الصحف الأجنبية: مستندات أميركية إضافية تثبت التورّط السعودي بهجمات 11 أيلول
وأشار “Graham” – الذي كان احد رؤساء اللجنة التي اصدرت تقريرها عام 2003 – الى ما قاله مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية “John Brennan” مؤخراً حول ضرورة عدم رفع السرية عن الصفحات الثمانية والعشرين، حيث تحدث الاخير خلال مقابلة تلفزيونية عن عدم قدرة الشعب الاميركي على تقييم ما تحويه هذه الصفحات من معلومات.كما قال “Brennan” في المقابلة ان الحديث عن تورط سعودي غير دقيق اطلاقاً.
“Graham” اعتبر كلام “Brennan” إهانة ليس فقط للشعب الاميركي عموماً وانما للذين فقدوا افراد اسرهم وأصدقاءهم في هجمات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر، وشدد على ان الشعب الاميركي لديه القدرة الكاملة على مراجعة الصفحات الثمانية والعشرين واتخاذ قراره حول مدى اهمية ما ورد فيها.
وبينما قال “Graham” انه لا يستطيع الكشف عن تفاصيل ما ورد في الصفحات المذكورة، اكد ان الشعب الاميركي يستحق ان يعرف الاسباب التي تجعل هذه القضية هامة الى هذا الحد، وعليه اشار الى انه وللمرة الاولى منذ ما يزيد عن مئتي عام، دمج الكونغرس لجنتين اثنتين من مجلسي الشيوخ والنواب (لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ ولجنة الاستخبارات في مجلس النواب)، وكان “Graham” رئيس لجنة مجلس الشيوخ.
واوضح ان اللجنة المشتركة طلبت إلى اجهزة الاستخبارات تقديم اي معلومات قد تكون مفيدة لفهم ما حصل قبل وخلال وبعد احداث الحادي عشر من ايلول. ولفت الى ان العاملين في اللجنة المشتركة وخلال مراجعة الملفات التي قدمت، وجدوا وثائق تثير مخاوف حول تورط محتمل لافراد اجانب ومصادر اجنبية داعمة لمنفذي الهجمات.
كذلك نبه “Graham” الى ان مدراء اجهزة الاستخبارات اعترفوا مرات عدة بانهم اصبحوا على دراية بهذه الادلة بسبب التحقيق الذي اجرته لجنة الكونغرس. واستشهد بما قاله مدير مكتب التحقيقات الفدرالي آنذاك (Robert Mueller) في شهر تشرين الاول/اكتوبر عام 2002 بان بعض الحقائق قد تبينت نتيجة تحقيق لجنة الكونغرس ولم تكن لتتبين لولا هذا التحقيق.
وشدد “Graham” على ان “ثمار” هذا التحقيق يشكل الجزء الاكبر من المعلومات التي لا تزال سرية (تلك التي تحويها الصفحات الثمانية والعشرين). وقال ان التقرير النهائي للجنة الكونغرس الذي صدر في تموز/يوليو عام 2003 يوجه توبيخاً لأجهزة الاستخبارات بسبب عدم التعاطي بالجدية المطلوبة وكذلك عدم التحرك استناداً على المعلومات الموجودة في ملفاتها. وأضاف ان هذه البيانات تشمل “معلومات تفيد بوجود مصادر محددة من الدعم الاجنبي لمنفذي هجمات الحادي عشر من ايلول عندما كانوا متواجدين في الولايات المتحدة”.
كما اشار “Graham” الى ان مسؤولي كل من “الـ CIA” و “الـ FBI” لم يتمكنوا من تحديد مستوى هذا الدعم الذي قدم للخاطفين (لمنفذي هجمات الحادي عشر من ايلول). ولفت الى أن لجنة الكونغرس المشتركة وجدت ان هذه “الفجوة” الاستخباراتية غير مقبولة وأحالت المعلومات الموجودة بالصفحات الثمانية والعشرين الى “الـ FBI” و “الـ CIA” للتحقيق “باسرع وقت ممكن”.
بناء على ذلك، اعتبر “Graham” ان رفع السرية عن الصفحات الثمانية والعشرين سيمكن الشعب الاميركي من تقييم اسئلة مهمة مثل:
– هل لنا أن نصدق أن الخاطفين التسع عشرة، والذين اغلبهم لم يتقن اللغة الانكليزية ولديه مستوى تعليمي محدود ولم يسبق ان زار الولايات المتحدة، هل لنا أن نصدق أن هؤلاء تصرفوا بشكل منفرد بتنفيذ مخطط الحادي عشر من أيلول المعقد؟
– هل كان لدى الخاطفين دعم أجنبي واذا كانت المسألة كذلك من هو الطرف الذي قدم هذا الدعم؟
– هل أن تأجيل تقديم المعلومات الموجودة بالصفحات الثمانية والعشرين لمدة 13 عام قد اثر على الامن القومي، واجّل تحقيق العدالة لدى اسر قرابة 3,000 اميركي قتلوا بهجمات الحادي عشر من ايلول، ام هل قوّض ثقة الشعب الاميركي بحكومته الفدرالية؟
وفي الختام، اكد “Graham” ان الشعب الاميركي يملك كامل السلطة والقدرة المطلوبة لمراجعة الصفحات الثمانية والعشرين و تحديد حقيقة ما جرى، وعلى انه حان الوقت لإعطائه هذه الفرصة.
