الصراع السعودي ـ القطري ينتقل إلى حوران
هي تصفية حسابات ليس أكثر من قبل مجاميع المسلحين المرتبطة بالاستخبارات الأجنبية والتي تعمل في منطقة حوران جنوب سورية، وتدير ملف هذه المجاميع المسلحة المتناحرة على الأرض جهات استخباراتية خارجية واحدة أردنية، إسرائيلية، سعودية، قطرية، أميركية حيث يدير الأميركي دفة المركب ويحدد أطر الصراع بينما دخل العامل الإسرائيلي بقوة بعد معركة تل الجابية الأسبوع الماضي.
هذا الصراع على المال والتسلح بين المجاميع المسلحة على أرض المنطقة الشرقية لدرعا يعود إلى قرار سعودي بإنهاء النفوذ القطري مالياً عبر النصرة التي تعمل على التخلص في المنطقة من كل شخص يمتلك قرار توزيع الأموال على الجماعات المسلحة وعلى رأسهم أحمد النعمة والهدف هو الضغط على الجماعات المسلحة الأخرى، خصوصاً الكتائب الصغيرة للانضمام إليها.
وتفيد مراجع في المعارضة السورية أن النصرة تريد الاستحواذ على السلاح النوعي الذي وعدت به السعودية في الجنوب السوري، بحيث تحصل هي على هذا السلاح، فسارعت في المنطقة الشرقية إلى ما يمكن تسميته عملية فرك أذن للجماعات المسلحة هناك عبر ضرب النعمة الذي اعتقل في كمين نصب له على مداخل بلدة صيدا في ريف درعا، وتفيد المصادر أن هناك من أبلغ عن خط سير النعمة الذي كان لتوه انتهى من اجتماع أنشئ خلاله منظمة جديدة أطلق عليها جبهة ثوار الجنوب .
وتريد النصرة أيضاً بحسب المراجع نفسها اجتذاب جماعات إسلامية مسلحة لا تعقد لها البيعة في المنطقة الشرقية لدرعا درعا نفسها وفي بعض القرى، ومنها جماعات ممولة قطرياً وتضيف المراجع إن النصرة تتواجد في القنيطرة على الحدود الفلسطينية وعلى أطراف درعا وفي معربة على مقربة من بصرى الشام.
وتعتمد النصرة على استراتيجية الابتعاد عن مناطق الجبهات إلى داخل حوران وهي تتدخل دائماً في نهاية المعركة بأعداد كبيرة وسلاح ثقيل لتسيطر على باقي المجموعات، وهذا ما حصل في تل الجابية وكاد أن يحصل في تل جموع لولا خلافات نشبت بين المجاميع المسلحة وأهالي قرية تسيل الواقعة على مقربة من تل الجموع والتي وقفت في وجه الجماعات المسلحة التي حاولت الذهاب من تل الجابية إلى تل الجموع.
وتقول مصادرنا أن النصرة اتهمت النعمة بدعم أهالي قرية تسيل في موقفهم هذا كما تتهمه بالموافقة على فتح خط تفاوض موازٍ مع الدولة السورية تسعى إليه شخصيات من حوران مقيمة في الخارج بينها رجال أعمال يقدمون الدعم المالي للنعمة.
وتسعى السعودية إلى توحيد كافة الكتائب المسلحة تحت راية النصرة قبل أن تقوم بتزويدها بالسلاح النوعي الذي وعدتها به والذي وافقت عليه الإدارة الأميركية، وهي دفعت مجاميع النصرة إلى العمل بخط السيطرة هذا ويبدو أنهم يجسون نبض الكتائب الباقية في عملية اعتقال النعمة الذي لم يتم إعدامه بحسب مصادر مطلعة في المعارضة السورية، فالجانب السعودي يريد أن يعرف هل إن إعدام النعمة سيخلق فرصة لتوحيد الجميع أم إنه سيكون الفتيل لحرب مدمرة بين الفصائل المسلحة على غرار ما يحصل في الشمال والشرق من سورية.
نضال حمادة – صحيفة البناء اللبنانية