الشرطة الفرنسية تقمع احتجاجات السترات الصفراءالمطالبة باستقالة ماكرون وتعتقل العشرات
قمعت الشرطة الفرنسية اليوم الاحتجاجات الشعبية المطالبة باستقالة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون واعتقلت العشرات من المشاركين فيها في باريس ومدن أخرى.
واعترفت شرطة العاصمة الفرنسية باريس بتوقيفها 43 شخصا خلال الاحتجاجات المستمرة للأسبوع التاسع على التوالي في أنحاء البلاد.
ووسط انتشار كثيف لقوى الأمن والشرطة انطلقت مظاهرات “السترات الصفراء” في وقت سابق ضد سياسات الرئيس الفرنسي في باريس وعدد من المدن في تحد لإجراءات الأمن رافعين لافتات ومرددين هتافات تطالب باستقالة ماكرون واتخاذ خطوات حاسمة لمحاربة الفقر في البلاد .
وأظهرت الصور التي نشرتها وكالات الأنباء العالمية آلاف المتظاهرين وهم يحملون لافتات تدعو ماكرون الى الاستقالة في الوقت الذي أغلقت فيه قوى الأمن والشرطة مداخل الشوارع الرئيسية بسيارات الشرطة والشرطة الخيالة لمنع المتظاهرين من التجمع في جادة الشانزيليزيه كما استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.
وأفادت وسائل إعلامية بأن السلطات نشرت 80 ألف شرطي وعشرات المركبات المدرعة في أنحاء البلاد لقمع المشاركين في الاحتجاجات.
وكان المتظاهرون بدؤوا بالتجمع في شرق باريس للمشاركة في الاسبوع التاسع من الاحتجاجات التي تنظمها حركة “السترات الصفراء” حيث سار المتظاهرون من مبنى وزارة الاقتصاد والمالية في كورنيش بيرسي إلى ساحة باستيليا والتقوا بمظاهرتين باتجاه ساحة الجمهورية في شمال باريس امتدتا على مسافة مئات الأمتار وضمتا أعدادا كبيرة من المتظاهرين.
وتواصلت الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى التجمع والاحتجاج اليوم في باريس والمدن الفرنسية الأخرى تعبيرا عن غضب المتظاهرين الذي لم يهدأ وذلك قبل ثلاثة أيام من الحوار الذي دعا إليه ماكرون بينما تتوقع السلطات الفرنسية تعبئة أقوى وأكثر اتساعا من الأسبوع الماضي.
وفي باريس أعلن عدد من المتظاهرين بينهم أحد أبرز شخصيات التحرك سائق الشاحنات ايريك درويه التجمع في حي لا ديفانس للأعمال في غرب باريس.
وأجبرت موجة احتجاجات السترات الصفراء في الشوارع خلال الشهرين الماضيين ماكرون على تقديم تنازلات سياسية شملت إلغاء زيادة مزمعة على ضريبة الوقود لمحاولة نزع فتيل الغضب من أزمة محسوسة في ميزانيات الأسر.
ووفقا لوكالة فرانس برس فإنه منذ انطلاق الاحتجاجات أصيب أكثر من 1500 شخص بينهم 53 جروحهم خطرة من جانب المتظاهرين كما قتل عشرة أشخاص معظمهم في حوادث سير وقعت نتيجة قطع الطرقات.
وسجلت شعبية ماكرون تراجعا قياسيا بسبب سياساته الاقتصادية التي أدت إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير ودفعت الفرنسيين إلى المطالبة بتنحيه وجملة من التغييرات الأخرى.