Daily Beast
من جانبه، نشر موقع “Daily Beast” تقريراً اليوم بتاريخ الثاني عشر من أيار/مايو والذي يشير الى انه وبينما قد ترفع إدارة أوباما السرية عن “الصفحات الثمانية والعشرين”، ينظر قاضٍ فدرالي اميركي برفع السرية عن بعض ما جاء بثمانين الف وثيقة سرية لدى مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) قد تكشف اكثر بكثير عن صلة منفذي هجمات الحادي عشر من ايلول بأفراد سعوديين وعن نشاطهم خلال الاسابيع التي سبقت الهجمات.
وأوضح التقرير ان الوثائق (الثمانين ألفًا) تتناول قضية عائلة سعودية كانت تقطن بمنزل في منطقة “Sarasota” بولاية فلوريدا و التي اختفت عن الانظار قبل اسبوعين من وقوع الهجمات.كما اشار الى ان الملفات هذه تتناول ايضاً ما اذا كان محمد عطا (الذي يوصف بانه قائد هجمات الحادي عشر من ايلول) واثنان من رفاقه الذين نفذوا الهجمات على تواصل مع العائلة السعودية.
التقرير يلفت الى أن “الـFBI” يقول أن لا صحة لهذا الكلام، على الرغم من ان عناصره اشتبهوا في البداية بان العائلة على ارتباط ببعض منفذي الهجمات، إلّا أنه أشار الى أن فريقًا مؤلفًا من محامين وصحفيين استقصائيين يقول انه وجد ادلة دامغة تشير الى العكس،كما يؤكد فريق المحامين والصحفيين هذا ان عطا زار بالفعل العائلة السعودية قبل وقوع هجمات الحادي عشر من ايلول وان سجل المكالمات الهاتفية يربط المنزل الذي كانت تقطنه العائلة مع افراداً شاركوا بتنفيذ الهجمات.
هجمات 11 أيلول
التقرير اوضح ان مكتب التحقيات الفدرالي اشتبه بداية بوجود شيء مريب عندما اقتحم ضباطه المنزل المذكور، وذلك عقب وقوع الهجمات بعد ما تبين للسكان المجاورين ان هناك شيئًا ما غير طبيعي فيما يخص العائلة السعودية. و اضاف ان المحققيين وجدوا ما يدل على ان العائلة قد غادرت المنزل على وجه السرعة، حيث ترك الطعام خارج البراد،كما بدا بان العائلة لا تنوي العودة.
وأشار التقرير ايضاً الى ان مكتب التحقيقات الفردالي بمنطقة “Tampa” بوالية فلوريدا فتح تحقيقًا قال فيه انه وجد “خيوط صلة عديدة” بين العائلة و منفذي هجمات الحادي عشر من ايلول.كما اضاف ان الاجابات النهائية عن حقيقة ما حصل قد تكون موجودة بالصفحات “الثمانين الفًا”.
التقرير أوضح أن قاضيًا اميركيًّا يدعى “William Zloch” يقوم بدراسة هذه المستندات (الثمانين الف صفحة) منذ عامين، لتحديد ما هي المعلومات التي قد ترفع السرية عنها فيما يخص دور العائلة السعودية المذكورة، وقال انه وبناء على صفحات رفعت السرية عنها وعلى التحقيقات التي اجراها الصحفيون، تتبين الصورة التالية: المنزل كانت تقطنه عائلة سعودية مؤلفة من المدعو عبدالعزيز الحيجي وزوجته عنود واطفالهما الثلاثة. ويفيد التقرير ان والد عنود المدعو عصام غزاوي كان وزوجته المولودة في اميركا (“Deborah”) صاحبي المنزل، وأن سلوك العائلة و اصلها اثار الشبهات عقب وقوع هجمات الحادي عشر من ايلول، فيما فتح مكتب التحقيقات الفدرالي تحقيقاً كشف عن “خيوط وصل عديدة” بين “احد اعضاء العائلة وأفراد على صلة بالهجمات الارهابية”.
هذا ولفت التقرير الى أنه وفي عام 2011 اتصل صحفيان ايرلنديان وهما “Anthony Summers” و “Robbyn Swan” اللذان كان ينشران كتاباً بمناسبة حلول الذكرى السنوية العاشرة لهجمات الحادي عشر من ايلول، بصحفي قديم في ولاية فلوريدا يدعى “Dan Christensen”.
