السيناريو المتوقع للتصعيد “الإسرائيلي” خلال الأيام المقبلة..
بعد استشهاد ستة فلسطينيين بالضفة المحتلة وقطاع غزة خلال أقل من 24 ساعة، ثلاثة منهم مقاومين من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تطورت الأوضاع الميدانية، حيث قصفت السرايا المغتصبات الصهيونية بأكثر من 130 صاروخاً في عملية أسمتها “كسر الصمت”، لتستمر طائرات الاحتلال “الإسرائيلي” بشن غارات متفرقة على مدن القطاع.
توقعات وسيناريوهات مختلفة بدأ المحللون يتحدثون عنها، في ظل تهديدات العدو الصهيوني من رأس الهرم للرد بقوة على صواريخ المقاومة، فبدأت اجتماع الكابنيت بتهديدات شديدة اللهجة لقطاع غزة.
طبيعة وشكل هذا الرد، هو سيناريو حاولت “وكالة فلسطين اليوم الإخبارية” الكشف عنه لمعرفة طبيعة ما ستكون عليه الأوضاع الميدانية خلال الأيام المقبلة في قطاع غزة.
طبيعة الرد
المحلل السياسي والمختص في الشؤون “الإسرائيلية” فؤاد اللحام، أوضح أن هناك وجهتان في طبيعة الرد، الأولى يمثلها رئيس حزب “إسرائيل” بيتنا ووزير الخارجية “الإسرائيلي” أفيغدور ليبرمان، وأحزاب يمين متطرف وتدعو لاجتياح قطاع غزة وهذه لا تحظى بكثير من الدعم حتى داخل حكومة الاحتلال.
أما الوجهة الثانية فيمثلها رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو والمؤسسة العسكرية والداعية لتوجيه ضربة قوية حاسمة للمقاومة في قطاع غزة.
وحسب مصادر “إسرائيلية” فتوقع اللحام أن تصدر “إسرائيل” موقفاً بين هذين موقفين، وهو أن نشهد تصعيداً “إسرائيلياً خطيراً ولكن مهما كان التصعيد لكنه سيكون محدوداً، من حيث النتائج الميدانية وقوة الرد، منوهاً إلى أن هناك من يتحدث عن احتمالية توجيه ضربة شمال قطاع غزة، توغل بري محدود.
وبين اللحام، أن التهديد سيطال فصائل المقاومة تحديداً حركة الجهاد الاسلامي كونها المسؤولة عن التصعيد الأخير حسب وجهة مسؤولون عسكريون “إسرائيليون”.
وأضاف، أن هناك تخبط “إسرائيلي” فلا يستطيع حسم أمره، والمؤسسة العسكرية ضد توجيه ضربة قوية واسعة ضد قطاع غزة، أي تورط عسكري بري، ولكنه مع إعادة ترميم الردع “الإسرائيلي”، بما يمنح “إسرائيل” فترة اضافية من الهدوء.
وحول طبيعة الرد، أشار اللحام إلى أنه لن يخرج عما هو مألوف مع صراعات “إسرائيل” مع قطاع غزة، وما ألفته المقاومة، فقد تكون أكثر من الضربات العادية وأقل من اجتياح كامل، كما أن “إسرائيل” ستُعيد لغة التهديد عبر توجيه ضربات بعضها انتقائي، بالإضافة لاغتيالات نوعية إذا نجحت في ذلك.
وتحدث عن قيام “إسرائيل” بعمليات برية محدودية، فهي تريد أن تقول للمقاومة أنها لازالت اليد الطولى وحذاري وانتبهوا مما تفعلون، فعمليات لن تكون خارج الإطار المألوف لكنها قد تتسبب في ارتقاء شهداء وخسائر في قطاع غزة.
وحول تهديدات سرايا القدس حيث قالت إذا صعدت “إسرائيل” فسنصعد، قال اللحام: “الاحتلال يتعاطى بجدية مع التهديد، فهذا التصعيد النوعي من هذا النوع كما تتحدث السرايا يعني جر “إسرائيل” لمزيد من التورط أكثر وأعمق مما يخططون له في قطاع غزة، لذلك ستكون الضربة محسوبة ومقياسة ويسبقها بعض الاتصالات الاقليمية والدولية، وبعض الرسائل السياسية لفصائل المقاومة وحركة حماس، بأنها لا تريد أن تصعد أكثر من هكذا بمعنى أنه سيتم قصف “تل أبيب” وتجمعات سكانية داخلية وإدخال مدن “إسرائيلية” تحت لهيب النار.
