الصحف الأجنبية.. صراع #أميركي داخلي حول السياسة المتبعة حيال #سوريا
كشف صحفيون أميركيون النقاب عن صراع جار داخل الادارة الاميركية بشأن الاستراتيجية المناسبة حيال سوريا، حيث تعارض بعض الأطراف الأميركية المعروفة بميولها اليميني ما طرحه الرئيس باراك أوباما لجهة التعاون مع روسيا ضد جبهة “النصرة”، وسط حديث وسائل اعلام غربية بارزة عن أن أوباما -ومن خلال هذا الطرح- رفض الرضوخ لأصوات الداخل المطالبة بالتصعيد ضد الرئيس السوري بشار الاسد.
السياسة الاميركية حيال سوريا
كتب الصحفي “Gareth Porter” مقالة نشرت على موقع “Consortiumnews” بتاريخ الثامن من تموز/يوليو الجاري قال فيها “إنّ الصراع السياسي داخل ادارة باراك أوباما حول السياسة المتبعة حيال سوريا قد تكثف بعد طرح أوباما التعاون مع روسيا ضد جبهة “النصرة””.
وبينما أشار الكاتب الى “أنّ مثل هذا التعاون قد يسرع نهاية الحرب لفت بالوقت نفسه الى ان طرح اوباما يتعرض لهجوم شرس من قبل عناصر قوية في مؤسسة “الامن القومي الاميركي””، مضيفاً “إنّ معارضي هذا الطرح يواصلون ضغطهم وانه من غير الواضح مدى استعداد مؤيديه للضغط على الوكلاء السوريين للالتزام به” على حد تعبيره.
وأشار الكاتب الى “أن معارضي التعاون مع روسيا من داخل ادارة اوباما سربوا وجود هذا الطرح من قبل الرئيس الاميركي الى الصحفي في جريدة “واشنطن بوست” “Josh Rogin” المعروف بتأييده للحرب الاميركية المباشرة ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد”.
كذلك نبّه الكاتب الى “أنّ الحجة الاساسية التي تقدم من قبل معارضي هذه الخطة (بشأن التعاون الاميركي-الروسي ضد “النصرة”) هو أن ذلك سيضعف الجماعة التابعة لتنظيم “القاعدة” في سوريا و بالتالي يساعد حكومة الرئيس الاسد على استعادة الاراضي”.
وهنا أشار الكاتب الى ما نقله “Rogin” في مقالته عن الباحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الادنى المعروف بولائه لكيان الاحتلال “الاسرائيلي” “Andrew Tabler”،الذي أعرب عن تخوفه من أن تؤدي أي حملة مشتركة ضد “النصرة” الى إضعاف الجماعات المسلحة الاخرى التي تقاتل النظام السوري” وفق تعبيره.
وتابع الكاتب “إنّ العديد ممن أسماهم “المتمردين المعتدلين” هم في تحالف استراتيجي مع “النصرة” الأمر الذي أعاق عملية استهداف الجيش الروسي للتنظيمين الإرهابيين “النصرة” و”داعش” من دون استهداف الجماعات الاخرى التي تدعمها الولايات المتحدة”.
واعتبر الكاتب أنّ الحملة المضادة لطرح أوباما الأخير تعود الى كون هذا الطرح يمثل تحولاً جوهرياً من سياسة أوباما السابقة.
وأضاف الكاتب “إنّ موفد أوباما الخاص الى ما يُسمى “التحالف الدولي” ضد “داعش” “Brett McGurk” قد أشار في شهادته المكتوبة الى لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ “ان “النصرة” تتقدم في سوريا وتعزز تواجدها في محاظفة ادلب على محاذاة الحدود التركية”.
كما لفت الكاتب الى “أنّ “McGurk” اعترف بأنّ “النصرة” أكبر جماعة تابعة لـ”القاعدة” في التاريخ وانها تشكل “قلقا حقيقيا””، منبهاً الى أن هذه هي المرة الاولى التي يعبر فيها مسؤول في ادارة اوباما عن تخوفه من القوة العسكرية لدى جبهة “النصرة” في سوريا منذ ان “بدأت استراتيجية الاستفادة من قدرة النصرة العسكرية للتفوق الدبلوماسي ضد نظام الاسد” على حد قوله.
