الشرطة الأوسترالية تعلن انتهاء أزمة احتجاز الرهائن
شنّت الشرطة الأوسترالية، مساء اليوم، هجوماً على «مقهى لينت» في سيدني احتجز فيه مسلح رهائن من بين العاملين في المقهى والزبائن، وقد أعلنت في وقت لاحق انتهاء أزمة احتجاز الرهائن.
كما أعلن مسؤول في الشرطة الأوسترالية، اليوم، أن المسلّح هو لاجئ إيراني أدين بتهمة الاعتداء الجنسي وأُشيع أنه يبعث برسائل كراهية لأسر جنود أوستراليين قتلوا في الخارج.
وقالت الشرطة، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في وقت لاحق، إنّ «عملية سيدني قد انتهت».
وقد وقع ثلاثة قتلى إثر هجوم الشرطة على المقهى، أحدهم المسلّح محتجز الرهائن، فيما أُصيب آخرون بحالات إغماء.
وأغلقت السلطات الاسترالية، في وقتٍ سابق من اليوم، ساحة مارتن في حي الأعمال المركزي بالمدينة وعمد عدد كبير من عناصر الشرطة الى تطويق «مقهى لينت».
وطلب المسلح الذي يحتجز الرهائن تزويده بعلم تنظيم «الدولة الإسلامية» معلناً وجود أربع عبوات في المدينة، بحسب تقرير إعلامي.
وأفادت القناة العاشرة في تغريدة أن «فريقنا تحدث مباشرة مع رهينتين داخل المقهى… وأكدا مطلبين للمنفذ». وأضافت: «يريد تسليم علم لتنظيم «داعش» إلى المقهى مباشرة، وطلبه الثاني هو محادثة رئيس الوزراء». وتابعت أن رهينتين «أفادا عن وجود اربع عبوات. اثنتان في مقهى لينت في مارتن بليس، واثنتان في وسط الأعمال في سيدني». ولم تؤكد الشرطة هذه المعلومات، حتى الساعة.
وأظهرت مشاهد أحد الأعلام التي تستخدمها الحركات الإسلامية رفعه رهائن على إحدى نوافذ المقهى. وبعد حوالى ست ساعات على بدء عملية الاحتجاز خرج ثلاث رهائن رجال، تلتهم امرأتان، من المقهى بحسب الشرطة. وأعلنت الشرطة أنه ليس هناك ما يشير إلى إصابة أي كان في الوقت الحاضر، فيما لم يكن واضحاً إن فرّ هؤلاء الرهائن أم أفرج عنهم.
من جهته، أعلن رئيس شرطة ولاية نيو ساوث ويلز اندرو سيبيوني وجود مسلح واحد، مضيفاً أن قوى الأمن لا تعلم بالضبط أي وضع تتعامل معه. وقال: «ما زلنا نجهل إن كان حدثاً مرتبطاً بالإرهاب».
وقالت مساعدته كاثرين بورن إن عدد الرهائن أقل من 30.
وكانت استراليا التي تشارك إلى جانب الولايات المتحدة في الحملة ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، رفعت في أيلول/سبتمبر مستوى الإنذار من الخطر الإرهابي إلى حال الإنذار القصوى ولا سيما حيال خطر المقاتلين الجهاديين العائدين من القتال في سوريا والعراق.
وأبلغ الرئيس الأميركي باراك اوباما بالوضع وفق ما أعلنت مستشارة اوباما لشؤون الارهاب في واشنطن ليزا موناكو.
وتعتبر ساحة مارتن الوسط المالي لسيدني وتضم العديد من المباني المهمة بينها مكتب حاكم ولاية نيو ساوث ويلز مايك بيرد والاحتياطي الفدرالي الاوسترالي اضافة إلى مصرف وستباك ومصرف الكومنولث.
ودعا رئيس الوزراء الاوسترالي توني ابوت إلى اجتماع للجنة الامن القومي التي تضم أعضاء الحكومة ومستشارين مكلفين بالقضايا الأمنية لمواجهة الوضع. وألمح إلى أن هناك شخصاً واحداً يحتجز الرهائن وقال: «لا نعلم دوافع المنفذ. لا نعلم اذا كان يتصرف لدواع سياسية ولكن بالتأكيد هناك عناصر في هذا الاتجاه».
واضاف ابوت أن «هدف العنف السياسي هو اخافة الناس. من ان استراليا مجتمع مسالم ومنفتح وسخي. لا شيء ينبغي ان يغير ذلك ولهذا السبب اطلب من الاوستراليين ان ينصرفوا الى اعمالهم الاعتيادية».
مفتي أوستراليا: الإسلام بريء من هؤلاء «المجانين»
في سياق متصل، أعلن مفتي اوستراليا ابراهيم أبو محمد أن الإسلام بريء من احتجاز رهائن مدنيين في مقهي بوسط سيدني، تحت راية إسلامية، ووصف مرتكبي الحادث بأنهم «مجانين».
وقال المفتي العام للقارة الأوسترالية إن «ارتكاب جرائم بحق مدنيين، هو عمل مجرم، وغير أخلاقي، وندينه بالمرة، ونعتبره عملاً لا يليق بمسلم لا حضارة ولا تاريخاً ولا خلقاً، ومن ثم نعتبره عملاً إجرامياً ضد أبرياء لا ذنب لهم». وأضاف أن «المجتمع الإسلامي كله حزين، بسبب وضع الرهائن في مقهى شوكولاتة ليندت في ساحة مارتن، بسيدني».
ورداً على سؤال حول رفع راية سوداء تحمل الشهادتين، قال أبو محمد: «لا نعرف دوافع هذا العمل الإجرامي حتى الآن، ولماذا تستر مرتكبوه خلف راية الإسلام بعد أن اختطفوها»، مضيفاً: «رفعهم علم التوحيد، هو اختطاف جديد لعلم المسلمين أجمع، فراية التوحيد هي ملك لكل المسلمين، وليست لهم وحدهم». وتابع بالقول إنه «لا يجوز لأحد أن يستعمل هذه الراية لإثارة قلاقل واضطرابات وجرائم تحت اسم هذا العلم، لأن المسلم من سلم الناس من لسانه ويده».