم من جانب قوى خارجية كبرى معروفة تدّعي وقوفها إلى جانب العراق، بينما هي في الواقع تعمل في إتجاه معاكس لذلك في الخفاء، وهدفها في ذلك استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد والمنطقة برمتها، وكلنا على يقين بأن العلاقات العراقية الروسية ستتطور نحو الافضل وستغدو مِثالاً يُحتذى، وستزدهر بالتأكيد، وستكون أعلى من سابق عهدها بفضل صدق روسيا وقيادتها في دعمها لأصدقائها دون التخلي عنهم كما يفعل الآخرون الذين يَغرسون خنجراً في ظهر حليفهم وصديقهم.
…
#بهاء_مانع_شياع: صحافي وكاتب ومحرر #عراقي ورئيس الفرع العراقي لرابطة القلميين العرب حُلفاء #الروسيا، ومحرر رئيس لوكالة #السندباد_الإخبارية، وعضو في #نقابة #الصحفيين_العراقيين.
مقالة مهمة جدا للاخ الكاتب العراقي النشمي بهاء مانع.. ننتظر المزيد من قلمك السيال استاذ بهاء لتعزيز التحالف مع الأصدقاء الروس
استاذ بهاء مقال رائع سلمت يداك .
من.خلال مقالة الاستاذ بهاء مانع وجدت نفسي أبحر عبر الزمن مستطلعا مسيرة العلاقات العراقية الروسية المتميزة التي تعود الى عشرات السنوات اي منذ الحقبة السوفياتية وهي ترقى الان الى اعلى المستويات مع روسيا التي تظاعف شأنها وثقلها في ظل التسيير الحكيم للرئيس فلاديمير بوتين