العبادي يعفي أمنيين من مناصبهم على خلفية مجزرة الكرادة
أحدثت التفجيرات الارهابية التي استهدفت حيّ الكرّادة في العاصمة العراقية بغداد، هزّات سياسية، دفعت برئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي إلى اعفاء قائد عمليات بغداد، التابعة للجيش العراقي، ومسؤولي الأمن والاستخبارات في العاصمة العراقية من مناصبهم.
كما أمر العبادي بسحب جميع أجهزة “كشف المتفجرات” من الحواجز الأمنية في بغداد والمحافظات وفتح تحقيق بصفات الفساد التي رافقت استيرادها، مصدراً عدة قرارات أمنية، على خلفية التفجير.
علاوة على ذلك، قدّم وزير الداخلية محمد الغبان استقالته من الحكومة بعد يومين على التفجير، محمّلاً العبادي مسؤولية تردي الوضع الأمني في بغداد خصوصاً.
الى ذلك، أعلنت السلطات العراقية المناطق في أنحاء بلد بمحافظة صلاح الدين عن إجراءات أمنية، اثر استهداف تنظيم “داعش” لمرقد السيد محمد ابن الامام الهادي (ع) المعروف بسبع الدجيل الواقع على بعد حوالي 80 كلم شمال العاصمة، فيما لفت الجيش الى أنه أغلق المناطق القريبة من المرقد وباشر عمليات تطهير واسعة.
وسبق ان أعلن “الحشد الشعبي” أن قصفاً بالهاونات سبق هجوماً انتحارياً لثلاثة إرهابيين، اثنين منهم استطاعا تفجير نفسيهما عند الباب الخارجي للمرقد الشريف، ما أسفر عن سقوط 35 شهيد وأكثر 45 جريح، في حين قامت القوات الأمنية بقتل الثالث وتفكيك حزامه الناسف.
وتعليقاً على الحادثة، انتقدت المرجعيَّة الدينيَّة العليا عدم إتخاذ الحكومة العراقية إجراءات للحدّ من الخروق الأمنيَّة، وذلك على خلفيَّة التفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة الكرادة وسط بغداد.
وخلال خطبة الجمعة، قال ممثل المرجعيَّة العليا في كربلاء المقدَّسة السيد أحمد الصافي انه “لم يمضِ على فاجعة الكرادة أسبوع واحد حتى وقع حادث الاعتداء الآثم في على مرقد السيد محمد (ع) في بلد، وقد نجم عنه سقوط عشرات الأبرياء من الزوار وغيرهم”.
ووصف السيد الصافي تفجير الكرادة بالفاجعة العظيمة، موضحاً ان الاهابيين “اختاروا التجمع الكبير من الرجال والنساء والشباب والاطفال من اتباع اهل البيت عليهم السلام بهدف إراقة دماء اكبر عدد ممكن منهم ولإيقاع الفتنة الطائفية بين ابناء الشعب العراقي الكريم”.
من جهته، ناشد رئيس “جماعة علماء العراق” الشيخ خالد الملا المراجع الشيعية والسنية وامين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله ومشايخ الأزهر وهيئة العلماء في السعودية وعلماء شمال افريقيا والمراكز الإسلامية في أوروبا، الى الوقوف كالجسد الواحد و”تشكيل غرفة عمليات لمواجهة التطرف تخلو من المتطرفين والداعشيين والبعثيين وأهل المصالح الشخصية”، حسب تعبيره.