الضنية ـ المنية: الانتخابات تكشف عيوب «المستقبل»
صحيفة السفير اللبنانية ـ
عمر ابراهيم:
كشفت صناديق الاقتراع في قضاء المنية ـ الضنية المستور من عيوب «تيار المستقبل» ونوابه، وأعادت تأكيد المؤكد حيال التوازنات السياسية والعائلية التي أفرزت جزءاً كبيراً منها الانتخابات البلدية الماضية التي كانت قد صبّت جميعها في مصلحة المعترضين من قوى سياسية وفاعليات وعائلات على ما يعتبرونه تفرداً بالرأي وإملاءات من قبل التيار «الأزرق». وستكون نتائج المنطقة محور تقييم في تيار «المستقبل» عبر إجراء قراءة متأنية للنتائج، وتحديدا تلك التي أفضت الى خسارته في مسقط رأس نائبيه أحمد فتفت في بلدة سير وقاسم عبد العزيز في بلدة بخعون، بعدما نأى النائب كاظم الخير بنفسه في مدينة المنية، وان كانت عاطفته مع اللائحة التي فازت.
القضاء الذي شارك بكثافة في العملية الانتخابية لاختيار 32 مجلسا بلديا من أصل 34 بعد فوز بلديتين بالتزكية، لم يكن «المسقبليون» يتوقعون فيه حصول أية تغييرات في المزاج العام لمصلحتهم، لكنهم قرروا المواجهة بالمباشر أو خلف العائلات.
ولعل وصف النائب فتفت نتيجة بلديتي بخعون وسير بالقاسية، خير دليل على حجم الآمال التي كانت معقودة من قبل التيار لاسترداد هاتين البلديتين نظرا لأهميتهما وكونهما من بين أكثر القرى تعدادا للسكان في الضنية، والنجاح فيهما كان سيحفظ ماء الوجه ويعيد رسم الخريطة السياسية في القضاء مجددا، إلا ان حسابات الحقل لم تطابق حسابات البيدر، حيث فشلت محاولة إحراج النائب السابق جهاد الصمد في بلدته بخعون تمهيدا لإخراجه من المعادلة في المنطقة، بعدما استطاع الصمد أن يسجل انتصارا مدوّياً بفوزه باللائحة كاملة (18 عضواً)، كما فشلت محاولة الانتقام من رئيس بلدية سير أحمد علم في العاصمة الادارية للقضاء صيفا بعدما كرر سيناريو الانتخابات البلدية السابقة وفاز بنتيجة 15 ـ صفر على اللائحة المدعومة من فتفت.
لكن الوضع في مسقط رأس النائب السابق الصمد والنائب الحالي عبد العزيز ومعه «المستقبل»، كان مختلفا، حيث لم يسع أي طرف الى التوافق وكانت طبول المعركة تقرع حتى قبل التأكد من إجراء الانتخابات البلدية، في مؤشر الى حالة الانقسام وحجم التشنج، وهو ما تجسد على الأرض من خلال كثافة المقترعين من أبناء البلدة.
إلا ان الخسارة في هذه القرى، لا تعني خسارة المنطقة بأكملها حيث نجح تحالف «المستقبل « و «الجماعة الإسلامية» بالفوز في انتخابات بلدة السفيرة، كما فاز «المستقبل» بالتحالف مع العائلات في بعض القرى، على غرار انتصارات حققها النائب الصمد بالتحالف مع عائلات في قرى اخرى، في حين ان معركة بلدة دير نبوح كانت لا تقل أهمية عن معركتي بخعون وسير لأن من يشغل منصب رئيسها هو محمد سعدية رئيس اتحاد بلديات الضنية، وكانت خسارته تعني ضرب عصفورين بحجر واحد، لكنه استطاع أن يحقق ايضا فوزا كاسحا بـلائحة كاملة من تسعة اعضاء.
واذا كانت الضنية قد حافظت على مشهدها السياسي، وعلى التوازنات العائلية، فإن السياسة في المنية، مسقط رأس النائب الخير ومن بين أهم معاقل «المستقبل»، لم تستطع أن تجمع حلفاء الامس في لائحة واحدة فانقسموا على أنفسهم في لائحتين. وبغض النظر عن حسابات الربح والخسارة، سيكون لنتائج المعركة تداعيات سلبية على «المستقبل» خصوصا أنه بات غير قادر على جمع شمل الشارع وعلى ضبط مؤيديه وجمهوره وتوجيهه كما كان يحصل في فترات سابقة.
وتلقت «الجماعة الإسلامية» ضربة موجعة في مدينة البداوي بعد خسارة لائحتها أمام اللائحة التي يرأسها رئيس البلدية حسن غمراوي والمدعوم من العائلات ومن رئيس «المركز الوطني» كمال الخير والذي جاء انكفاؤه عن خوض المعركة في المنية انطلاقاً من حرصه على أن يكون على مسافة واحدة من جميع العائلات، ما يشير الى أن وضع «الجماعة» ليس بأحسن حال رغم فوزها في بلدية السفيرة.