الصين والعرب.. النشرِ وعدم النشرِ ومعناه
صحيفة الديار الأردنية ـ
مروان سوداح*:
“الديار” اليومية، الورقية والالكترونية، هي الصحيفة الاردنية اليومية الوحيدة التي نشرت مقالة وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية وانغ يي، التي وزعها الجانب الصيني وعلى وسائل الإعلام الاردنية، والعربية أيضاً، بمناسبة الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي والإحتفاء بالذكرى العاشرة لإنشاء المنتدى في بيجين، وهي احتفالات واحتفاءات تبدأ اليوم الخميس، برعاية الحكومة الصينية، وبمشاركة عربية رسمية وسياسية واسعة، تؤكد إتساع العلاقات الصينية العربية ووحدة آسيا وتطلعاتها الجماعية، والتزامها بالمشتركات المُقرّة تاريخياً وقانونياً بين العالمين الصيني والعربي، منذ ألفي وخمسمئة عام على الأقل.
وفي نشر مقالة الوزير الصديق “يي”، طرأ تحريف عليها بعض الشيء برغم تناولها قضية رسمية وحكومية صينية عربية مشتركة ولا سلبيات فيها. فقد نشرتها بعض الصحافات ووكالات الأنباء العربية على أنها تصريحات وزارية صينية، وأفرت لها بعض الأسطر، وألغت منها أهم الأفكار والدعوات الإنسانية والسياسية، وتغاضت فيها عن الطرح السياسي والحضاري والثقافي الواسع للوزير الصيني، فخرجت مقالته، وهي كبيرة، على شكلٍ لم يكن متوقعاً ولا في الحِسبان، يكشف عن ان بعض التوجهات ووسائل الاعلام العربية لا تنوي خيراً بالصين، بل تحاول تقزيم الفكر الصيني العملاق، وتقليص انتشاره وإعادة الاهتمام به الى مربع الصِفر العربي، لكن هذه الوسائل وبعض الكتّاب والقلميين العرب لا يدركون أن العلاقات العربية الصينية عميقة الجذور ولم تكن في يوم من الايام ومنذ ألوف السنين في مربع الصفر، وهنا أُرثي لحالهم، ولحال مَن يحاول أن يلغي الواقع الصيني بجرّة قلمٍ “صُنع في الصين”، فلا هُم ولا غيرُهم سيتمكنون مِن حَجب أشعة الشمس بغربال.
وفي النشر، فقد كثّف اتحادنا الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين نشر مقالة الوزير وانغ يي، في وسائله الإعلامية في الاردن ولبنان والمغرب والعراق على وجه التحديد، وبَرز في هذه العملية أصدقاء كُثر أذكر منهم شاكراً ومُقدّراً جهودهم الموصولة وتعبهم وعنايتهم وصداقتهم للصين، مع حفظ ألقابهم وصفاتهم المهنية: محمود ريا؛ وفؤاد الغزيزر؛ وسليم السراي؛ إضافة الى صحيفة “الديار” الغرّاء وكادرها التحريري والتدقيقي اللغوي والمونتاجي والشبكي، وبضمنهم الأخ سيف الدين الصوالحة، مدير تحريرها التنفيذي.
وعن منتدى التعاون الصيني العربي، يقول الوزير وانغ يي: أن المنتدى كان تأسس في مقر جامعة الدول العربية، في القاهرة، في يناير كانون الثاني عام 2004، بالإعلان الصيني العربي المشترك، وذلك بالأخذ في الاعتبار التطور الطويل المدى للعلاقات الصينية العربية في القرن الجديد.. ويُمثّل المنتدى متطلباً جديداً جاء نتيجة طبيعية للتطور المستقر للثقة السياسية المتبادلة والنضوج المتزايد للتعاون العملي بين الجانبين، كما يُعدُ خطوة جديدة اتخذت أمراً مطلوباً من قِبل الجانبين، لمواكبة تيارات العولمة والالتحاق بمسيرة التعاون الإقليمي.
ويرى الوزير الصيني، أن المنتدى يقوم على الصداقة التاريخية، ويتطور بقوة دافعة جاءت من التعاون المتبادل المنفعة، ويهدف إلى التنمية المشتركة، ويُعبّر عن الإرادة الاستراتيجية والخيار المُشترك للجانبين الصيني والعربي. ويستطرد وانغ يي: عشر سنوات مضت وهي مليئة بالجهود والمنجزات، فتم في إطار المنتدى إقامة أكثر من عشر آليات تعاون تشمل الاجتماع الوزاري واجتماع كبار المسؤولين، ومؤتمر رجال الأعمال الصينيين والعرب، وندوة الاستثمارات، وندوة العلاقات الصينية العربية، والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية، ومؤتمر الصداقة، ومؤتمر التعاون في مجال الطاقة، وندوة التعاون في مجال الإعلام، واجتماع كبار المسؤولين في مجال الصحة، ومهرجانات الفنون المتبادلة، مما أثرى بشكل كبير مضامين التبادل الودي بين الصين والدول العربية، واكتشاف المزيد من أنماط التعاون الصيني العربي، على أساس المنفعة المتبادلة، وبالتالي جعل المنتدى علامة مهمة ترشّد العلاقات الصينية العربية.
وفي التفاهم الانساني الذي أفضى إليه التعاون الثنائي العربي الصيني نقرأ، أن عشر سنوات مضت شهد فيها التواصل الإنساني والثقافي الصيني العربي تنوعاً وتعدداً. وإلى غاية الآن، جرى فتح التخصصات المتعلقة باللغة العربية في أكثر من عشرين جامعة صينية، وأفتتح 11 معهداً بإسم معاهد كونفوشيوس وفصول إذاعية لمعهد كونفوشيوس في ثماني دول عربية، ويدرس في الصين أكثر من عشرة آلاف طالب عربي كل سنة. وأصبحت ثماني دول عربية مقاصد سياحية للمواطنين الصينيين، ويبلغ عدد الرحلات الجوية التي تربط بين الصين والدول العربية 145 رحلة أسبوعياً. ويتجاوز عدد المسافرين بين الجانبين 830 ألف فرد – مرة سنوياً. وخلال السنوات العشر الماضية، قامت الصين بتدريب 15676 مواطناً عربياً من مختلف التخصصات، وأرسلت فرقاً طبية يبلغ عدد أعضائها 5338 فرداً إلى تسع دول عربية، مما قدّم دعماً فكرياً قوياً لتطوير مختلف القطاعات في الدول العربية. ويخلص الوزير الصيني محقاً إلى: أن بإمكاننا القول أن الصداقة الصينية العربية أصبحت أكثر رسوخاً وعُمقاً في قلوب الناس من أي وقت مضى..
addiyar_elena@hotmail.com
*صحفي اردني روسي ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.