الضنية: عملية استباقية للجيش بحثاً عن مسلحين
صحيفة السفير اللبنانية ـ
عمر إبراهيم:
انتقل الجيش اللبناني الى الخطة «ب» في معركة القضاء على فلول المجموعات المسلحة التي كانت قد فرّت من التبانة وبحنين ـ المنية بعد المواجهات العسكرية الدامية التي كان قد خاضها معهم، حيث تجاوز عملية الاستقصاء عن أماكن وجودهم، الى توجيه ضربات استباقية لهم في القرى والبلدات المفترض ان يكونوا قد لجأوا إليها في الضنية وعكار، وذلك بهدف منعهم من إعادة تجميع صفوفهم أو إيجاد ملاذ آمن لهم يكون بمثابة نقطة انطلاق جديدة لتوجيه ضربات انتقامية ضد الجيش أو التحصن فيها لمواجهات جديدة، وهذا أمر ترجحه مصادر عسكرية.
وبدا واضحا منذ اليوم الأول لانتهاء المواجهات المسلحة في بحنين، وفرار الشيخ خالد حبلص ومن معه، إضافة الى مسلحي التبانة، ان الجيش يجمع ما أمكن من معلومات استخبارية ومن الموقوفين في عهدته، حول الأماكن التي يمكن أن يلجأ إليها المسلحون، وخصوصا في الضنية وعكار.
وعليه، بدا تركيز الجيش على منطقة عيون السمك التي تفصل قضاءي الضنية وعكار عبر أودية وأحراج وتضم العديد من المغاور، مع الأخذ بعين الاعتبار صعوبة الإقامة فيها من قبل المسلحين لوقت طويل بسبب حاجتهم الى الغذاء، خصوصا أن بينهم جرحى، كما كشفت مصادر متابعة.
وبناءً على ذلك، وسّع الجيش انتشاره العسكري من بلدة بحنين وصولا الى تخوم قرى الضنية وعكار التي يمكن ان يتم الوصول اليها من عيون السمك، وأقام نقاطا ثابتة وسيّر دوريات، بالتوازي مع عمليات دهم وتوقيفات بغية الحصول على المزيد من المعلومات التي قد تفيد الجيش في مهمته، خصوصا أن كل المعطيات المتوافرة تشير الى ان المسلحين الذين فروا من بحنين قد تلقوا مساعدة من أشخاص أو خلايا موجودة في تلك الاماكن وهي كانت بعيدة عن رصد الاجهزة الامنية، وربما تكون وفرت لهم أماكن للاختباء قد تكون مجهزة مسبقا بكل الوسائل المطلوبة من أسلحة ومؤونة وأدوية.
وجاءت عملية التفتيش الواسعة التي نفذها الجيش امس في بعض قرى الضنية لتؤكد ما يتم تناقله من معلومات عن أن فرار المسلحين باتجاه هذه القرى أو جردوها، أمر وارد، خصوصا أن معطى أمنيا جديدا قد توافر للجيش بعد تقارير استخبارية عن مشاهدة عناصر مسلحة تتحرك في منطقة جرد النجاص، وهي قريبة من بلدة عاصون حيث كان الجيش قد ألقى قبل فترة القبض على خلية احمد سليم ميقاتي.
وأشارت معلومات لـ«السفير» الى ان الجيش كثف من عمليات التمشيط في منطقة عيون السمك، ووضع كل الطرق التي تربط تلك المنطقة بعكار والضنية تحت المراقبة الشديدة، بهدف تضييق الخناق على المسلحين ومنعهم من التحرك بسهولة أو القيام بأي عملية عسكرية على غرار الكمائن التي كانوا قد نصبوها للجيش وأدت الى سقوط شهداء وجرحى.
وأوضحت المعلومات ان عملية فرار كل المسلحين من بحنين الى عيون السمك، لم يتم التأكد منها، حيث ترجح بعض المعلومات ان يكون بعض المسلحين لا يزال في البلدة لدى أقارب له، مستندة بذلك الى عملية تسليم بعض الاشخاص أنفسهم قبل أيام والحديث عن مساع لتسليم آخرين.
وكانت وحدات من الجيش، بينها فوج المغاوير، قد نفذت منذ صباح امس انتشارا واسعا بدءا من بلدة كفرحبو وصولا الى جرود المنطقة، معززة بآليات مصفحة ودبابات وطائرة استطلاع وطوافات عسكرية، وعملت على دهم أماكن وجود نازحين سوريين ومنازل لأشخاص لبنانيين وأوقفت العديد منهم، قبل ان تعود تلك الوحدات الى أماكنها وتبقي على حواجز في بعض تلك القرى.
كما لوحظ انتشار للجيش في المنطقة الواقعة بين الضنية وعكار لجهة وادي جهنم، حيث كانت الطوافات تحوم بكثافة نظرا لوعورة تلك المنطقة وكثافة الأحراج والأودية فيها.
وكان الجيش قد أوقف خمسة أشخاص في المنية، أربعة لبنانيين وآخر سوري يشتبه بتورطهم بإطلاق النار على الجيش، كما أوقف على طريق عكار أحمد خانات المطلوب بمذكرة توقيف، وهو أحد كوادر «الحزب العربي الديموقراطي» في جبل محسن وذلك خلال مغادرته الى سوريا.