الشاشة العربية
موقع إنباء الإخباري ـ
أنس محمد الطراونة*:
كـعادتي أستيقظُ مُتأخِراً
أُحَضِرُ قهوتي وأُشعِل سيجارتي مُتنَدماً
أستعِد لِـ فتحُ شاشتي مُتألِماً
وقبل أن أفتحها مُتـنبأً بالمريـر
ما هذا!! تفجير أم تكبي؟؟
صار الأذان ضوضاء وغُباراً ونفيـر
والصلاة على الأشلاء المتناثرة
في الجنبـات لها صوت صرير
والوضوء بالدم المنسكب جدولاً
صار الأرهابي سعيداً بِـهِ ليفرح الأمير
أمـير الجماعـة أنهى فرضهُ
ومِن ثُم صعد ينتظر غداءه في مطعم
لست أدري من مالكه.. رُبما بندر البعير
أو جون ماكين أو غولدامائير
****
أما الآن …أرى باللون الأحمر الخبر العاجل الخطير ..
وعلى شاشة التِلفاز
أسرعت المذيعة الحسناء ذات الشعرُ الأشقرُ الحرير
لتنقُـل صـيدَها:
خبر عاجل ….تفجير .. تفجير ..
تفجير هذا أم تكبير؟؟
وهاذي أشلاء ودماء أو كوم طعام وعصير
أذاك طفل أو امرأة أو قصدير
ويأتي المُـراسِلُ مُتفاخِراً أنا أول من حضِر ، وأنقل لكم الخبر
على الهواء مباشرةً
كانَ معكُم الحِمار الإعلامي من قَلـب التحرير
وهاذي الدِماء صوِّرها
ووثِّـقها جحشي ومُساعدي
مَنعاً مِن التزوير
****
أما الآن فـ موعِدكم مع لقاء مع معالي الوزير
معالي الوزير
ما رأيك في الحدث..؟
أهذا تفجير أو تكبير..؟؟
تفضلوا علينا
بالتقرير وبالتبرير
الوزير عاقداً حاجبيه بكل تأكيد
نحن نشجب هذا العمل الحقير
إنه إرهاب باسم الدين
لايفرق بين كبير وصغير
ولكنه أخطأ في التقدير !!!!!!؟
المُذيعة: اِبقوا معنا، نحن نرصد ونتابع الأوضاع ونوافيكم
بكل مستجد وخطير…
*******
الإرهابي مضى إلى
جهنم وبئس المصير
والاعلامي عاد إلى عائلته
منتصراً اليوم
قـد أحرز سبقاً صحفياً
من موقع التصوير
ويعود الفضل في العواجِـل
على شاشات التسعير
ومعاليه يحيي سهرته
مع الشلّة في ملهى
أو في قصره؟؟
وآخر الليل يأوي إلى السرير
متنعماً بالدفء والحرير !؟!؟
*******
وهنا أسأل الليل عن صوتٍ
يشق الهدوء بدمعة حَرَّة
وألمٍ يفـوق حِملَ جبلٍ ومُبتلى نذيـر
عن ثـكلى وأيتام وعجوز جائِع
ينطوي على السرير من بعد حُكـم الله …
ينتظر المصير…
وكيف صارت حياتهُم بعد التكبير ︿
. . . . . . جُـثث وخراب وضَياع وجياع ووداع و صِراع
يردده ملتحٍ دجال أرعن
ظناً منه بعد ذلك أنه…
سيشرب من قوارير خمر الجنة والأغادير ..
ويدخل بوابة التاريخ ويصعد سُلم الاساطير ..
تَـبت أيديكُـم وتَبت وجوهُـكم وسراويلكُـم
ومشايخ بول البعير وكل تُجار الدين والدنانير
وبعـد أن أرى كُـل ذلك لا يسعني القول اِلا الصفــــــــــــــــــــــــــــــــــــير
وأُعـزي نفسي قائلاً أنّ الله يرى كُل شيءٍ وهو على كُلِ شيءٍ قـديـر
وأُغـلِـق الشاشـة.
أنـس محمد الطراونه / 17-3-2014 / الاردن-عمّان
هههههههههههه كم اعشق اسلوبك ايها الطروي المغرور