“الطاسة” الحكومية ضاعت بين المراسيم الجوالة وجلسات الضرورة!
وكالة أنباء آسيا:
بين المراسيم الجوالة حينما تقتضي الحاجة والقرارات الاستثنائية، وبين جلسات الضرورة للمسائل الطارئة، “ضاعت الطاسة” الحكومية، بحسب مصادر وزارية، مشيرةً الى انه من الواضح ان الدعوة لجلسة حكومية تُركت الى حينها، منعاً لاستيلاد أزماتٍ جديدةٍ ينتجها مسار الشغور الرئاسي المتواصل فصولاً.
وبحسب أوساط سياسية، فإن اجتماع الحكومة في ظل الشغور، تماماً كما التشريع المجلسي مخالفان للدستور، موضحة أنّ السلطات الدستورية متكاملة ومترابطة ولا يجوز إن غابت او تم تغييب إحداها عمداً، أن يستمر العمل كأنها قائمة، معتبرةً أنّ عدم اجتماع الحكومة وعدم التشريع هما ورقتا ضغطٍ على الكتل السياسية التي ما زالت تتحصّن بالورقة البيضاء لمنع انتخاب رئيس للجمهورية.
وبينما أخفق الاجتماع الرباعي الوزاري قبل ايام في التوصل الى صيغة تحيي العمل الوزاري، عقب اشتراط وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري، تسيير الأعمال عبر المراسيم الجوالة التي يجب أن تنال تواقيع الـ24 وزيراً التي تعادل توقيع رئيس الجمهورية إضافة إلى توقيع رئيس حكومة تصريف الأعمال، أعلن نجيب ميقاتي رفضه للمراسيم الجوالة، مشيراً إلى أنّ القرارات التي أُقرّت في الجلسة الأخيرة للحكومة صدرت مراسيمها ولا مساومة في هذا الموضوع، لافتاً إلى أنّ كل المراسيم يحتاج إقرارها عقد جلسة لمجلس الوزراء.
وأكّد ميقاتي “أنّ الحكومة تلتزم المهام المطلوبة منها دستورياً في مرحلة الشغور في رئاسة الجمهورية، وإلى حين انتخاب رئيس جديد، والأولوية الأساسية هي لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ومن ثم تشكيل حكومة جديدة”.
واعتبر أنّ “انتخاب رئيس جديد للجمهورية لا يعني انتهاء الأزمة، بل يفتح الباب أمام فترة سماح في البلد للوصول الى حل”، كاشفاً أنّه وفق المعطيات الخارجية هناك شيئاً ما يتم التحضير له لحل الأزمة الارئاسية ولكنّ الأمور تحتاج الى وقت”.
وعن لقائه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، قال ميقاتي إنّ اللقاء كان “ممتازاً وتحدّثنا في الشؤون التي تخصّ البلد، وعبّر عن محبّته للبنان وبشكل خاص للبنانيين المقيمين في المملكة العربية السعودية”.
أمّا عن عقد جلساتٍ جديدةٍ لمجلس الوزراء بعد ما رافق الجلس الماضية من اعتراضات فقد اشار ميقاتي الى أنّه “عند الضرورة والحاجة سأدعو مجلس الوزراء إلى الإنعقاد وفق الصلاحيات الدستورية المناطة بي، لكن في الوقت الراهن لا شيء طارئاً يستدعي عقد جلسة”.
“السياسة في إجازةٍ لأسبوعين”، قد تكون هذه الجملة التي قالها وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد مكاري، الأصدق حتى اللحظة، فبعد مشاورات سياسية أجراها مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، خرج مكاري ليعلن أنّ “الجميع يدرك أنّ الوضع في لبنان ليس بخير، ولكن طالما هناك أعياد وهناك الكثير من المغتربين اللبنانيين القادمين الى بلدهم لتمضية الأعياد بين أهلهم، أعتقد الآن أن السياسة في إجازة لأسبوعين، على أن تعود الأمور للإنطلاق تدريجياً بعد رأس السنة”.