وأشار الى أن الصحفيَّين الايرلنديين كانا قد سمعا عن العائلة السعودية من مصدرٍ سريٍّ مسؤولٍ في ملف مكافحة الارهاب كان يمتلك معلومات عن تحقيق “الـ FBI”، إضافة إلى علمه بتحليل سجل المكالمات الهاتفية التي أظهرت اجراء اتصالات بين المنزل ومنفذي هجمات الحادي عشر من ايلول. كما قال هذا المصدر (بحسب الصحفيين الايرلنديين) ان المعلومات المتوفرة تشير الى ان محمد عطا وكذلك زياد جراح (وهو اللبناني الذي شارك بهجمات الحادي عشر من ايلول وابن شقيق مسؤول تيار المستقبل جمال جراح) كانا قد زارا المنزل، وان المعلومات بهذا الشأن تم تسليمها الى مكتب التحقيقات الفدرالي.
التقرير افاد ان السيناتور “Graham” (الذي قاد تحقيق لجنة الكونغرس) صدم عندما سمع بقضية العائلة السعودية، اذ ان “ال-FBI” لم يعطِ لجنة الكونغرس اية معلومات عن العائلة او عن صلتها بعطا وببقية الخاطفين.
وقال التقرير ان مكتب التحقيقات الفدرالي واصل مساعيه لابعاد الشبهة عن العائلة السعودية، الا ان “Graham” طلب الاطلاع على المعلومات الواردة في المستندات الموجودة بحوزتها. ونقل عن “Graham” بان الاخير اكد انها تدل على وجود “اتصالات مزعومة” بين العائلة السعودية والخاطفين، وعلى خيوط اضافية يمكن تتبعها.
التفجيرات الارهابية في العراق
موقع “Daily Beast” نشر تقريراً بتاريخ الحادي عشر من أيار/ مايو الجري يحمل عنوان: “خلف المذبحة في العراق: تنوي داعش استخدام اسلوب فرق تسد”، والذي اعتبر ان التفجيرات التي شهدها العراق امس والتي ذهب ضحيتها 150 شخصاً تأتي في اطار تكثيف مساعي داعش الهادفة الى اشعال حملة تطهير عرقي و اضعاف قوات الامن العراقية “المغلوبة”.
التقرير اشار الى ان التفجيرات استهدفت احياء “شيعية”، ويبدو أنها جزء من مساعي “داعش” المستمرة لاشعال نوبة تطهير عرقي شبيهة بتلك التي حصلت قبل عشرة اعوام (عندما استهدف ابو مصعب الزرقاوي المراقد المقدسة في مدينة سامراء). ونقل عن مسؤول اميركي معني بملف محاربة داعش قوله ان “السنة يرون في داعش جداراً ضد الثأر الشيعي”، على حد قوله.
كما نقل التقرير عن مراقبين ومسؤولين عسكريين ان تفجيرات العراق الاخيرة تفيد بان داعش رسم استراتيجية بديلة للاحتفاظ بالاراضي العراقية التي لا يزال التنظيم يسيطر عليها، اذ ان داعش وبدلاً من ان يحاول توسيع مناطق سيطرته، يبدو أنه يريد الاحتفاظ بالمناطق التي يمسك بها، بما في ذلك الموصل، وان اشغال القوات العراقية بالتفجيرات جزء من هذه الاستراتيجية.
التقرير نقل عن الباحث في معهد دراسات الحرب في واشنطن “Christopher Harmer” ان “داعش بات يدرك انه لم يعد لديه استراتيجية للتوسع المناطقي. واذا استطاع تنفيذ هجوم كبير، فان ذلك سيجبر قوات الامن العراقية على اتخاذ وضعية دفاعية و ليس هجومية”. كما نقل عن الاخير بانه و “في حال تمكن داعش من كشف قوات الامن العراقية على انها غير مؤهلة وغير قادرة على الدفاع عن بغداد، فإنها لا يمكن ابداً ان تكون قادرة على قيادة هجوم على الموصل”.
ولفت التقرير الى ان الولايات المتحدة جعلت من معركة الموصل جزءًا اساسيًّا من جهودها في مجال محاربة داعش، حيث تقوم بتدريب القوات هناك بغية استعادة المدينة من ايدي التنظيم الارهابي، إلّا ان التقرير تحدث عن مشاكل تواجهها الولايات المتحدة بهذا الخصوص، إذ ان الموصل مدينة ذات غالبية سنية ولذا فإن الحكومة العراقية والمستشاروين الاميركيين يخشون من اعطاء دور لما سماه “الميليشيات الشيعية” لاستعادة الموصل.
وتابع التقرير “بدلاً من اعطاء دور لمن وصفتهم “بالميليشيات الشيعية”، هناك مساعٍ للدمج بين مقاتلي قوات البشمركة الكردية والقوات الموالية “للمشايخ السنة”. وشدد على ان هذا الخليط أثبت انه لا يمكن التعويل عليه كثيراً، كما اشار الى ان تفجيرات الأمس جاءت على هذه الخلفية.
ورأى التقرير أن ايران والولايات المتحدة حتى الآن هما في الفريق نفسه ضمن المعركة ضد داعش في العراق (على حد قول التقرير طبعاً). واعتبر في الختام أن “داعش” يرغب في اشعال مواجهة بين ايران والولايات المتحدة في العراق وأن التفجيرات الاخيرة هي على الارجح جزء من هذه الاستراتيجية.