وأضاف، أن “إسرائيل” ستجد نفسها متورطة في توسيع عملية هي لم تخطط لها في هذا التوقيت، لذلك هي تأخذ تهديدات حركة الجهاد الإسلامي بكامل الجدية، وهنا يأتي عدم التهور في الرد، حيث اعتادت المقاومة بغزة في الفترة الأخيرة على رود شبه أتوماتيكية أن يطلق صاروخ فلسطيني فوراً يتم قصف هنا أو هناك أو اغتيال أحد الشخصيات، لكن هذه المرة ومع الغارات التي شُنت الليلة الماضية لم يأتي الرد بالشكل الذي اعتدناه، لأن “إسرائيل تدرك أن تصعيد نوعي قد يجرها لمربع هي لا تريده.
الجهاد تعني ما تقول
وبين اللحام، أن “إسرائيل” تدرك أن الجهاد تقصف وتعني ما تقول، ويمتلك القرار السياسي لهذا التصعيد، ولديها الامكانيات لذلك، من هنا تأتي خطورة التهديد، كون أن حركة الجهاد الإسلامي لا تشارك في حكومة بغزة أو في الضفة، فلا يوجد عليها مسؤوليات ولا اتفاقيات سياسية اقليمية أو محلية عكس بقية الفصائل.
وتابعت: أن “إسرائيل” تدرك جدية التهديد، فهي تدرك أن ما تقرره الجهاد سيتبعه تنفيذ، وحالياً إسرائيل تدرس خطواتها بميزان من ذهب، سيسبقها اتصالات دولية لمحاولة لجم التطورات وعدم تدهور الأوضاع وعدم توسيع عملياتها، أوسع مما هي تخطط.
وفي تفسيره حول عدم الرد بقوة من قبل “إسرائيل”، أوضح اللحام، أن “إسرائيل” لا تريد أن تجد نفسها متورطة في معركة هي لم تختر وقتها وزمنها أو متعمقة في قطاع غزة بما يمنعها مستقبلاً من العودة إلى هذا المخطط، لذلك فإن التصعيد سيكون مسبوق باتصالات دولية.
وحول محدودية الرد، أوضح اللحام، أن الرد “الإسرائيلي” سيكون رد محدود في سياق الردود المألوفة لن يأتي بجديد.
وعن دور مصر، أكد المحلل اللحام أن الدور المصري سيكون حاسماً ومهماً في منع تطور العدوان “الإسرائيلي”، وأنها لن تسمح بتطور الأوضاع في غزة، لدرجة الحرب الشاملة بما يحرج وستعمل على لجم التطرف “الإسرائيلي”، وستجري هذه الاتصالات لحرصها على الأمن القومي، ومنعها من التطرف.
رد موجع على أي عدوان
من ناحيته، توقع الكاتب والمحلل السياسي عبد الستار قاسم ألا يتوقف العدوان “الإسرائيلي” إلا إذا لقي ردع من المقاومة الفلسطينية، قائلاً: “الشيء الوحيد الذي سيوقف “إسرائيل” الرد المباشر والقوي والمنظم “.
وأوضح، أن الرد على العدوان “الإسرائيلي”، يؤكد أن هناك من يسهرون ويقدمون التضحيات و”إسرائيل” تعلم أن كل عدوان له رد موجع.
وأضاف:” الفلسطينيون ليسوا جرذان يضربون في أي وقت والخضوع لن يخدم أحداً , والرد القوي هو ما سيرفع معنويات الشعب الفلسطيني أينما كانوا في الضفة والقطاع والأراضي المحتلة والشتات” .
وثمّن قاسم جهود المقاومة، مؤكداً على تضامن الشعوب العربية معها ووقوفها إلى جانبها.
واستهجن الاستمرار بإصدار البيانات والاستنكارات على الضربات “الإسرائيلية”, معتبراً ذلك دافعاً لـ”إسرائيل” للتطاول على الشعب الفلسطيني حتى بلغ الأمر بها إلى التطاول على المسجد الأقصى.
وقال: “الرد يُعيد الحياة للناس فليس غريباً أن يشعر أهل غزة بالارتياح على الرغم أنهم يتوقعون رداً “إسرائيلياً” قاسياً.