الا ان الكاتب نبه في الوقت ذاته الى “ان كل ذلك لا يعني ان اوباما يسعى الى اجراء تحول كامل في استراتيجيته تجاه سوريا، وعاد وتطرق الى شهادة “McGurk” لافتاً الى ما قاله الاخير عن ضرورة “ايجاد آلية لانهاء الحرب الاهلية السورية والسماح لمن أسماهم المعارضة المعتدلة بأن تسيطر على مناطقها” حسب تعبيره.
وتابع الكاتب “إنّ وزير الخارجية جون كيري وآخرين في الادارة الاميركية يدركون جيداً بأن الاغلبية الساحقة من جماعات “المعارضة” لن تفك ارتباطها بجبهة “النصرة”، وبالتالي فإن فكرة المعارضة المعتدلة التي تسيطر على مناطقها هي من الخيال”.
وأضاف “إن من العناصر الاساسية في طرح أوباما الجديد هو ان توافق روسيا على ضمان الوقف الكامل للعمليات الجوية للجيش السوري ضد من أسماهم”المعارضة الشرعية””، مشيراً الى “أن ذلك يفسر على ما يبدو بفرض قيود كبيرة على العمليات التي تقوم بها القوات الجوية السورية” وفق تعبيره.
وكتب موقع “Al-Monitor” مقالة نشرت بتاريخ العاشر من تموز/ يوليو الجاري أشار فيها الى التقرير الذي صدر عن منظمة “العفو الدولية” في الخامس من تموز الجاري والذي سلط الضوء على الانتهاكات التي ترتكبها جماعات مثل جبهة “النصرة” في المناطق التي تسيطر عليها في ادلب وحلب.
ولفت الموقع الى أن تقرير منظمة “العفو الدولية” انما يوضح بأن هذه الجماعات تمارس التعذيب وتستهدف الصحفيين وحتى الاطفال، وانها تحظى في نفس الوقت بدعم دول مثل قطر والسعودية وتركيا والولايات المتحدة”.
وأشار الموقع الى “أن تقرير منظمة “العفو الدولية” يتزامن وطرح الرئيس الاميركي باراك اوباما التعاون مع روسيا ضد جبهة “النصرة””، ولفت ايضاً الى شهادة موفد أوباما الى التحالف الدولي ضد داعش “Brett McGurk” والتي حذّر فيها من تعاظم قوة “النصرة” في غرب سوريا ومن أن النصرة هي أكبر جماعة تابعة لـ”القاعدة” في التاريخ”.
كما اعتبر الموقع “أن ادارة أوباما ومن خلال تركيزها على امكانية التعاون مع روسيا ضد “النصرة” رفضت بالمطلق ما طرحه عدد من موظفي وزارة الخارجية الاميركية في رسالة احتجاج طالبت بالتصعيد العسكري الاميركي ضد الحكومة السورية”، لافتاً الى التقارير التي أفادت بأن أوباما يشعر بأن من واجبه التصدي للتهديد الذي تشكله جبهة “النصرة” لمصالح الامن القومي الاميركي”.
وزعم الموقع “أنّ أوباما يستحق الثناء لتركيزه على التهديد الذي تشكله الجماعات الارهابية”، مشدداً على ضرورة عدم وجود اي تفاهم مع الاطراف المتحالفة مع تنظيم “القاعدة” في سوريا.
ولفت الموقع ايضاً الى “أن تقرير منظمة “العفو الدولية” يوضح بعض المغالطات حول ظروف العيش في ادلب وحلب وما قد يعنيه ذلك لسير الحرب”، وأشار الى أنّ انتصار الجيش السوري على الجماعات الارهابية في حلب قد يضع نهاية للعقلية الطائفية التي دخلت المدينة مع بداية الحرب.
موقع العهد الإخباري